| عزيزتـي الجزيرة
عندما يحتفل الشعب السعودي هذه الايام بمرور عشرين عاما على تولي خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله مقاليد الحكم في هذه البلاد فان هذا يعني في أهم ما يعنيه صحة المواقف وسلامة المسار للسياسة السعودية الحكيمة التي انتهجتها المملكة منذ ان وحد شملها الملك عبد العزيز رحمه الله حتى يومنا هذا، وستبقى المملكة باذن الله تعالى دولة عربية اسلامية من اهم ثوابتها واهدافها التي لا تتغير ولا تتبدل خدمة الاسلام والمسلمين وصيانة مقدسات الاسلام والعناية بها لا تؤثر في مواقفها الصادقة تلك الأبواق التي تنعق هنا وهناك بقصد التشكيك في سلامة المسار وصدق النوايا الحسنة التي عرفت بها المملكة العربية السعوية والتي تحكم سياستها منذ نشأتها.
إن عشرين عاما مضت تزخر بالانجازات التي شهدتها هذه البلاد وتحقق خلالها ما تحقق من تطور ورقي في شتى المجالات ولعل من اهمها توسعة الحرمين الشريفين في اضخم عمل معماري حتى تحقق الحلم الكبير حلم المسلمين جميعا ولم يتأتى هذا العمل الا ايمانا بعظم الرسالة وحجم المسؤولية، وهي رسالة ورثها جميع من تولى حكم وقيادة هذه البلاد. ان هذا العمل الكبير لا يمكن ان يتجاهله الا جاحد مكابر او حاقد مريض. ومما هو جدير بالاهتمام ان هذه الانجازات قد تمت بهدوء بعيدا عن البريق الاعلامي حتى غدت شواهد حضارية تحسب في اهم ما تحسب انها شواهد عصرية جعلت من الحضارة الاسلامية النابعة من ثرى هذه الارض شواهد حية في عالم اليوم أثبتت ان الاسلام الصحيح المستقى من قول الحق تبارك وتعالى «وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا» انه الاسلام الصحيح البعيد عن التطرف والغلو، دين الرحمة والعدالة الذي تطبقه المملكة العربية السعودية في كل شؤونها. وتؤكدها في مواقفها الثابتة والعملية في التفاعل مع الأحداث وقراراتها التي يحكمها ميزان الدين وتحكيم العقل وحده والبعد عن الشعارات التي تحرك وتثير العواطف ولا تحقق الأهداف العملية، والمملكة ليست في حاجة الى توجيه من أحد، كما انها بالمقابل لا تعبأ بما يوجه اليها من حرب اعلامية مغرضة تشنها وسائل الاعلام اليهودية العالمية بقصد استغلال الظروف الحرجة واللحظات الآنية للنيل من المملكة وشعبها والتشكيك في مواقفها الثابتة وحسبنا في ذلك قول الشاعر:
واذا أتتك مذمتي من ناقص
فهي الشهادة لي بأني كامل |
فلن تنال هذه الحملات المغرضة من هذه البلاد لأن التلاحم الكبير بين القيادة والشعب تتأكد معطياته أكثر ما تتأكد في الازمات والأحداث فعلى الرغم من الأحداث التي تمر بها المملكة والعالم أجمع وعلى الرغم من المحن التي واجهتنا سابقا فقد ظهر عمق التلاحم الكبير بين الشعب السعودي وقيادته، وأظهرت كذلك صدق النوايا وعمق الولاء الذي لا يمكن اختراقه بأي شكل من الأشكال وليس معنى ذلك ان هذا التلاحم وهذا التفاعل وقتي عاطفي ولكنه أبدي منطقي تفرضه خصوصيتنا في المملكة وهي خصوصية يجهلها او يتجاهلها كثير من الحاقدين والمغرضين. وحسبنا في ذلك قول صاحب السمو الملكي الامير عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني «أمران لا يمكن المساومة عليهما الدين والوطن» وهو ما سنتحدث عنه ان شاء الله في الحلقة القادمة. فللحديث بقية.
أ.د. سعد بن محمد الحريقي
وكيل جامعة الملك فيصل للشئون الأكاديمية
|
|
|
|
|