| تحقيقات
* الرس تحقيق حسين الصيخان:
تشكل المعارض التوعوية بأضرار المخدرات زاوية ارتكاز هامة في مجال التوعية، لإبرازها بوضوح وسائل التعاطي والخدع التي يمارسها المتعاطون كما تبين بجلاء وسائل الإقلاع عنها للراغبين الجادين بالخروج من دائرة الوهم التي قادتهم لإدمان السموم القاتلة كما تعرض لوسائل متعددة في إطار جهود المكافحة على المستويين الأهلي والرسمي الفردي والجماعي..
وهنا نلقي الضوء على المعرض التوعوي بأضرار المخدرات الذي أقيم مؤخراً بمحافظة الرس وافتتحه محافظها بالنيابة الأستاذ خالد بن منصور العساف بحضور مدير إدارة مكافحة المخدرات بمنطقة القصيم العقيد عامر بن معدي العسيري.
الأثر الإيجابي للمعارض
وعلى هامش المعرض تحدث ل«الجزيرة» مدير إدارة مكافحة المخدرات بمنطقة القصيم العقيد عامر معدي عسيري عن الأثر الذي تتركه مثل هذه المعارض في نفوس المواطنين والمقيمين حيث قال: المعارض التوعوية التي تتبناها الإدارة العامة لمكافحة المخدرات منذ فترة ليست بالقصيرة والتي انطلقت بتوجيهات صاحب السمو الملكي الرئيس العام لرعاية الشباب ورئيس اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد بن عبدالعزيز وسمو نائبه هدفها توعية المجتمع بأضرار المخدرات وما تصل إليه حالة المتعاطي لها وأثرها على المجتمع وما يصاحب ذلك من كوارث وآثار سلبية على المجتمع المسلم في ضوء حرص حكومة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين والنائب الثاني وبتوجيهات صاحب السمو الملكي وزير الداخلية وسمو نائبه وسمو مساعده للشؤون الأمنية على التعريف بأضرار المخدرات وعقوبتها للمجتمع سواء المواطن والمقيم وتحذيرهم من الوقوع في حبائلها حيث إن المجتمع الدولي لم يتفق على شيء كما اتفق على محاربة المخدرات لما يدركون ما فيها من مخاطر وآثار سلبية على الكليات الخمس: العقل، الدين، المال، العرض، النفس.
وبهذه المناسبة أنصح شباب هذا البلد الطاهر أن لا يقتدوا بأقوال المرجفين عن المخدرات واستعمالها أو ترويجها وما يصل إليه من الكسب المادي أو غيره فإن ذلك دخان يتصاعد لا يلبث أن تنتهي وتبقى الحسرة والندامة في الدنيا والآخرة كما انصح من انجرف في هذا التيار بالمبادرة بالتوبة والإقلاع واللجوء إلى الله سبحانه وتعالى بقلوب صادقة تجد بإذن الله الأثر الإيجابي على نفسه وأسرته والمجتمع.
مسرحية هادفة
كما تحدث المقدم علي بن صالح الصقير مدير شعبة مكافحة المخدرات في محافظة الرس عن جهود المعرض وما صاحبه من أعمال توعوية هادفة موضحاً أنه ومن خلال المسرحية التي تم عرضها وقام بأدوارها مجموعة من الشباب يتضح للجميع ما تؤدي إليه آفة المخدرات هذه الآفة التي لم تتفق دول العالم على شيء حتى هذه اللحظة كما اتفقت عليه في مكافحتها وبذلت في مكافحتها الإمكانات الهائلة والجهود العظيمة وذلك من أجل حماية المجتمعات والشعوب من مخاطرها.
وقد تميزت حكومة المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله في مجال مكافحة المخدرات حتى أصبحت مضرب المثل ومحل التقدير والإعجاب وما ذاك إلا بتطبيق أحكام الشريعة الإسلامية، فلله الحمد والمنّة، كما أنه جاء في تقرير الأمم المتحدة الصادر لعام 1997م بأن المملكة العربية السعودية هي (ثالث أقوى دولة في مكافحة المخدرات) وتجدر الإشارة هنا إلى إن حرب المخدرات موجهة في المقام الأول إلى الشباب الذين هم سر نجاح الأمة ومصدر قوتها ولكن أملنا كبير في شبابنا وأبنائنا في التصدي لهذه الهجمة الشرسة.
