| عزيزتـي الجزيرة
ينتج عن بعض العيوب الخلقية التي تحدث منذ ولادة الطفل تشوهات في الفك العلوي أو السفلي أو كليهما معاً، ونرى ذلك في صور عديدة نذكر منها:
1 بروز الفك العلوي مع فك سفلي طبيعي.
2 بروز الفك السفلي مع فك علوي طبيعي.
3 بروز الفكين معاً.
4 تراجع الفكين سوياً.
وهذه التشوهات بالإضافة إلى التأثير النفسي على المريض خاصة في مرحلة دخول المدرسة لملاحظة الطفل الاختلاف بينه وبين زملائه مما يؤدي به إلى الابتعاد عنهم في الحديث واللعب ودخوله في مرحلة عدم اتزان نفسي، أيضا تؤثر على الوظائف العضوية وخصوصاً عملية التنفس أو الكلام أو كليهما معاً، وفي كثير من الأحوال تؤدي إلى فقد نسبة كبيرة من السمع أو القدرة عليه، خاصة في حالات شقوق الفك العلوي المصاحب للشفة الأرنبية، وهذه الأنواع من التشوهات الخلقية يجب أن تشخص تشخيصا دقيقا للتمييز بين أمرين:
1 هل التشوه ناتج عن اختلاف وضع الأسنان، مع صحة علاقة العظم الفكي العلوي والسفلي، وهنا يكون العلاج عن طريق التقويم فقط ويستحب أن يبدأ ذلك حينما يبلغ الطفل من 8 12 عاما، ويجب عدم التأخير في العلاج لأن ذلك يؤدي إلى مزيد من الاختلال في شكل الأسنان والأطباق، مما ينتج عنه فترة علاجية أكثر في الوقت.
كما أنه يجب عدم البدء مبكرا خاصة مع أجهزة التقويم الثابتة لأن ذلك يؤدي إلى إخلال في عملية نمو الفكين وإلى تضخم الحالة، وإن كان هناك حتمية للتدخل في بعض الحالات غير الخلقية الناتجة عن مص الاصبع، وعض اللسان فإنه يكون بأجهزة التقويم المتحركة التي تعمل أساسا على منع الطفل عن هذه العادة أكثر من قوتها العلاجية في إعادة الوضع إلى الشكل الطبيعي الذي غالبا ما يعود إلى أصله بامتناع الطفل عن هذه العادات.
2 تشوه ناتج عن عدم اتزان أو اختلال في العلاقة بين العظام الأساسية للفك العلوي أو السفلي أو كليهما، وهنا يكون الأمر عن طريق العلاج الجراحي فيما يسمى بالتقويم الجراحي، وهذا التشوه كما أسلفنا ناتج عن عيوب خلقية أي منذ ولادة الطفل وهنا يلعب عامل الوراثة دوراً فعالاً، أو عن طريق التدخل غير السليم في عملية نمو الفكين، كما يحدث في حالات الولادة بالاستخدام الخاطئ للملقط أو جهاز الشفط في عملية الولادة «Forceps delivery or vaceum delivery».
وعملية الولادة باستخدام الملقط تؤدي بنسبة عالية خاصة في عدم توافر الخبرة الكاملة في استخدامه إلى إصابة مركز النمو للفك السفلي الموجود أعلى لقمة مفصل الفك العلوي مما يؤدي إلى تيبس في مفصل الفك السفلي، وما يتبعه من تشوه في شكل الوجه يطلق عليه وجه الطيور «Bird Face»، وذلك نظرا إلى عدم نمو الفك السفلي وتراجعه مع نمو طبيعي في الفك العلوي.
3 تشوه ناتج عن عدم اتزان أو اختلال في العلاقة بين العظام الأساسية للفك العلوي أو السفلي أو كليهما، مصاحب أيضا لاختلال في شكل الأسنان أو في عملية الأطباق وهذا يحتاج إلى تقويم الأسنان يتبعه تقويم جراحي أو إلى تقويم جراحي يتبعه تقويم للأسنان وذلك على حسب الحالة وعمر المريض وما ينتج عن نتائج نابعة من الدراسة السريرية والإشعاعية للمريض.
وعندما يأتي المريض يعاني من الحالات السابقة فإن التشخيص هو الحكم في أي خط علاجي سنسلكه في هذه الحالة ويبدأ التشخيص بالآتي:
1 عمل طبعة «مقاس» علوي وسفلي للمريض مع وضعه على ميزان في عملية محاكاة لشكل المريض «Study Model».
2 عمل أشعة بانوراما وسيقا لو مترك للمريض.
وبعد تصويرها يتم عمل محاكاة لها «Tracing» بغرض قياس زوايا الفكين وعلاقتهما بالأنف وبقاع الجمجمة.
3 أخذ صور فوتوغرافية للمريض أمامية وجانبية يمنى وأخرى يسرى.
بعد التشخيص الدقيق للحالة على أنها حالة اختلال في العلاقة بين العظام الأساسية للفكين وأنها تحتاج إلى عملية تقويم جراحي.
1 نقوم بعمل عملية محاكاة لما سيحدث للمريض من إزالة للعظم أو الأسنان أو كليهما، وذلك باستخدام مقاس الدراسة ويودع على ميزان فكي ليرى المريض الصور النهائية لشكل الفكين بعد العملية.
2 تقطع الصور الفوتوغرافية ويعاد تلصيقها لتظهر للمريض الشكل النهائي للفكين والمظهر الخارجي وذلك بعد إجراء العملية.
3 نقل صورة المريض قبل وبعد العملية في أوضاع مختلفة إلى شاشة الكمبيوتر ليرى المريض شكله بعد العملية وما حقق من نجاح.
4 بعد ذلك تجرى العملية للمريض.
التقويم الجراحي تخصص دقيق يحتاج إلى تشخيص أدق، وهو أحد تخصصات جراحة الوجه والفكين وهو يعتبر حلا جذريا لما يعانيه المريض بصورة قطعية وبوقت أقل وبنتائج مبهرة وملحوظة.
د. ناجي البرنس أستاذ جراحة الفم والفكين بمستشفى الحمادي بالرياض محاضر بالبورد العربي لجراحة الفكين
|
|
|
|
|