| عزيزتـي الجزيرة
في صباح يوم الاثنين 11/9/1422ه بلغني نبأ وفاة عزيز على قلبي وحبيب إلى نفسي إنه خالي علي عبدالله الشائع رحمه الله. والانسان عندما يكتب عن شخص لاسيما بعد موته يكون الهدف من ذلك الترحم عليه وتذكير محبي الخير بالدعاء له في أي مكان عرفوه.
مات الشخص الذي أحبه الصغير قبل الكبير لدماثة خلقه وحسن تعامله مع الجميع قريباً كان أم بعيداً. لكن الشيء الذي أود أن اركز عليه في هذه العجالة هي ميزة خاصة ونكهة فريدة تميز بها عن بقية أفراد الاسرة الا وهي صلة الرحم في هذا الوقت الذي طغت عليه الماديات والنكران والتهافت على الدنيا ميزة طيبة لدى أبو عبدالله.
فنظراً لبعد المسافة بين مكان إقامته في الخرج وأقاربه واصهاره في رياض الخبراء بالقصيم فلم اذكر أنه تخلف عن مناسبة أو أفراح أو اتراح لدى الاقارب أما المعايدة في كل عيد فمن المستحيل أن يترك المشوار لذلك بل أن العيد بحد ذاته اصبح لنا فرحتين فرحة بالعيد وفرحة بلقاء الخال العزيز لدرجة انه من حرصه على ذلك وقبل فترة قريبة جداً حضر مناسبة في القصيم وعاد لبيته وبعدها مباشرة حضر للمشاركة في مناسبة اخرى مع كبر سنه واعتلال صحته وقد قام قبل رمضان هذا العام بزيارة لجميع أقاربه هنا وسلم عليهم وهنأهم بالشهر وودعهم الوداع الاخير. وبعد عودته حاول الاتصال بمحافظ رياض الخبراء للسلام عليه وحرص على ذلك أشد الحرص لأنه يحرص على زيارته فور قدومه هنا. الرجل ملم بالاحداث والعبر وكان كثير الشكر لله تعالى عندما يحدثك رحمه الله عن حالة الفوضى والفقر التي كانت سائدة في هذه البلاد ثم يقارن بينها وبين الفترة التي أعقبت حكم الملك عبدالعزيز رحمه الله تحس أن الرجل مطلع على الاحداث والمعارك التي نحب أن نسمع قصصها منه دائماً يحدثك عن الشيخ ابن باز رحمه الله ومواقفه تحس انه مرافق له باستمرار. وكان رحمه الله يوصينا دائماً بالشكر والمحافظة على هذه النعمة والامن والصحة. كان يحب ممازحة أصحابه في حدود الادب لدرجة أن مواقفه معي فقط لو سجلتها لاصبحت صفحات. عندما يصل من السفر يجتمع حوله الاطفال ويقبلونه فرداً فرداً ويحسون بالسعادة في ذلك. كان يحب التواضع في ملبسه ومأكله كان كريماً مع ضيوفه مسامحاً لمن اخطأ عليه هاشا باشا في وجه الجميع يحدثك عن معركة السبلة فكأنك تراها الآن يحدثك عن شظف العيش الذي مر به فتقول الحمد لله على كل حال. لكن الشيء المفرح ولله الحمد والذي نسأل الله على كل حال. لكن الشيء المفرح ولله الحمد والذي نسأل الله تعالى أن يكون حسن خاتمة له هو أنه توفي بعد أن صلى ركعتين في المسجد بعد إغفاءة بسيطة في بيته وكان صائماً. أسأل الله تعالى أن يتغمده وأخواني المسلمين بواسع رحمته وأن يجعل الجنة مثواه، والحمد لله أنه خلَّف رجالاً وبناتاً يخلفونه ويدعون له، وأخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين.
إبراهيم بن حسن الدهيمان
مشرف التوجيه والارشاد في الادارة العامة للتعليم بالقصيم
|
|
|
|
|