| أفاق اسلامية
من المؤلم جداً أن ترى منا من قد بلغ أشده عمراً وعلماً وجاهاً وهو لا يعرف أن يقرأ القرآن الكريم قراءة صحيحة!!، تجده يفتح المضموم ويضم المفتوح ويفتح المكسور!!، تجده يتعتع في قراءته لا لعلة في لسانه بل تقصيراً في اهتمامه!!، هذا كله فقط في قراءة القرآن الكريم!!، أما في ما هو مغاير لذلك تماماً!! تجده يهذ الشعر، ويصدح في المجالس بشتى الألوان من القصص وغيرها!! ولقد سألت أحدهم وهو يتميز بشيء مما ذكرته بعدما سمعت لوحدي قراءته للقرآن الكريم بأخطاء فادحة جداً لا يمكن تبريرها: لم أنت مخفق في قراءة القرآن الكريم إلى هذه الدرجة؟!.
فأجاب أنه ليس متخصصاً بعلوم القرآن وقراءاته!! فقلت له لا نريد منك عالماً بالقراءات خبيراً فيها بل يكفي أن تقرأه حق قراءته!! فأجاب بأن قال لن أصلي إماماً بالناس ولا تنس أني مشغول بهذه الدنيا من رأسي إلى أخمص قدمي!!، قلت قراءتك للقرآن في صلاتك!!، فأجاب بعذر أقبح من ذنب بأن قال سأتعلم قراءة القرآن بعد أن أفرغ مما أنا فيه يقصد مشاغل الدنيا ثم هز كتفه وانصرف عني!!.، لو فتش أحدكم فيمن حوله لوجد من هم على شاكلة صاحبنا الذي لن يتعلم القراءة الصحيحة للقرآن إلا بعد أن ينتهي من مشاغل الحياة!!، مشكلتنا أننا لا نقدر ما بين أيدينا حق قدره وأهم ما بين أيدينا هو كتاب الله الذي أخبر المصطفى صلى الله عليه وسلم أن خير الناس من تعلمه وعلمه، فعن عثمان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم «قال خيركم من تعلم القرآن وعلمه» رواه البخاري، وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن كمثل الأترجة ريحها طيب وطعمها طيب ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن كمثل التمرة لا ريح لها وطعمها حلو ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة ليس لها ريح وطعمها مر» متفق عليه، وعن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لاصحابه اقرءوا الزهراوين سورة البقرة وسورة آل عمران فانهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو كأنهما غيايتان أو كأنهما فلاقان من طير صواف تحاجان عن اصحابهما اقرءوا سورة البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة، قال معاوية: بلغني أن البطلة السحرة» رواه مسلم.
وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة يقول الصيام أي رب منعته الطعام والشهوات بالنهار فشفعني فيه ويقول القرآن منعته النوم بالليل فشفعني فيه قال فيشفعان».
أمور كثيرة جداً لا نجهل أهميتها بل نفتقد الاهتمام بها ومنها ما نحن بصدد الحديث عنه فالقراءة الصحيحة للقرآن لا تخفى أهميتها لكن في الواقع يخفى الاهتمام بها من لدن البعض من الناس فالاهتمام يولد الاجادة فما أنت مهتم به تجيده ولو بعد حين وما لم تهتم به فلن تجيده طوال عمرك.
|
|
|
|
|