إن ما يحدث حقيقة من تصرفات لمن ابتلي بتعاطي المخدرات أمر لا يكاد يصدقه عقل ولا يتصوره إنسان وإن هذه الجهود التوعوية الوقائية والتي من ضمنها هذا المعرض التوعوي والمقام بمقر شعبة مكافحة المخدرات بالرس وكذلك المسرحية التي تم عرضها على مسرح كلية المعلمين بالرس ما هي إلا انفاذ للتوجيهات المستمرة من صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد بن عبدالعزيز الرئيس العام لرعاية الشباب ورئيس اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات بتكثيف البرامج الوقائية لحماية شباب هذا الوطن الغالي من آفة المخدرات وبمتابعة مستمرة من مدير الإدارة العامة لمكافحة المخدرات اللواء سلطان عايض الحارثي.
هذا وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يحفظ علينا ديننا وأمتنا وأن يصلح شبابنا وشباب المسلمين إنه ولي ذلك والقادر عليه.
آثار سلبية شاملة
[ وعن أثر المخدرات على الفرد والمجتمع تحدث ل«الجزيرة» مدير وحدة مكافحة المخدرات بعنيزة النقيب: عبدالله بن محمد الشايع مؤكداً أن تعاطي أفراد المجتمع في أي دولة ما يؤثر عكسياً على اقتصاد الفرد ذاته ومجتمعه الذي يعيش فيه ويصعد إلى أعلى بحيث يؤثر هذا الضرر الاقتصادي على كيان دولة قائمة ومقدراتها الاقتصادية ومن أمثلة هذه الأضرار أولاً ما يلجأ إليه متعاطي المخدرات من دفع مبالغ باهظة في سبيل الحصول على إشباع رغبة الإدمان لديه حتى وإن كان مصدر هذه الأموال بطرق غير مشروعة كالسرقة والنصب والاحتيال أو غير لائقة كالتسول وطلب مساعدة الآخرين بحجة الاعسار وضيق اليد.
ثانياً: إذا استمر متعاطي المخدرات بالسير في طريق المخدرات والإدمان عليها فذلك يؤدي إلى سلب جميع الدوافع والشعور بضرورة الإنتاج وأداء الأعمال أو القيام بها لأنه في مرحلة سلبت منه المخدرات جميع الأحاسيس والمشاعر بأهمية فاعليته بالمجتمع.
ثالثاً: لا يملك من يتعاطى المخدرات تقييم الأمور بالكم أو بالكيف فهو ينفق بسفه وبلا حدود لحاجة أو لغير حاجة ولا يكون هناك مردود ايجابي على ما يبذله من مال يعود عليه بالنفع أو يجعله يفكر بما يلزمه مستقبلاً فيتأهب لما هو آت أو يدخر لما يحدث من متطلبات الحياة.
رابعاً: الهامشية في التفكير واللا مسؤولية لدى متعاطي المخدرات تفقده الارتباط الأسري أو الاجتماعي فضلاً عن فقدانه للارتباط الوظيفي وتقيده بمستلزمات الوظيفة وانظمتها فهي تتعارض مع خيالات المدمن ورغباته فالمهم لدى المدمن هي الغاية والوصول إلى المخدرات دون النظر إلى الوسيلة لذا نجد أن المثل القائل (الغاية تبرر الوسيلة) يجعله طريقاً يسير عليه في إشباع رغبته للإدمان دون النظر إلى الأعراف أو التقاليد أو القيم.
لذا نجد أن أنسب الحلول لما سبق هي متابعة مثل هؤلاء الأشخاص وما يقع في أيديهم من أموال ومساءلتهم عن كيفية الحصول وطرق انفاقها من قبل ولاة أمورهم أولاً ومن يحيطون بهم وأثناء مراحل القبض أو العلاج والله الهادي إلى سواء السبيل.
