على الرغم من أن تطبيقات التصميمات والرسومات ثلاثية الابعاد لا تزال في بداياتها إلا أنها تعد بكثير من الفوائد المثمرة في مجال تنظيم الملفات وفرزها ذلك أن هذه التقنية تسمح بتكريس الكثير من المعلومات على نفس الشاشة الحاسوبية لانها تعتمد في جزء كبير من تكوينها على القدرة البشرية على النظر تجاه العلاقات المعتمدة على العمق المكاني وعلى قدرة العقل البشري على تخزين الروابط المساحية والمكانية، إذ إن الدراسات تثبت أن العقل البشري قادر على تذكر المكان الذي يضع فيه الشخص قطعة من الورق وسط كومة من الاوراق حتى ولو بعد مرور العديد من الاسابيع، وهذه الحقيقة هي التي انتبهت لها شركة مايكروسوفت عبر تطوير مشروع «جبل المعلومات» الذي يستند على مبدأ إمالة السطح بزاوية «30» درجة بحيث تبدو الاجسام الموجودة في قمة الشاشة وكأنها اصغر وابعد وهو مشروع يجري تطويره بشكل جدي وحثيث خصوصاً أن الدراسات الميدانية المبدئية أكدت على أن الذاكرة المكانية تسمح للاشخاص بأن يتذكروا بالدقة موقع تخزين ما يصل إلى «800» صورة على ذلك «الجبل المعلوماتي» حتى بعد مرور أكثر من ستة أشهر هنا لابد من الاشارة إلى أن القائمين على أمر تطوير هذا المشروع يعترفون بأن هذه التقنية تعمل بشكل اقل دقة وجودة مع الملفات ففي الوقت الذي يتم فيه تذكر الكثير من المعلومات عن صور الاشكال المتنوعة، تزداد درجة صعوبة استرجاع المعلومات عن تلك الملفات التي يتم تصغير احجامها بحيث تبدو معظمها متشابهة في الشكل، الأمر الذي يضيف إلى صعوبة تذكر مواقع هذه الملفات.
هناك ايضاً مشروع آخر يتم طهيه على نار هادئة داخل مطابخ، عفواً، معامل شركة «مايكروسوفت» ويتمثل في «معرض المهمات» وهو مشروع يقوم ايضاً على مبدأ استخدام تقنية «الابعاد الثلاثية» عبر ايجاد غرف عرض متعددة تكون فيها الملفات معلقة على الجدران إلى أن يتم استخدامها من قبل الشخص المعني، وتتلخص الفكرة في أنه يمكن التجول عبر هذه الغرف الافتراضية غير المحدودة العدد عبر تحريك الفارة، ومن ثم تعليق مختلف الملفات سواء كانت ملفات نصية، أو صفحات مفضلة على الانترنت أو غيرها من انواع الملفات، وبالطبع فإنه في الامكان تخصيص غرف بعينها لانواع محددة من الملفات، وكل ذلك يعتمد على تفضيلات مستخدم الحاسوب. غير أن التجارب الاولية أظهرت وجود بعض العوائق ومنها أن البعض يحاول تعليق الملفات على الاسقف وارضيات الغرف !! كدلالة على أن ما هو جديد في عالم الابتكارات الالكترونية ليس بالضرورة مفهوماً من قبل الجميع.
عملاق تقني آخر هو «IBM» استشعر احتمالية تراجع شعبية مجاز سطح المكتب كسطح بيني فبدأ القائمون عليه في وضع اللمسات الاولية لنوع جديد من العمليات الحاسوبية يمكن وصفه بأنه على درجة عالية من اليقظة والفطنة، وتم تسمية هذا المشروع «بالأعين الزرقاء» وهو يقوم على اساس استخدام اكثر من وسيلة: اجهزة استشعار، كاميرات تصوير ولواقط صوتية لتحليل وترجمة تعابير الوجه وتتبع مسار ما تنظر إليه عيناك ومحاولة فهم ما يصدر منك من كلام.
وهكذا فإنه يصبح في الامكان الاعتماد على مبدأ التفاعل الحاسوبي الانساني للعمل على جهاز الحاسوب، إذ في مقدور الشخص أن يأمر المتصفح لفظياً بأن يذهب إلى موقع ما، وحالما يأخذ المتصفح إلى ذلك الموقع فإنه من المحتمل أن يلاحظ المتصفح نفسه أن عينيك تركزان على جزء معين في تلك الصفحة، وربما يقدم لك قائمة بمواقع ارتباطية اخرى تحمل محتوى مشابهاً لما هو موجود على الموقع الحالي، إنها فكرة ثورية ولا شك في عالم التفاعل مع الحاسوب غير أنها لا تزال تقدم خياراً آخر أو بديلاً لسطح بيني، وهنا تكمن الاشكالية الاعم، إذ يرى البعض أنه بات من الضروري في الوقت الحاضر بذل كثير من الجهود للخروج من بوتقة «مجاز الاسطح البينية» وتصميم اجهزة تخلو من هذه المجازات، أو بمعنى آخر فإن ذلك دعوة لتبني مفهوم جديد ومختلف في كيفية القيام بالعمليات الحاسوبية، مفهوم تتمثل خطوته الاولى في أن تنزع من مفهومنا، ارتباط الحاسوب بالشاشة والقرص الصلب والفارة وطاولة المفاتيح.
أما خطوته الثانية فتقوم على الاعتماد على مبدأ التخصص إذ يرى البعض من المتخصصين في العالم الحاسوبي أن الجهاز الحاسوبي الحالي، بوضعه المعاصر قد تم تحميله أكثر من طاقته عبر استعماله للقيام بعمليات متعددة ومتنوعة الاهداف لذلك من الضروري أن يتم استعمال اجهزة متنوعة بحيث يكون كل جهاز مخصصاً لمهمة معينة، كأن يتم توظيف «MP3 PLAYERS» للاستماع إلى الموسيقى، بحيث يكون لكل جهاز سطحه البيني الخاص به والملائم له اعتماداً على نوعية المهمات التي يتم اكمالها عبر هذا الجهاز.
مثل هذا الشيء يبعث على التساؤل عما إذا كان مثل هذا التغيير في طريقه لأن يأخذ حيزاً كبيراً من عناوين الصحف قريباً.
والجواب الاقرب يتمثل في النفي فالمستخدم العادي يبحث عن جهاز واحد قادر على القيام بأكثر من مهمة في وقت واحد لا عن اجهزة عديدة لاداء وظائف متعددة.
|