|
| الثقافية
إخوتي: أي عيد يأتي أبكي!! لا أعرف إذا كان البكاء يعبّر عن الضعف.. أم أنه حالة من حالات القوة..؟!!
أبكي وأطلق العنان للقهر الدفين المتراكم كي يخرج محتجاً على هول الفاجعة.. ولكنني أتذكر أن هذا قضاء وقدر.. أم ألوذ بالصمت المقيت وأنا أرى المستقبل يتهشم هكذا برحيلكم! لماذا؟.. لماذا صارت شواطئ العمر مالحة..؟! لماذا صارت ساحات القلب خاوية؟! لماذا صار الليل ينحني في العادات ويمر بطيئاً في الأزقة تحت النوافذ؟! الصمت العنيد يتلبد في سماء الغرفة كأنه وحش ضارٍ يتربص بي..
صرت أخاف المساءات ومطر الشتاء وأنين المدفأة القابعة في الزاوية كأنها تبكي فراقكم.. أشعل شمعة.. فيهرب ضوؤها ويفر الى الشارع المحزون على رحيلكم..
فأنكفئ على ذاتي ململماً نفسي.. تحصرني الهزيمة والخيبة وأشعر كأنني اقترب من حافة الطريق..
فلا الدمع قادر على إصلاح خرائب النفس.. ولا وطأة الزمن الشقي قادرة على تقويض جدران زنزانة القلب الحبيس.. وحين ألب كرتي وحيداً كشجرة شوكية الأوراق في الصحراء الجليدية تمتلئ أصابعي برغبة الصراخ.. ويتبعثر وجهي.. وتضيع ملامحي.. فلم تعد مداعبة الكرة كما كانت معكم.. لم يعد للصباح ألقه الماضي..
اخوتي.. هل ياترى نألف الفراق؟! هل نألف الفراق وطيفكم الغائب الحاضر متناثر في كل زاوية من زوايا البيت؟! إخوتي أي عيد هذا بدونكم أي عيد يأتي وصاحب العيد تحت الثرى؟!!
أي عيد وصاحب العيد صار مجرد ذكرى؟!!
جحيم هي الحياة من بعدكم.. نعم جحيم؟!!
ولا عجب.. ان فقدت نعيم الدنيا بعدكم؟!
صارت حياتي بؤساً وشقاءً.. فليس هناك من يسعدني بعد الآن..
برحيلكم يا اخوتي فقدت كل شيء الا ذكرى جليلة ستبقى خالدة ابد الدهر في مخيلتي.. في اول عيد لي بعد رحيلكم يأتي هذا العام الا وهي صوركم..
لا يسعني إلا ان اقول لكم:
وداعاً أخوتي.. وداعاً وليرحمكم الله..
عبدالمجيد محمد الحزيمي - الرياض
|
|
|
|
|