رسالة لمن وقع في هذا الداء
كما تحدث رئيس محكمة محافظة الرس فضيلة الشيخ عبدالعزيز حمين الحمين مستشهداً بقول الله تعالى في محكم كتابه: «وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون». وقوله تعالى: {أفحسبتم أنما خلقناكم عبثاً وأنكم إلينا لا ترجعون}.
وقال: لو أن كل إنسان تأمل في هاتين الآيتين حق التأمل لعلم لماذا خلقه الله في هذه الدنيا.. لقد خلقه الله للعبادة فقط وليس للهو والعبث.
فالإنسان خلقه الله وميزه عن باقي المخلوقات بالعقل.. فإذا فقد الإنسان عقله صار مثله مثل سائر الحيوانات.. ومن الأشياء التي تفقد الإنسان عقله هذا البلاء الذي عمَ وانتشر بين شباب المسلمين ألا وهو «داء المخدرات» هذا الداء العضال بجميع أنواعه.. فهذه المخدرات تقود من فيها إلى الهاوية.. وأي هاوية؟ حيرة في الدنيا.. وعذاب في الآخرة فإذا ابتلي أحد من الناس بهذا الداء فليفكر في نفسه.. أهكذا تكون الحياة؟ سكر وعربدة.. وانطواء وعزلة عن الناس.. وسعي بكل حيلة للحصول على ما يدمر صحته وحياته ومستقبله.. حتى ولو كان الثمن التنازل عن الشرف والعرض؟
لا يا أخي العزيز: إن الرجل الشهم.. الرجل العاقل هو الذي ينأى بنفسه عن طريق الضلال، ويسعى في كل ما من شأنه رفعته في الدنيا والآخرة.. وكسب مودة الناس والبعد عن كل شبهة والبعد عن جلساء السوء وكل ما يقرب ويهون استعمال هذه المخدرات واقترافها.. ويعمل جاهداً في البحث عن أصحاب صالحين يترفعون عن السير في مسالك الرذيلة.. ويسلكون مسالك الفضيلة حتى ينعم بالحياة السعيدة البعيدة عن كل ما يكدر صفوها.. وليكون عضواً صالحاً وفاعلاً في المجتمع له شخصيته وله احترامه بين الناس.
الأضرار الصحية
وتحدث ل«الجزيرة» الدكتور فؤاد محمد البقلي أخصائي مسالك بوليه من مستشفى الرس العام عن الأضرار الصحية لمتعاطي المخدرات قائلاً: صدق الله العظيم الذي أحل لنا الطيبات وحرم علينا الخبائث ومنها المخدرات التي تحتوي على مواد مسرطنة مثل مركبات البيزبارين والهيدروكوبون والفينول والكريزول.
ولها تأثير ضار على كل أجهزة الجسم وسنتناول أضرارها باختصار فمثلاً:
الجهاز التنفسي: فإن من أضرار المخدرات ضيق في الشعب الهوائية وتكرار النزلات الصدرية والتهاب الجيوب الأنفية وتدمير بطيء للشعيرات الهوائية الموجودة بالشعب الهوائية كذلك التوقف المفاجئ للتنفس في مركز التنفس.
الجهاز الهضمي: يقل الحامض المعدي مع التهابات متكررة بالمعدة والأمعاء وعدم القدرة على امتصاص المواد الغذائية والفيتامينات مما يسبب الضعف العام والهزال، كما يؤدي الحقن الوريدي بالحقن غير المعقمة التي تتداول بين المتعاطين إلى انتقال الفيروسات والبكتريا والطفيليات بينهم وخاصة إذا تم غش هذه المخدرات بمواد أخرى سامة وانتشار الإلتهاب الكبدي B.
الجهاز الدوري: تؤدي إلى سرعة النبض وانخفاض ضغط الدم وتنتهي بسرطان الدم.
