|
| شرفات
وقع الاختيار على مبنيين مختلفين تمام الاختلاف وكلاهما مفتوح للعموم لتكريمهما بأهم أشكال التكريم، خلال مسابقة للتصاميم رفيعة المستوى.
أمَّا المبنى الأول فجناح جديد أضيف إلى متحف العلوم في لندن المعروف بجناح الترحيب وأمَّا الثاني فمشروع عدن الواقع في جنوب غرب انجلترا الذي يعتبره الكثيرون من أهم المشاريع البستانية في العالم.
وقد أثنى الحكام على الفائزين فأجزلوا، واصفين المساحة المفتوحة والمتعددة المستويات في جناح الترحيب بالبيئة الخلابة التي يحلو فيها الاستمتاع بمحتويات المعرض، فيما وصفوا مشروع عدن بكل بساطة بالمشروع «الذي تحتبس له الأنفاس».
وقد فاز المشروعان معاً بمعظم الجوائز خلال توزيع جوائز التصاميم الفولاذية الهيكلية.
وترعى ذلك الحفل مجموعة «كوروس» أو «الفولاذ البريطاني سابقاً»، والجمعية البريطانية للعمل المعماري بالفولاذ، ومعهد البناء الفولاذي.
ويعتبر متحف العلوم الذي أنشىء منذ حوالي 90 عاماً أحد أحب المؤسسات على القلوب في لندن؛ أما الجناح الجديد وهو جناح ضخم فمختلف اختلافاً واضحاً عن المبنى الرئيس الذي يرقى طرازه إلى حقبة الملك إدوارد والذي ينبثق الجناح عنه.
أما صالات المتحف الأخرى فمخصصة في معظمها لعرض المقتنيات بطرق مبتكرة، وإنما على جانب كبير من التقليدية. غير ان جناح الترحيب البالغة كلفة إنشائه 50 مليون جنيه استرليني يتطلع إلى أهداف مغايرة تماماً. فهو يستخدم آخر التقنيات العصرية المتطورة ليبث الحياة في العلوم المعاصرة والمستقبلية، ويتيح للزائرين التفاعل مع المعروضات.
وكان لابد من ابتكار المساحة الجديدة التي تغطي 000.11 متر مربع بطريقة مختلفة تماماً عن الصالات الموجودة. فقدرتها على التكيف والتعديل هامة جداً لأن المعروضات تتغير بوتيرة أسرع من تلك المقتنيات التي خصصت لها المساحة التقليدية. كما توجبت مراقبة مستويات الإضاءة بعناية وحرص لأسباب يعود بعضها إلى أن عددا كبيرا من الأجهزة البصرية يحتاج إلى إنارة خلفية خافتة.
كما وجب إعمال المخيلة وسعة الحيل لمواجهة منافسة العروض التقليدية من قاطرات بخارية وصواريخ، ومركبات فضائية، ومحركات ونماذج اختبارية عن أول حاسوب، وطائرات محلقة تجعل من صالات العرض التقليدية ذكرى في البال لا تمحى.
وقد أوجد المصممون أجواء مسرحية مستخدمين إضاءة وألواناً ذات طابع درامي. وتقع مساحات العرض على سلسلة من الشرفات تتمحور مواضيعها حول عناوين مثل عالم الطبيعة وتفاعله مع التكنولوجيا الحديثة والمستقبلية. ومن قاعات المركز قاعة تمتاز بطابع خاص يجتذب الزائرين الصغار، فهي تتيح لهم اللعب بألعاب غير معهودة والإجابة عن أسئلة مثل: هل يفترض أن ينجب الرجل طفلاً؟ كما يتضمن المشروع داراً للعروض السينمائية الثلاثية الأبعاد من نوع «آيماكس» مجهزة ب 450 مقعداً. كما سيستقبل الجناح الجديد مركزاً للبحوث يسمح لزائريه بالمشاركة في مشاريع بحوث فردية. وأما الهدف الشامل فيكمن في تحويل العالم إلى مادة ممتعة وفتانة.
يقول متحدث باسم المهندسين المعماريين ماكورماك، وجيميسون، وبريشارد: إن معظم الناس يرى العلم مدهشاً. لذا كانت غايتنا إنشاء قاعات مذهلة بدورها، باضفاء الطابع المسرحي الدرامي المهيب على المبنى وعلى مقتنياته. كما يفترض في الوقت عينه أن يمتاز بالمرونة الشديدة والقدرة على التكيف، والفعالية العملية، وسهولة الصيانة.
ولعل متحف العلوم هو الأقدم بين المؤسسات المشابهة له في جمع المقتنيات. وأما هدفه فيكمن في استخدام هذا الغنى في المخزون لاثبات انه يمكنه الجمع بين المتعة والشعبية والجدية في الوقت عينه.
