| أفاق اسلامية
* الدمام خاص ب«الجزيرة»:
أوضح فضيلة الشيخ الدكتور سمير بن سليمان العمران أستاذ الحديث المساعد بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن أن الفتنة التي يتعرض لها المسلمون في الوقت الحاضر ما هي إلا ابتلاء وامتحان واختبار من الله تعالى للإنسان في حال الشدة والرخاء.
وقال فضيلة الدكتور سمير العمران في حديث ل«الجزيرة» : إن هذه الفتن هي سنة الله القدرية، قاضية في أن يبتلى عباده المؤمنين، وهذا هو الطريق الذي اختاره الله لأهل التوحيد ولعباده المؤمنين المتقين، ولا يكشف هذه الفتن إلا الله الواحد الأحد الذي يجيب المضطر إذا دعاه.
وأضاف فضيلته قائلاً: والمسلم حاله في البأساء والضراء الإنابة إلى الله، قدوته في ذلك سيد المرسلين وإمام الصابرين، فقد حل به صلى الله عليه وسلم وبأصحابه الكرام من الشدائد والمحن والبلايا ما تقشعر له الأبدان، فما وهنوا ولا ضعفوا واستكانوا به، بل قابلوا تلك الخطوب بصبر وثبات، قال تعالى:«الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيماناً وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل، فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم».
ومضى فضيلته يقول: إن النفس الإنسانية المؤمنة بالله تعالى تطمئن باحساسها بالصلة بالله، والأمن في جانبه وفي حماه، وتطمئن من حيرة الطريق، وتطمئن بالشعور بالحماية من كل اعتداء ومن كل ضرٍ ومن كل شر إلا بما يشاء، مع الرضى بالابتلاء والصبر على البلاء، يقول تعالى:«الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب، الذين آمنوا وعملوا الصالحات طوبى لهم وحسن مآب».
وأشار الدكتور سمير العمران إلى أن في هذه الحياة لحظات تعصف بكل شيء فلا يصمد لها إلا المطمئنون بالله: قال رب العزة والجلال:«ألا بذكر الله تطمئن القلوب»، والله تعالى حذرنا من الفتن، فقال عز من قائل:«واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا أن الله شديد العقاب»: كما حذرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من هذه الفتن، فعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يتقارب الزمان، وينقص العمل، ويلقى الشح، وتظهر الفتن، ويكثر الهرج، قيل يارسول الله! أيما هو؟ قال:«القتل القتل».، وعن أبي موسى الأشعري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن بين يدي الساعة فتنا كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل منها مؤمناً، ويمسى كافراً ويمسى مؤمناً، ويصبح كافراً ، القاعد فيها خير من القائم، والقائم فيها خير من الماشي، والماشي فيها خير من الساعي، من تشرف لها تستشرفه فمن وجد منه ملجأ أو معاذ فليعذ به» بعضه عن البخاري وبعضه عن السنن ، موضحاً أن معنى تشرف لها: تطلع لها بأن يتصدى ويتعرض لها ولا يعرض عنها، ومعنى تستشرفه: تهلكه بأن يشرف فيها على الهلاك، ومعنى ملجأ أو معاذاً: الملجأ فليعذ به ليعتزل فيه ليسلم من شر الفتنة، مشيراً إلى أن القاعد فيها: أي في زمانها عنها والماشي في أسبابه لأمر سواها فربما يقع بسبب مشيه في أمر يكرهه.
وتطرق فضيلة الدكتور سمير العمران في سياق حديثه إلى بعض حكم الفتن والابتلاءات، فقال: أولها: الإعداد الحقيقي لتحمل الأمانة، إن أي عمل كلما كان دقيقاً ومعقداً كان المرء محتاجاً إلى بذل جهد أكبر، ولما كان العمل لدين الله يتميز بأنه عمل متنوع وواسع ومستمر كان لابد من إعداد خاص له، ولذلك شاء الله أن يخضع المؤمنون، وفي مقدمتهم الأنبياء لصنوف من الاختبارات الصعبة لتحمل المسؤولية الكبرى مسؤولية الاستخلاف في الأرض والتمكين لدين الله، ولأن التمكن وعد من الله فلا بد من ميلاد ولا بد للميلاد من مخاض ولابد للمخاض من الآلام.
وأضاف فضيلته أن ثانيها هو المحافظة على الأمانة بعد تسلمها من المعلوم أن الشعور بقيمة الشيء يتناسب طردياً مع ما يبذل في سبيله، ولن يحافظ على هذه الأمانة إلا من يبذل في سبيلها الغالي والنفيس، وأرخص في سبيلها كل عزيز.
وثالثها، يقول أستاذ الحديث المساعد في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن: تطهير الصف من الأدعياء، حيث يدعي الإيمان أو الغيرة على الدين وقت العافية والسراء كل أحدٍ، لكن هذه الدعوى تحتاج إلى دليل وإثبات، فكان الابتلاء هو الميزان، يتميز به الصادق من الكذاب، والمؤمن من المنافق، والطيب من الخبيث، قال الله تعالى:«ماكان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب وما كان الله ليطلعكم على الغيب ولكن الله يجتبي من رسله من يشاء فآمنوا بالله ورسله وإن تؤمنوا وتتقوا فلكم أجر عظيم» آل عمران: 179.
واستطرد فضيلته قائلاً: فالبعض يرى مع الأسف الشديد أن الالتزام الحقيقي بالإسلام يجر عليه ويلات وما أشبه الليلة بالبارحة، فقديماً أثار كفار قريش هذه الشبهة، فزعموا أن إتباعهم لمحمد صلى الله عليه وسلم يثير عليهم الأعداء، ويجلب لهم الخوف، ويسلبهم الأمن، وقالوا: ان نتبع الهدي معك نتخطف من أرضنا، يقول المولى عز وجل :«أو لم نمكن لهم حرماً آمناً يجبى إليه ثمرات كل شيء رزقاً من لدنا ولكن أكثرهم لا يعلمون»، مبيناً أنه جاء في سبب نزولها أن الحارث بن عثمان القرشي قال للنبي صلى الله عليه وسلم : «إنا نعلم أن قولك حق ولكن يمنعنا أن نتبع الهدى معك ونؤمن بك مخافة أن تخطفنا العرب من أرضنا لإجماعهم على خلافنا ولا طاقة لنا بهم.
أما رابع هذه الأحكام، قال فضيلة الدكتور سمير العمران: محبة الله لهم ورفع درجاتهم، وقد تكون الفتن والابتلاءات دليلاً على حب الله للمبتلى وإرادة الخير له، فلعل الله يريد أن يبلغهم درجات عالية في الجنة، فيبتليهم ليبلغهم ذلك المقام، أو ليُكفِّر عنهم خطاياهم وفي الحديث «إن عظم الجزاء من عظم البلاء، وإن الله اذا أحب قوماً ابتلاهم فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط» حسن، وقال صلى الله عليه وسلم : إذا أراد الله بعبده خيراً عجل له العقوبة في الدنيا، وإذا أراد الله بعبده الشر أمسك بذنبه حتى يوافي به يوم القيامة» صحيح، وقال صلى الله عليه وسلم «ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله حتى يلقى الله وما عليه خطيئة».
وأورد الدكتور العمران عددا من الاحاديث الشريفة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لتوضيح هذه المسألة المهمة، فقال: هناك حديث عن سعد رضي الله عنه قال: قلت: يارسول الله أي الناس أشد بلاء ؟ قال: «الأنبياء ثم الأمثل ثم الأمثل فيبتلى الرجل على حسب دينه فإن كان دينه صلباً اشتد بلاؤه، وإن كان في دينه رقة ابتلي على حسب دينه فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض ما عليه خطيئة».
وحول الحكم الخامس عن البلاء، أبان فضيلة الدكتور سمير العمران أن الحكم الخامس هو تقديم الدليل العلمي على عظم هذا الدين وصدق دعاته، فإن الكثيرين أقبلوا على هذا الدين عندما رأوا ثبات أهله، واصطبارهم على تحمل الابتلاء الذي لا تثبت له الجبال الراسيات.
وفي معرض حديثه ل«الجزيرة» تساءل فضيلة أستاذ الحديث في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن: ما المخرج من هذه الفتن؟، فقال مجيباً:«أولاً تقوى الله عز وجل فهي خير مخرج من كل فتنة، قال تعالى:«ومن يتقِ الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لم يحتسب»، ثانياً: التوكل على الله سبحانه وتعالى، والخوف منه فهي من أهم الأسباب التي تقي المسلم من الفتن، قال تعالى:«الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيماناً وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل» آل عمران: 173، ثالثاً: الاستغفار والتضرع واللجوء إلى الله، وقال تعالى على لسان نوح: «فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا، يرسل السماء عليكم مدراراً، ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهاراً»، وقال عز من قائل على لسان موسى:«واختار موسى قومه سبعين رجلاً لميقاتنا فلما أخذتهم الرجفة، قال رب لو شئت أهلكتهم من قبل وإياي أتهلكنا بما فعل السفهاء منا إن هي إلا فتنتك تضل بها من تشاء وتهدي من تشاء أنت ولينا فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الغافرين» الأعراف: 155.
