| شرفات
السيارة والكمبيوتر يعدان من أبرز الاختراعات التي انتقلت بالبشرية من حياة تتحرك وتتواصل ببطء الى حياة أخرى يسودها السرعة وطي المسافات في أقل وقت ولكل من السيارة والكمبيوتر مشوار طويل حتى وصلا الى شكلهما الحالي فقد كانت كلمة سيارة أو عربة تعنى قبل السيارات المألوفة أية مركبة تسير على عجلات وقبل ان توجد السيارات كان الناس يعتمدون على الخيل لتحملهم في رحلات طويلة ولتنقل بضائعهم ولتحرث الحقول. ثم جاء عام 1769 حين بنى (نيكولاس جوزيف كانيوت) وهو رجل فرنسي اول مركبة برية لا تحتاج الى دواب لتحركها لأنها كانت تدار بالبخار وما أغرب منظرها حينئذ لم يكن احد قد رأى مطلقاً مركبة تتحرك بقواها الذاتية من قبل وظنها الناس من الجن.
وقد ظل الناس يجرون تجارب على المركبات البخارية لعدة سنوات بعد ذلك كوسيلة من وسائل النقل وكان الكثير من الناس لا يحبون المركبات الجديدة فقد كانت المحركات البخارية الأولى مصدراً للجلبة والدخان وتثير فزع الخيول.
وفي ثمانينيات القرن التاسع عشر اخترع المانيان معاً محرك البنزين الذي كان أفضل بكثير من المحركات البخارية فقد ثبت (كارل بنز) و(جوتليب دايلمر) محركهما في مركبات ذات ثلاث او أربع عجلات وتشبه كثيراً المركبات التي تجرها الخيول. ومن هنا ترى السبب وراء تسمية الناس لها(مركبات بلا خيول) والتي لم يكن يستطيع اقتناءها سوى الأثرياء ومرت فترة من الزمن كانت الخيول فيها تتقاسم الشوارع مع السيارات وإن كانت الأمور بينهما ليست دائماً على ما يرام. فقد كان راكبو عربات الخيول يصيحون عندما يرون سيارة قد تعطلت والتصقت بالأوحال (إذهب وائت بحصان) ساخرين من السائق.
ثم قدم أمريكي يدعى (هنري فورد) سيارة سميت (النموذج تي) عام 1908. وفي عام 1913 انتهى من تشييد خط تجميع متحرك في مصنعه وبهذه الطريقة استطاع انتاج سيارات بشكل أسرع وتكلفة أقل. وفجأة اصبح حتى غير الأثرياء قادرين على امتلاك سيارة. وقد ظل (هنري فورد) ينتج النموذجي (تي) حتى عام 1927 حيث بلغت مبيعاته أكثر من 15 مليوناً منها.
وفي العشرينيات من هذا القرن كان هناك رجل ايطالي يدعى (إنزو فيراري) ويعمل لدى شركة (ألفاروميو) وكان من واجبات فيراري التسابق بالسيارات الرياضية للشركة. وفي عام 1929 ترك (فيراري) الشركة لكي يبدأ في تكوين فريق التسابق الخاص به بسيارات (ألفاروميو). وفي منتصف الاربعينيات قرر ان يصنع سيارات السباق الخاصة به. وفي عام 1946 كشفت شركته النقاب عن أول سيارة من الطراز الجديد للسيارات الرياضية الأنيقة والسريعة وسميت سيارته (فيراري).
واليوم يصل عدد السيارات لأكثر من 450 مليون سيارة في العالم كله وصارت المدن تبنى بشكل مختلف بسبب السيارات والزحام فأصبحت أكبر وصارت طرقها أكثر. وادى هذا بدوره الى ظهور مشكلات اخرى مثل التلوث الا ان اختراع السيارة قد أدى بالتأكيد الى تغيير العالم.
اختراع الكمبيوتر
الثابت انه لا يوجد شخص واحد هو الذي اخترع الحاسب فقد تضافرت جهود العديد من البشر على مدى سنين عديدة لتطويره. وقد صمم (تشارلز بابيدج) من انجلترا في بداية الثلاثينيات من القرن التاسع عشر مكنة يمكنها الجمع والطرح والضرب والقسمة وقد أطلق عليها اسم (المحرك التحليلي) وهو الاسم الذي اطلق ايضا على مكنة تقوم بحل المسائل، ولم يقم أبدا ببناء المحرك التحليلي وإنما كانت الأفكار الاساسية لهذه المكنة هي نفس الافكار الاساسية وراء الحاسب الحديث.
