اعذروني في البدء على استخدام مثل هذا المصطلح العامي الذي نلجأ الى استخدامه عندما نرغب في ان نصف حالة معينة يختلط فيها الحابل بالنابل.. فلا يكون في مقدورك ان تعرف ما الذي يجري؟ ولكنه الذي يحدث.. ولا الى أين يجب عليك ان تتجه؟ وأي طريق يتعين عليك ان تسلكه؟ الضباب يلف الأجواء والغموض يكتنف المكان فتقف حائراً تلف يمنة ويسرة عاجزاً عن أن تتخذ قرارك.
ألجأ الى استخدام هذا المصطلح الشعبي لانه الاقدر فعلاً على تشخيص حال الانترنت محلياً، الجأ اليه لعله يلعب دوراً فاعلاً في ان نجد آذاناً صاغية لما نطرحه واستقبالاً رحباً لانتقادات هادفة وهادئة لا تبحث عن شيء سوء المصلحة العامة التي تخدم الجميع.
كتبت.. وكتب غيري ليتساءل عن هذا التخبط الواضح والملحوظ في تنظيم خدمة الانترنت، وغياب المعايير الدقيقة لتأطير هذه الخدمة الأساسية في عالم اليوم وهيكلتها هيكلة.. يتم فيها بذل كل جهد لتجنب كل السلبيات التي يعاني منها الكثير عند تعاملهم مع العديد من الدوائر الحكومية.
حال الشبكة العنكبوتية محلياً، كجزء من المنظومة التقنية يبعث على العجب والتساؤل، ويسمح للعديد من الاشكالات بالظهور ولم يكن من الغريب ان يظهر نصّاب الاسماء كما يجيء في التحقيق الذي يظهر جنباً الى جنب مع هذا المقال والذي تولت «القرية الالكترونية» متابعته وكشف تفاصيله عن عملية النصب الالكترونية التي ذهب ضحيتها العشرات من هواة الحاسوب والإنترنت.
تجيء هذه الاسطر القليلة استجابة لشكوى العديد من هؤلاء الضحايا الذين اتصلوا بي وكلهم يتساءل سؤالاً واحداً الى من نتجه؟ والى أي جهة حكومية نرفع شكوانا؟، والمؤسف فعلاً ان يكون جوابي لهم، ما المسؤول عنه بأعلم من السائل!، ذلك انني فعلاً غير قادر البتة حتى هذه اللحظة على تحديد هوية تلك الدائرة التي تمسك بزمام أمور الشبكة العنكبوتية محلياً، واحتاج فعلاً الى كل المساعدة في فك طلاسم مخلوق الإنترنت العجيب.
هناك الكثير من الاشكالات التي تعيق انتشار خدمة الانترنت محلياً وتتسبب في وأدها، وتقف في وجه نموها بالشكل المرجو، هناك اشكالية الغياب الواضح للمرجعية التي يمكن اللجوء اليها للتغلب على أية عوائق تقف في وجه مستخدمي الانترنت وكل من يحاول رسم ابداعاته على الشبكة.
وهناك الغلاء الفاحش في اسعار الإنترنت نتيجة تشتت المرجعية وتعدد الجهات ذات العلاقة بخدمة تزويد الإنترنت.
وهناك غياب الوعي لدى الكثير من مستخدمي الانترنت نتيجة حداثة تجربتهم مع هذه الخدمة وحداثة دخولها وتأخر تقديمها محلياً، كما ان الاندفاع غير المحسوب والاعتماد على الوعود الشفهية سبب آخر في ظهور هذا النصاب، بل انها مقدمة لظهور من هم على شاكلته.
كلي أمل في ان تتوحد الجهود وتظهر لنا دائرة حكومية واحدة تختص بتقديم خدمة الإنترنت ومراقبة سوقها واستقبال أية شكاوى او اقتراحات ان كانت هناك رغبة في توظيف الشبكة العنكبوتية في دخول اجواء العالم الجديد الذي تنضج يوماً بعد يوم ثماره.
|