Wednesday 20th March,200210765العددالاربعاء 6 ,محرم 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

تجريد إلكترونيتجريد إلكتروني
إعلانات الإنترنت.. منجم من ذهب؟؟
عبد العزيز ابانمي

نعم تزعجنا وأنا أتحدث هنا نيابة عن كثير من مستخدمي الانترنت تلك الاعلانات التي تظهر لنا فجأة عند تصفحنا للعديد من المواقع على الشبكة العنكبوتية. لكنها بقدر ما تسبب لنا هذا الكم الكبير من التأفف فإنها تعود بفائدة جمة على طرفين اثنين أولهما الشركات المعلنة التي يهمها بالدرجة الأولى أن يلحظ أكبر عدد ممكن من رواد الانترنت اسم هذه الشركة أو تلك وينتبهوا له حتى وإن كان ذلك لفترة زمنية بسيطة لا تتعدى الثانية الواحدة وبشكل غير مرغوب فيه بالنسبة لزوار الموقع. وثاني الطرفين المستفيدين تلك الشركات التقنية التي تضطلع بمسؤولية تصميم وتطوير برامج منع ظهور الاعلانات وحجبها عن حاسوبك الشخصي بحيث تستمتع بتجولك في الشبكة دون أن يتحتم عليك اغلاق الاعلانات في كل مرة تظهر لك على شاشتك.
المفارقة تكمن في أن هذين الطرفين يكتسبان هذه الفائدة من صراع مرير يدور بينهما، فشركات تطوير برامج منع ظهور الاعلانات من مثل ADKILLER و WEBWASHER تبحث عن جيوب زبائنها عبر تقديم الوعد بتصفح مريح لا تنغص فيه عليهم الاعلانات متعتهم، أما الشركات المعلنة والمواقع التي تستضيف هذه الاعلانات التي تدفع قيمة استضافتها على الانترنت عبر السماح للمعلنين بالتواجد في الموقع فإنها حريصة على أن يستمر نهر الاعلانات في التدفق دوماً، لذلك فلم يكن من المستغرب ظهور شركات تقنية تخصصت في انتاج برامج تعمل على إيقاف برامج منع الاعلانات من العمل بحيث أنها تضمن للشركات المعلنة ظهور حملاتها الاعلانية على الانترنت حتى ولو كان الشخص المتصفح قد قام بتحميل برامج منع ظهور الاعلانات! هذا السجال بين كل من الطرفين مكتوب له أن يستمر على المنظور القريب حتى يتوصل أصحاب المواقع إلى طريقة مبتكرة في التسويق الاعلاني لا تتسبب في ذلك الكم المهول من الازعاج مع الحرص على ارضاء المعلن بشكل يتقبله زوار الموقع.
السؤال الذي يطرح نفسه هنا يتعلق بالسبب الرئيسي خلف هذا الصراع، والاجابة لا تخرج عن نطاق الأرقام الضخمة للعائدات الاعلانية عبر الشبكة العنكبوتية، إذ يكفي الاشارة هنا إلى مثل هذه العائدات للربع الأول من العام 2000م إلى ما يقارب بليوني دولار حسبما جاء في احصاءات مكتب اعلانات الانترنت «IBA» هذه الأرقام الكبيرة والمتزايدة تكشف عن أهمية اعلانات الانترنت وهي الأهمية التي تتبدى لنا بشكل أوضح إذا ما علمنا أن مختلف الشركات التي ترغب في تسويق بضائعها تدرك جيداً أن قطاعاً كبيراً من زبائنها خصوصاً في الولايات المتحدة وأوروبا تتبضع وتبتاع ما ترغب في شرائه عبر الانترنت، كما أن هذه الشركات، وهي التي لا تنقطع جهودها في البحث عن الزبائن أينما كانوا، اطلعت ولا شك على تلك الأرقام الاحصائية التي تشير إلى أن عدد زبائن الشبكة العنكبوتية، أي أولئك الذين يذهبون إلى الانترنت لشراء ما يرغبونه، سيرتفع بنسبة «69%» ما بين عامي «2000» و2004» ليصل إلى أكثر من مائتي مليون زبون وهو ما يحتم على الشركات أن تبذل جهوداً حثيثة بهدف الوصول إلى أكبر عدد منهم لا عبر الطرق والحملات الاعلانية التقليدية فحسب، بل وعبر القناة المفضلة لهؤلاء، الزبائن المستقبلين.. ألا وهي شبكة الانترنت.
وبالطبع فإن التنامي الواضح في أعداد زبائن الشبكة العنكبوتية لا يمثل السبب الرئيسي الوحيد أو حتى الأهم وراء مثل هذا الاهتمام المتصاعد بمنجم اعلانات الانترنت واكتشاف أغواره ذلك أن هناك مجموعة من العوامل التي تضافرت فيما بينها وأدت إلى أن تفتح الشركات أعينها واسعاً على هذا المصدر الربحي ومن تلك العوامل تزايد أعداد مستخدمي الانترنت خصوصاً خارج الولايات المتحدة وأوروبا، وهناك أيضاً عامل سهولة تصميم اعلانات متوافقة ما بين الأشكال التقليدية ونظيرتها التي يتم بثها عبر الانترنت كما أن اعلانات الانترنت تتميز بنسبة عالية من الكفاءة في الوصول إلى الزبائن المطلوبين لا كما يحدث في حملات الاعلانات التقليدية الطابع التي تتوزع بشكل أقرب إلى العشوائي وبما قد يؤدي إلى ضياع فاعلية الاعلان، وهي أي اعلانات الانترنت، كما يصفها أحد المعلنين تتمتع بدرجة فاعلية أكبر ومرونة أعلى تصحبها امكانية تقديم كم أكبر من المعلومات الرقمية والاحصائيات علاوة على امكانية اتساع نطاق انتشارها وبأقل الكلفة، ويكفي الاشارة في هذا الصدد إلى القدرة على ارسال اعلان ما إلى آلاف الأشخاص إن لم يكن مئات الألوف عبر ضغطة زر على الفأرة إلى عناوينهم الالكترونية وفوق هذا كله فإن مثل هذه الاعلانات يمكن ارسالها إلى الهواتف الجوالة وأجهزة التلفاز التفاعلي.
وللحديث بقية.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير إدارة المعلومات
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved