| الاولــى
*
* كابول العواصم الوكالات:
بعد أقل من أربع وعشرين ساعة على الاتفاق التاريخي في أفغانستان أعلن القائد الأوزبكي عبد الرشيد دستم انه يقاطع الحكومة الجديدة لان مجموعته لم تحصل على حصة عادلة من المناصب الوزارية فيما استمرت في غضون ذلك موجة القصف الأمريكية المكثفة على منطقة تورا بورا وهو قصف نددت به منظمة أطباء بلا حدود مشيرة إلى انه مسؤول عن مقتل العشرات من المواطنين الأفغان في تلك المنطقة.
قال القائد الأوزبكي عبد الرشيد دستم أمس الخميس: انه سيقاطع الحكومة الأفغانية المؤقتة التي ستتشكل في كابول بموجب الاتفاق التاريخي الذي توصلت إليه الفصائل الأفغانية في مدينة بون الألمانية لاقتسام السلطة.
وأبلغ دستم الذي تسيطر قواته على أجزاء من شمال أفغانستان بما في ذلك مدينة مزار الشريف الاستراتيجية رويترز خلال اتصال هاتفي ان الفصيل الأوزبكي لم يمثل تمثيلا جيدا في الاتفاق الذي وقع في بون يوم الاربعاء.
وقال: «نحن نشعر بالحزن، نعلن مقاطعتنا لهذه الحكومة ولن نذهب إلى كابول إلى ان تتشكل حكومة مناسبة».
وصرح دستم بأنه طلب أن يتولى فصيله المشارك في تحالف الشمال وزارة الخارجية لكنه منح الزراعة والصناعة والتعدين وأضاف «هذا أمر مشين بالنسبة لنا».
وذكر انه سيمنع مسؤولي الحكومة الجديدة من دخول شمال أفغانستان الغني بموارد النفط والغاز.
وقال متحدث باسم حركة طالبان لوكالة الأنباء الإسلامية الأفغانية إن الملا عمر زعيم الحركة قرر ان يسلم مدينة قندهار المعقل الأخير لحركته في أفغانستان.
وقال المتحدث إن «الملا عمر قرر تسليم قندهار إلى الملا نقيب الله»وهو زعيم قبلي كان في وقت ما ضابطا عسكريا بالمدينة.
ولم تذكر الوكالة المزيد من التفاصيل عن المفاوضات مع عمر الذي كان حتى هذا الاسبوع يحث قواته على القتال حتى آخر رمق.
وفي غضون ذلك تواصلت الهجمات الجوية والبرية أمس الخميس على منطقة تورا بورا الجبلية (شرق أفغانستان) حيث يعتقد ان مئات المقاتلين الأجانب التابعين لأسامة بن لادن يتحصنون في المنطقة.
وألقت طائرة أمريكية خمس قنابل بين الساعة 10.9 والساعة 35.10 على سفح الجبل المكسو بالغابات.
وفي الوقت ذاته كانت الدبابات الأفغانية المناهضة لحركة طالبان المتمركزة على إحدى التلال تقصف مواقع على هذا الجبل.
وبدأت العملية على المواقع السرية لتنظيم القاعدة بزعامة أسامة بن لادن في منطقة تورا بورا قرب جلال أباد، الاربعاء، وقد نددت منظمة أطباء بلا حدود أمس بالغارات الجوية الأمريكية على تورابورا جنوب غرب جلال أباد للاشتباه باختباء أعضاء ينتمون إلى تنظيم القاعدة وزعيمها أسامة بن لادن في الكهوف المنتشرة في جبال المنطقة.
وقالت المنظمة: إن عناصرها الموجودة في أفغانستان عثرت في أوائل الشهر الجاري على أكثر من 80 جثة لمواطنين أفغان قتلوا نتيجة القصف الأمريكي لتورا بورا كما أسعفوا أكثر من 50 جريحا في جلال أباد.
وكانت منظمة أطباء بلا حدود غير الحكومية كثفت وجودها في المناطق النائية من أفغانستان وذلك لتقديم المساعدات الإنسانية إلى المدنيين لكن الغارات الأمريكية المكثفة على مواقع في أفغانستان تعيق من تحرك عناصر المنظمة، إلى ذلك جاء في حصيلة للجيش الأمريكي نشرت مساء الاربعاء ان عشرين جنديا من القوات الخاصة الأمريكية و18 مقاتلا أفغانيا من القوات المناهضة لطالبان جرحوا أمس الاربعاء بسبب خطأ في التصويب خلال عملية قصف أمريكية بالقرب من قندهار قتل خلالها ثلاثة جنود أمريكيين وخمسة مقاتلين أفغان.
وقالت القيادة المركزية للقوات الأمريكية في بيان: إن ثلاثة جنود تلقوا الاسعافات في مكان الحادث في حين نقل الجنود ال17 الآخرون إلى مستشفى في المنطقة لتلقي العلاج.
كما نقل ثمانية جرحى أفغان على متن مروحية إلى السفينة الأمريكية «يواس اس بيليليو» والعشرة الآخرون إلى السفينة «باتان» في بحر عمان.
وفي جبهة أخرى شاركت عناصر من البحرية الأمريكية المتمركزة في قاعدة جنوب أفغانستان أمس في حصار قندهار عن طريق إقامة حواجز على الطرق والإشراف على مداخل أبرز معقل لا يزال بين يدي حركة طالبان في أفغانستان.
وأكدالميجور جيم بارينغتون من الكتيبة 15 في البحرية الأمريكية ان قوات المارينز بدأوا مرحلة جديدة من الحملة وهى المشاركة في عمليات هجومية.
وأوضح ان قوة كبيرة غادرت القاعدة أمس الثلاثاء وتعد لهجوم وشيك.
وتهدف العملية إلى قطع خطوط مواصلات طالبان لدعم مقاتلي المعارضة الأفغانية التي أعلنت اقترابها من المدينة.
وفي واشنطن أقر وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد ان معظم كبار قادة حركة طالبان الأفغانية وتنظيم القاعدة الذي يتزعمه أسامة بن لادن ما زالوا أحياء في أفغانستان بعد اسابيع من القصف والمطاردة من جانب القوات الأمريكية.
ووصف رامسفيلد الحرب في أفغانستان بأنها «مهمة معقدة وطويلة وصعبة وقذرة».
وقال: إن القوات الأمريكية تحقق تقدما في مطاردتها لابن لادن وتنظيم القاعدة اللذين تعتبرهما واشنطن المشتبه به الرئيسي في الهجمات الانتحارية التي شنت بطائرات ركاب مخطوفة في الولايات المتحدة في الحادي عشر من سبتمبر ايلول الماضي.
وأضاف رامسفيلد في مقابلة على شاشات شبكة تلفزيون «سي.ان.ان» الإخبارية الأمريكية «اننا متأكدون أننا نحقق نجاحا لأننا نجعل الحياة أكثر صعوبة لهؤلاء الإرهابيين.، ونحن نجعل الحياة أكثر صعوبة عليهم في أفغانستان» وتحركاتهم الآن أصبحت مقيدة بشدة.
وقال أيضا: إن الجماعتين تعانيان من نقص في الأموال وتجدان صعوبات في الاتصال بجنودهما وأنصارهما.
ومضى رامسفيلد قائلا: «لكنهم ما زالوا هناك في أفغانستان وهم ما زالوا على قيد الحياة، الجانب الأكبر من قياداتهم ما زالوا هناك لكننا سنصل إليهم».
(طالع صفحة متابعة)
|
|
|
|
|