| عزيزتـي الجزيرة
كثرت في الأونة الأخيرة أعمال الغش وتعددت أنواعه وظهر باشكال مختلفة، وقد سمعنا عن اكتشاف فيلا في حي سكني في مدينة الرياض تتبع لأحد المطاعم الكبرى والشهيرة بالرياض حيث يقوم مجموعة من الوافدين باعداد اطباق واصناف غذائية بدون أي رقابة وانعدام لأبسط أساليب النظافة ولا يوجد طرق تخزين سليمة وروائح كريهة وطبعاً لا شهادات صحية لهذه العمالة إلى غير ذلك ولا نريد هنا أن نعيد ما ذكر، ولكن الذي لفت نظري بالموضوع هو لماذا لم يتم التشهير باسم المطعم، فهل ذلك من باب المراعاة كيف ذلك والمطعم لم يراع حقوق الله أولاً ثم حقوق الناس في عمله ثانياً، ولو عمل بطريقة التشهير بالمطاعم التي تسببت في حالات التسمم والتغريم المادي المرتفع جداً أو الإغلاق نهائياً لا المؤقت لما تجرأ أحد واستهان بالناس بهذه الطريقة المقززة، ويقال (من أمن العقاب أساء الأدب) وقد كثرت في الآونة الأخيرة حالات الغش وتنوعت طرقه هناك من غش في حليب الأطفال تخيلوا حتى الأطفال لم يسلموا ولم تحترم طفولتهم، الطفل الذي كلما نظرت إليه كان بالنسبة لك مصدراً لانبعاث السعادة في النفس فكيف يهون عليهم الغش في غذائه الرئيسي لمجرد الربح المادي وما ذنب هذا الطفل في طمع أصحاب النفوس الضعيفة، وهناك من غش في الطعام وهناك من غش في علامة تجارية مشهورة أو غيَّر في تواريخ الصلاحية للمعلبات، كم وكم قرأنا عن اكتشاف أماكن لتصنيع الطعام مثل الفطائر أو تخزين اللحوم الفاسدة وبيعها على أنها جيدة للاستعمال عدا عن اكتشاف تجار يستوردون اللحوم غير صالحة للاستخدام الآدمي ومثل ذلك ينطبق على الخضار وعلى كثير من المنتوجات إلى غير ذلك، ولكن لماذا بدأ يكثر الغش وينتشر في ضعاف النفوس بهذا الشكل ماذا لو شُهِّر بهم وتعرضوا لعقاب صارم بحيث يفكر كثيراً من تسول له نفسه بهذا العمل المريب قبل أن يقدم عليه ويعلم أن أرواح الناس والأطفال ليست لعبة ولا رخيصة ولا يحق لأيٍ كان أن يستهين بالآخرين وكل ذنبهم أنهم منحوا المطعم أو المنتج الثقة الكاملة، وإذا كان عدم التشهير بالتاجر أو صاحب المطعم أو الغشاش إذا صح التعبير مراعاة لعدم محو اسمه من السوق أو لاعطائه فرصة أُخرى والاكتفاء بالعقاب الخفيف أو الإغلاق المؤقت فلننظر إلى أضرار الغش التي لحقت بالأطفال والناس من جراء استخدام المنتج. أما الأكل من المطعم سواء أكان شهيراً أو لم يكن ففيه مخاطرة إذا غاب الضمير وغاب الرادع الذي يطبق العقاب الصارم عند التجاوز، خصوصاً أنهم يحققون أرباحا لا بأس بها ولا يحتاجون إلى هذه الأساليب لزيادة أرباحهم، بقي سؤال واحد أوجهه إلى أصحاب هذه المنتوجات هل يرضى أحدهم أن يشرب أطفاله هذا الحليب المغشوش وأن يتعرضوا لاضراره؟ وهل يرضى صاحب المطعم أن يقدم لأسرته وجبة أو عشاء ملوثة من نفس مطعمه؟ إن المطلوب هو مخافة الله واتقاؤه ومعرفة أن الله مطلع على كل شيء وأن نوقظ هذه الضمائر الغافلة وأن نعلم أنه سوف يأتي يوم عظيم نسأل فيه عن جميع أعمالنا وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم (من غشنا فليس منا).
نائلة محمد العنزي الخرج
|
|
|
|
|