إنه لكنز يجمع بعض أهم الإنجازات التكنولوجية والعلمية. ومن شأن طبيعة المعروضات السريعة التغير أن تبين قدرة المتحف على مواكبة أهم التطورات المستجدة في عالم العلوم، فلا يقتصر دورها على أن تكون حفاظاً للتاريخ.
أما ثاني هيكلية ذات أثر بصري مذهل، فهي مشروع عدن المجاور لسانت أوستان في كورنوول، جنوب غرب انجلترا. ففيه ثمانية صروح عملاقة مترابطة أو ما يعرف بالوحدات المناخية تطوّق مجموعة متنوعة من المساحات المناخية المعدّة لجملة من الأهداف البستانية.
تتدرج أحجام الوحدات المناخية الواقعة في حفرة طينية مهجورة، من 18 إلى 65 متراً شعاعاً، وتشمل أكثر من هكتارين (حوالي خمسة آكرات) من الأرض، فتشكل دفيئة يقدر أنها الأكبر في العالم. أما الوحدة المناخية الأكبر فتبلغ مساحتها 240 متراً طولاً، و55 متراً ارتفاعاً، و110 أمتار عرضاً، وهي خالية من الدعائم الداخلية. وفي هذه الوحدة من العرض ما يستوعب برج لندن، ومن الطول ما يتيح ركن 24 باصاً مزدوج الطبقات.
وكان لابد من أن تبلغ الصروح ارتفاعاً يناسب اشجار الغابة الاستوائية الباسقة واتساعاً يلائم المساحات الطبيعية التي تلوحها الشمس. وقد طرح الموقع مشاكل كبيرة مثل ضيق المساحات المستوية، واحتمالات حصول فيضانات، والتربة ذات النوعية السيئة، وغير المستقرة عموماً.
وعليه، فقد نقل حوالي مليوني طن من التربة ورفع المستوى حوالي 20 متراً. واستغرق هذا العمل ستة أشهر تلاها 18 شهراً آخر لإنشاء مساحة زراعية مستوية، وإتاحة النفاذ السهل للزائرين من دون التخلي عن الهيبة الدرامية الجاذبة التي تحلى بها الموقع الأصلي. وقد واجه المهندسون مشاكل جمة، كما انهمر خلال فترة متواصلة من الأمطار حوالي 200 مليون لتر داخل الحفرة، فاستغلت لاحقاً في بادرة مبدعة في ري النباتات والأشجار فضلاً عن سواها من منشآت الموقع.
وتقع الصروح الضخمة على أساسات هائلة تشكل عقداً داعماً هائل الحجم. وقد طرح تركيب الزجاج في الهياكل مشكلة أخرى، حيث اعتبر الزجاج ثقيلاً جداً وغير قابل للثني وخطراً، فاستبدله العاملون لتغطية الصروح، برقاقات شفافة فائقة التطور يقل وزنها عن وزن الزجاج بأشواط، ولا تحتاج إلى الكمية نفسها من الفولاذ لتثبيتها، فضلاً عن أنها تمتاز بخصائص التنظيف الذاتي.
ومن الأبنية التي استقطبت الثناء العارم مركز «لاوري» البالغة كلفته 50 مليون جنيه استرليني والكائن في شمال غرب مدينة مانشيستر بالمملكة المتحدة. وقد أطلق على المركز اسم الفنان الإنجليزي الشهير الذي أفردت إحدى صالات العرض لأعماله. وفضلاً عن ذلك تجد في المبنى مسارح رائعة مجهزة لاستضافة أضخم الأعمال الدولية الفنية من باليه وأوبرا. ونال المشروع المعروف باسم «لاوري» ثناء محكّمي حفل توزيع الجوائز للتصاميم الفولاذية الهيكلية، وفاز بجائزة أفضل مبنى للعالم في مسابقة رعتها مؤسسة «سكاي» البريطانية للإرسال.
وللمركز إطلالة مذهلة بصرياً بدثاره الفولاذي المتألق تحت الشمس وغير القابل للتأكسد وأشكاله الهندسية الجريئة. وقد وصفه أحد المحكمين قائلاً انه: يسهل الحياة على ساكنيه، ويوحي بطيب المقام، كما أنه نيّر متألق، ويزدحم بالشبان المتحمسين للتعرف على الفنان الأهم في مانشيستر، وعلى آخر أنواع الفنون الحديثة.
وأنشىء المبنى نتيجة تحويل حوض قناة سابق وسيلحق به قريباً مشروع جديد هو «متحف الحرب الملكي الشمالي» المكسو أيضاً بالفولاذ غير المتأكسد، والمصمم على شكل كسور عملاقة ثلاثة أحدثها تشتت الكرة الأرضية.
هذا وقد استقطبت هذه الهياكل الفائزة بالجوائز المحترفين الصناعيين فضلاً عن الزائرين الوافدين من مختلف أنحاء العالم ليتعرفوا على تصاميمها.
|
|
|
|
|