واستدل فضيلته في هذه المسألة بحديث ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «أتاني الليلة ربي تبارك وتعالى في أحسن صورة وقال:«يامحمد إذا صليت فقل: اللهم إني أسألك فعل الخيرات وترك المنكرات، وحب المساكين، وإذا أردت بعبادك فتنة فاقبضني إليك غير مفتون»، وفي حديث آخر يقول أبو الدرداء رضي الله عنه : إن من شأنه سبحانه وتعالى أن يغفر ذنباً ويكشف كرباً، ويرفع أقواماً ويضع آخرين، ذكر الإمام الذهبي في السير عن أبي الرشيد قال:«هاجت ريح سوداء فسمعت سلماً الحاجب يقول: فجعنا أن تكون القيامة، فطلبت المهدي في الإيوان فلم أجده فإذا هو بيت ساجد على التراب يقول: اللهم لا تشمت بنا أعداءنا من الأمم ولا تفجع بنا نبينا، اللهم إن كنت أخذت العامة بذنبي فهذه ناصيتي بيدك، فما أتم كلامه حتى انجلت.
ومضى فضيلته قائلاً: وذكر في سيرة رابعة الشامية أنها كانت تقول: استغفر الله من قلة صدقي في قولي استغفر الله، وسئل ابن الجوزي أيهما أفضل: أسبح أو أستغفر؟ قال: الثوب الوسخ أحوج إلى الصابون من البخور، ويقول الضاحك بن قيس رضي الله عنه: اذكروا الله في الرخاء يذكركم في الشدة، إن يونس عليه السلام كان يذكر الله تعالى فلما وقع في بطن الحوت، قال تعالى:«فلولا أنه كان من المسبحين للبث في بطنه إلى يوم يبعثون»، ويقول شريح القاضي: إني لأصاب المصيبة، فأحمد الله عليها أربع مرات، أحمد الله إذا لم يكن أعظم منها، وأحمد الله إذ رزقني الصبر عليها، وأحمد الله إذ وفقني للاسترجاع لما أرجو من الثواب، وأحمد الله إذ لم يجعلها في ديني.
واستطرد الدكتور سمير العمران يقول: إن رابع عمل يجب على المسلم أن يقوم به في حال وقوع الفتنة عليه هو العلم بالشرع، والفقه في الدين، قال عمرو بن العاص:«ليس العاقل من يعرف الخير من الشر، ولكن الذي يعرف خير الشرين»، ولذلك قال بعض أهل العلم: إن للقول والعمل في الفتن ضوابط، وليس كل فعل يبدو حسن تظهره، وليس كل فعل يبدو حسناً تفعله ومثاله ذلك الحديث الذي انتشر بين الناس إذا كانت صيمة في رمضان فإنها تكون معمعة في شوال، وتميز القبائل في ذي القعدة، وتسفك الدماء في الحجة، قلنا وما الصيمة يارسول الله؟! قال:«هذه تكون في نصف من رمضان يوم حمية ضحى وذاك إذا وافق شهر رمضان ليلة الجمعة تكون هذه توقظ النائم، وتقعد القائم، وتخرج العواتق من خدورهن في ليلة جمعة».
كما دعا فضيلته المسلمين إلى لزوم الجماعة، ونبذ التفرق بهدف الخروج من الفتن، قال الله تعالى:«واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا»، وعن حذيفة بن اليمان يقول:« كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت أساله عن الشر مخافة أن يدركني، فقال يارسول الله: إني كنت في جاهلية وشر فجاءنا الله بهذا الخير، فهل بعد هذا الخير شر؟ قال: «نعم»، قلت: وهل بعد ذلك الشر من خير؟ قال:«نعم وفيه دخن»، وقلت ما دخنه؟ قال: «قوم يهتدون بغير هدى، تعرف منهم وتنكر»، قلت: فهل بعد ذلك الخير من شر؟ قال «نعم دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها»، قلت: يارسول الله صفهم لنا، قال: هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا، قلت: فما تأمرني إن أدركني ذلك؟ قال:«تلزم جماعة المسلمين وإمامهم»، قلت: فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام؟، قال: «فاعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تعض بأصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك»، وعن عبدالله بن عمرو رضي الله عنه ، قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«عليكم بالجماعة وإياكم والفرقة فإن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد، من أراد بحبوبة الجنة ولزم الجماعة، وسرته حسنته وساءته سيئته فذلكم المؤمن».
