| متابعة
* بكين الإنترنت:
الحملة واسعة النطاق التي تجري الآن باحتدام على الصعيدين العسكري والمالي ضد الإرهاب، هي حملة ضرورة كان لابد منها، فكلما كانت أسرع (خاطفة من حيث مدتها) كانت أفضل، وكلما آتت بثمارها أسرع كانت أجدى.
وبالتحليل المعمق نجد ان أسلوب معالجة الإرهاب بشكل سطحي دون المعالجة الجذرية له، كمن يسد جريان النهر والإبقاء على منابعه، وبذلك لا يمكن قلع الأعشاب من جذورها. للإرهاب أسباب ودوافع كثيرة وأساليب استئصاله والتعامل معه، من الطبيعي ان تكون متنوعة. اقتحام أفغانستان والقبض على بن لادن حيا أو «القبض عليه ميتا يعتبر نجاحا كبيرا» إلا انه في النهاية ليس إلا وقتيا وجزئياً، فهل سينقرض الإرهاب ويتلاشى بالقبض عليه أو قتله؟ بعد حادثة الحادي عشر من أيلول، قدم المجتمع الدولي، لاسيما السياسيين منهم والاستراتيجيين ذوي الرؤى بعيدة المدى الكثير من الاقتراحات حول كيفية استئصال الإرهاب من جذوره، فعلى سبيل المثال لا الحصر: تغيير النظام السياسي والاقتصادي الدولي غير العادل تغييرا تاما؛ احترام تطور التعددية القطبية، وتعايش المذاهب المختلفة التعايش السلمي، والدعم المتبادل بين مختلف الحضارات، نبذ الدكتاتورية وتنمية الديمقراطية في معالجة العلاقات بين الدول في الأسرة الدولية الكبيرة، معالجة التناقضات والنزاعات الإقليمية بشكل عادل ومعقول؛ تقليل التفاوت بين الجنوب والشمال وبين الغني والفقير مما يساعد الدول النامية، خاصة الدول الأقل تطورا، على التمتع اكثر بحقوق الإنسان وفي مقدمتها حق البقاء وغيره من الحقوق. وباختصار نقول: اجتثاث سياسة القوة والهيمنة من العلاقات الدولية.
فإذا ما تعمقنا في البحث والتدقيق بالإرهاب فاننا سنجد ان جوهر الإرهاب الدولي ليس إلا طفيليات تعيش على جسد الهيمنة التي تهدد البشرية وتضر بالهيمنة نفسها أما أسباب انبعاثها ووجودها فيعود للأسباب التالية أولا: وجود الهيمنة وممارساتها، تربة خصبة لولادة الإرهاب وتطوره ثانيا: الهيمنة، ومن أجل تحقيق أهدافها، بحاجة في كثير من الأحيان إلى استخدام الهيمنة، وتقديم الدعم والمساندة له بشكل علني أو غير علني، ويصل الحد في الهيمنة لأن تكون المرضعة للإرهاب فالهيمنة لا تعمل على اجتثاث هذه الطفيليات الا بعد ان تنمو وتتطور وتبدأ في هشم جسدها.
يمكن القول انه طالما الهيمنة موجودة لا يمكن للإرهاب ان ينقرض؛ فكلما ازدادت قوة الهيمنة اكثر، يتفشى الإرهاب وينتشر بصورة أسرع. وخلاصة القول يمكن ان نخرج بالنتيجة التالية: في النضال الذي يخوضه المجتمع الدولي حاليا ضد الارهاب، لا يمكن لنا الاعتماد على الهيمنة في مكافحتنا للإرهاب، ولا يمكن كبح الإرهاب وتنمية الهيمنة.
|
|
|
|
|