الصبغيات: الكروموسومات: تؤثر المخدرات سلباً على الصفات الوراثية وتنتقل للأجنة وتؤدي إلى تشوه الجنين في المرأة المتعاطية للمخدرات.
الجهاز التناسلي: بالنسبة للذكور: فالمخدرات تسبب انخفاضاً في هرمون الذكورة «التستسرون» ونقص انتاج الحيوانات المنوية، وفي الإناث: تؤدي إلى اضطراب في الدورة الشهرية مع زيادة الطمث وتصيب الجنسين بأوهام أن دقائق الجنس هي ساعات طويلة.
الجهاز العصبي: تتأثر المناطق العليا في القشرة ويتأثر المهاد وتحت المهاد من الدماغ مما يسبب نقصاً في الحصول على المعرفة والتبلد وضعف الذاكرة للأمور الحديثة واضطراب الإحساس بالزمن والمسافة والهروب من مواجهة المشاكل وينتهي الأمر بالجنون.
جهاز المناعة: يضعف الجهاز المناعي نتيجة للهزال لضعف امتصاص الفيتامينات فتؤثر على جهاز المناعة الخلوي وتقل الخلايا الليمفاوية من نوع (T) وهذا يشبه مرض الإيدز في نقص المناعة المكتسبة.
وقد بلغت نسبة الإيدز في المتعاطين للمخدرات 17% في الولايات المتحدة الأمريكية وزادت إلى 54% في بريطانيا وإيطاليا.
هذا بالإضافة إلى حالات التسمم الدموي والزهري والتهاب النخاع وتخثر الدم بالأوعية الدموية والشلل والسكتة الدماغية بعد ضموره والتهاب الجلد.
الأضرار النفسية: أما الأضرار النفسية فهي عديدة فتؤثر المخدرات على ذلك الإنسان المتعاطي لها ومن تلك الأضرار فقدان الذاكرة والشك، والشعور بالظلم والاضطهاد ويسمع المدمن أصواتاً توحي له بالانتحار أو القتل أو السرقة والشعور الزائف بالقوة مما يؤدي إلى ارتكاب الجرائم.
ويصبح المدمن بعيداً عن عالمه فيصرخ ويبكي وتختل شخصيته وينتهي به الأمر بجنون المخدرات فيفقد المدمن سمعه وبصره وبصيرته.
وكان محافظ الرس بالنيابة الأستاذ خالد العساف قد افتتح المعرض مؤخراً بحضور العقيد عامر بن معدي عسيري مدير إدارة مكافحة المخدرات بمنطقة القصيم وبحضور مدير شعبة مكافحة المخدرات بمحافظة الرس المقدم علي صالح الصقير وعدد من مديري الدوائر الحكومية والمسؤولين بالمحافظة حيث قام العساف بجولة داخل المعرض واستمع إلى شرح مفصل عما يحتويه المعرض من عينات وأنواع المخدرات بالإضافة إلى صور مؤثرة تبين مصير متعاطي المخدرات بالإضافة إلى العديد من مطويات ارشادية وتحذيرية للبعد والحذر من الوقوع في آفة المخدرات. كما شرف «العساف» الحفل الذي أقيم على مسرح كلية المعلمين بالرس والذي بدأ بآيات من الذكر الحكيم ثم كلمة لمدير شعبة مكافحة المخدرات بالرس المقدم «الصقير» بعدها تم عرض المسرحية التي جاءت بعنوات (ساعة الصفر) قدمها مجموعة من الشباب والتي من خلال أدوارهم يتضح لنا ما تؤدي إليه آفة المخدرات.
بعد ذلك قدم مدير إدارة مكافحة المخدرات بمنطقة القصيم العقيد عامر معدي عسيري درعاً تذكارياً لمحافظ الرس منصور عساف العساف ودرعاً لمحافظ الرس بالنيابة الأستاذ خالد منصور العساف ودرعاً لفضيلة الشيخ عبدالعزيز حمين الحمين رئيس المحكمة الشرعية بالرس.
|
|
|
|
|