وخلص الدكتور سمير العمران إلى القول: إن نتيجة التمسك بالجماعة هو ما قاله ابن تيمية: نتيجة الجماعة، رحمة الله، ورضوانه، وصلواته، وسعادة الدنيا والآخرة وبياض الوجوه، ونتيجة الفرقة عذاب الله ولعنته وسواد الوجوه وبراءة الرسول منه اعتزال الفتن وأهلها، قال موسى عليه السلام:«وإن لم تؤمنوا بي فاعتزلون» وقال إبراهيم عليه السلام:«وأعتزلكم وما تدعون من دون الله وأدعو ربي عسى أن لا أكون بدعاء ربي شقيا»، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«يوشك أن يكون ضر مال المسلم غنم يتبع بها شعب الجبال ومواقع القطر يفر بدينه من الفتن».
وأضاف فضيلته قائلاً: عن حسن الأشجعي قال: لما قتل عثمان اشكلت عليّ الفتنة، فقلت: اللهم أرني الحق أمراً أتمسك به، فرأيت في النوم الدنيا والآخرة بينها حائط فهبطت الحائط، فإذا بنفر، فقالوا: نحن الملائكة، قلت: فأين الشهداء قالوا: اصعد الدرجات، فصعدت درجة ثم أخرى، فإذا محمد وإبراهيم صلى الله عليهما وإذا محمد يقول لإبراهيم: استغفر لأمتي، قال إنك لا تدري ما احدثوا بعدك، إنهم اهرقوا دماءهم، وقتلوا إمامهم ألا فعلوا كما فعل خليلي سعد، وهو ابن أبي وقاص، قال:قلت : لقد رأيت رؤية، فأتيت سعدا فقصصتها عليه، فما أكثر فرحا، وقال: لقد خاب من لم يكن إبراهيم عليه السلام خليله، قال مع أي الطائفتين أنت؟ قال: ما أنا مع واحد منها، قلت فما تأمرني؟ قال: هل لك من غنم؟ قلت: لا، قال: فاشتر غنماً وكن فيها حتى تجلي.
وحث الشيخ الدكتور سمير العمران المسلمين على الرفق والحلم والأناة في جميع الأمور بعامة وبأمور الفتنة إن واجهتهم، قال الله تعالى:«ويدع الإنسان بالشر دعاءه بالخير وكان الإنسان عجولاً»، وأخرج الإمام مسلم في صحيحه أن المستورد القرشي قال عند عمرو بن العاص: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:«تقوم الساعة والروم أكثر الناس»، فقال له عمرو: أبصر ما تقول، قال : أقول ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال: لئن قلت ذاك إن فيهم لخصالاً أربعاً: إنهم لأحلم الناس عند فتنة، وأسرعهم إفاقة بعد مصيبة، وأشكهم كرة بعد فرة وحضهم لمسكين ويتيم وضعيف وخامساً حسنة وجميلة: وأمنعهم من ظلم الملوك.
وحذر فضيلة أستاذ الحديث بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن المسلمين من فعل الذنوب فهي سبب البلاء، وقال: إن العلماء كانوا يدركون ذلك، عن محمد بن سيرين قال: قلت مرة لرجل: يامفلس فعوقبت. عن وكيع بن الجراح أن رجلاً أغلظ له، فدخل بيته، فعفر وجهه ثم خرج إلى الرجل، فقال: زد وكيعاً بذنبه، فلولاه ما سلطت عليه. وعن علي بن القحطان أحد أئمة القرن الثالث الهجري قال: أصبت ببصري، وأظن إني عوقبت بكثرة كلامي أيام الرحلة.
كما استدل فضيلته، في هذا الصدد، بوصية عمر رضي الله عنه ، لأحد قادته: آمرك ومن معك بتقوى الله على كل حال، فإن تقوى الله أفضل العدة على العدو وأقوى المكيدة في الحرب، آمرك ومن معك أن تكون أشد احتراساً من المعاصي منكم من عدوكم وإنما ينتصر المسلمون بمعصية عدوهم، ولولا ذاك لم تكن لنا بهم قوة، لأن عددنا ليس كعددهم فإن استوينا في المعصية كان لهم الفضل في القوة، وإن لم ننتصر عليهم بفضلنا فلن نغلبهم بقوتنا.
واختتم فضيلة الدكتور سمير العمران حديثه ل«الجزيرة» قائلاً: ما بعد الشدة إلا الفرج وما بعد الضيق إلا الوسع، والنصر آت لا محالة وعد الله تعالى والمبشرات كثيرة والحمد الله.
لكن السؤال الذي سيبقى، أن يسأل كل واحد نفسه ماذا قدمت للإسلام؟، وماذا قدمت للأمة؟.
|
|
|
|
|