وفي الثمانينيات من القرن التاسع عشر اخترع الامريكي (هيرمان هوليريث) مكنة تستخدم بطاقات ورقية مثقبة لمعالجة كميات ضخمة من المعلومات فكانت تلك المكنة هي اول حاسب ناجح. كما انتهى المهندسان الامريكيان (جيه برسبر ايكرت) الابن و(جون دابليو. موشلي) عام 1946 من بناء الحاسب (إنياك Eniac) الذي يعد جَدّ الحاسب الالكتروني الحديث وهو جهاز الكتروني يؤدي عمليات حسابية باستخدام انواع معينة من الارقام ويستطيع جمع آلاف الأرقام في ثوان معدودة ولكنه كان كبير الحجم بحيث يشغل حجرة بأكملها وتزن أجهزة (إنياك) العملاقة ما يزيد على 27 طناً أو ما يماثل وزن ستة أفيال ذكور بالغة. ولذلك كانت الحاسبات في تلك الايام من الضخامة وارتفاع الثمن بحيث لم يكن يمتلكها سوى الحكومة والشركات الكبيرة وبعض (الجامعات).
وكانت عقول الحاسبات القديمة مصنوعة من كميات هائلة من الأسلاك والكثير من المكونات الاخرى التي تسمى صمامات مفرغة ومع مرور السنين اخترع المهندسون أساليب تمكن الحاسب من اختزان ومعالجة المعلومات في حيز أصغر فأصغر حتى أصبح من الحاسبات الحديثة رقاقة صغيرة لا يتجاوز حجمها طرف الاصبع. وقد استغل المخترعون ميزة تلك التحسينات لعمل حاسبات أسرع وأصغر وأرخص.
وقد ظهرت اوائل الحاسبات الشخصية في السبعينيات ثم انتشرت الآن في كل مكان واصبحت تستخدم في عدد لا حصر له من الأغراض.
وقد اقترحت فرنسية تدعى (مارتين كمف) فكرة جيدة وهي صنع حاسب يستجيب لأوامر صوتية ليكون ايسر استعمالا لمن لديهم اعاقة. وبالفعل نجحت في عام 1982 في صنع جهاز يسمى (كاتا لافوكس) وقد اشتقت هذا الاسم من الكلمة اليونانية (Katal كاتال) التي تعني يفهم وهو يساعد الناس غير القادرين على استعمال اذرعتهم أو أيديهم للضغط على المفاتيح ويعينهم ايضاً على التحكم في الكراسي المتحركة والآلات الاخرى.
وتستعمل الحاسبات حالياً في كل جوانب الحياة تقريباً وتقوم بتنفيذ الحسابات بسرعة كبيرة كما ان لديها القدرة على تخزين كميات هائلة من المعلومات كما يتحكم الحاسب في اشارات المرور الضوئية كما يقوم بالتدريس في المدارس ويرشد السفن ويبتكر اعمالاً فنية ويساعد الاطباء على تشخيص الأمراض وإجراء البحوث العلمية.
ورغم الدقة المتناهية التي يعتمد عليها الحاسب سواء في اختراعه او تصنيعه أو عمله إلا أنه لا يسلم من بعض الاعطال التي تعوق عمله وتؤدي الى خلل في وظائفه وأشهر مسببات أعطال اجهزة الحاسب بخلاف الاعطال الفنية هي الفيروسات التي تصيب برامجه بالخلل وتؤدي الى خسائر كبيرة بالمؤسسات التي تعتمد عليه اعتماداً كلياً.
وعندما يتوقف جهاز عن العمل يكون ذلك بسبب وجود خطأ أو علة (bug) في البرنامج وتعنى كلمة (bug) باللغة الانجليزية نوعاً من الحشرات وسبب هذه التسمية انه في عام 1945 تعطل احد اجهزة الحاسبات الأولية ووجد العاملون ان حشرة عثة ميتة حالت دون توصيل الاشارات الكهربائية فتوقف الجهاز عن العمل واصبح الناس منذ ذلك الحين يطلقون كلمة (bug) على أية مشكلة تواجه برامج الحاسبات.
|
|
|
|
|