| الثقافية
صوت رنّان مُشرق بنور الايمان ونَبرات تُوحي بالاطمئنان ولكن هُناك مَسْحة من الحُزن تُخيّم على هذا الصوت المشرق بنور الايمان الناطق بالحق بصوتٍ تهتزُّ له الأركان يا ترى هل هي آثار الغربة والوحدة والأحزان أم هُو شيء في النفس من قديم الزمان أم هي أحلام تناثرت فخلّفت أحزان وأشجان؟ قالت الغربة لذلك المُغترب لِتُبدّد أحزانه أنا البُعد عن الأهل والوطن أنا الألم في الصّدر والبدن أنا الحسرات والهم والحزن يُحسُّني من يبتعد عن الدّين وعن الصّبر واليقين وعن كل ما هو جميل في الدينِ. ردّ المغترب بنبرةِ حزينة قائلا
أنا من يَرسم البَسمة على الشفاهِ للرائحِ والغادي
أنا مَنْ
يُقطّع الألم أحشائي أنا من يسكُن الحُزن داخِل فُؤادي
أنا التائه الحيران
أنا من يبحث في الغربة عن الأحلام
فَلمَ يجد سوى الذل والهوان والسراب والحرمان
وتبعْثر الأوراق وتبِعها تَنَاثُر الأشلاء
قلبٌ يَنْبُضُ بإرادةِ الباري
وروح خالية من إحساسي
حنين وأنين يحتويني في كلّ الليالي
والنّاس من حولي لا تُبالي
لا سُؤال عنْ حَالي
أو ماذا أريد من الأماني
أو شفقة في لَحظة مُعاناة مع الآلام
أو كلمة حانية تشفي الجروح العِظَام
وحدةٌ وحُزن في كل الأوقات
أُناجي ربّا عالمنا بي وبكلِّ آلامي
لا بشر قساة همّهم تَلْبية الطلبات
منّي ومِن كل مُغترب يعاني
باعُونا برُخص التراب
واعتبرونا عبيدا لهم وأيضاَ للأسْيادي
ألا يعلمون أننا بَشَر لنَا أحساسَ وكيان
لا فرق بيننا إلا بالأعمال الصالحات
مَتى اسْتَعْبدونا وقد ولِدْنا أحراراً في هذه الحياة
عبيد للخالق الباري
لا للبشر والعبادي
ولكن ماذا نقول لأناس همّهم جَمع المال
واستخدام الأغراب مثل الآلات
غُربتي غربَة نفّس لا وطن بين بشر قُساة
آه وآه على آمالِ ضائعات
وعُمرا ذهب هدْرا وأنا أجري خلْف التفاهات
رُحْماك يا ربّي
أنزل علي الهدوء والسكينة
لأُكافِحَ نفسي وكلَّ الرغبات
إن النّفس أمّارة بالسّوء
أريد من ينتشلني من هذه التناقضات
ومن هؤلاء البشر القساة
أنا مُغْترب وغريب في هذا الزمان
وكل مآبي يَنْطق بالآلامي
أريد حديقة غناء فيها أرمي همومي وآلامي
فيها مقومات السعادة لكل إنسان
فيها حب وحنان يطّْغى على الحب الذاتي
|
|
|
|
|