الحمد لله الذي هدانا لهذا الدين، وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، وصلى الله وسلم على عبده، ورسوله محمد بن عبدالله، أرسله بين يدي الساعة بشيراً ونذيراً، وداعياً الى الله بإذنه وسراجاً منيراً .. أما بعد :
فإن الدعوة الى الله عز وجل من العبادات ذات الأهمية البالغة في حياة الناس وبعد مماتهم، وأهميتها تنبع من أهمية غاياتها ومقاصدها المتمثلة في تحقيق العبودية للّه رب العالمين، إخلاصاً للّه تعالى ، ومتابعة لرسوله صلى الله عليه وسلم، وتعريف الخلق بهذا الحق العظم،و وبيان حقوق بعضهم على بعض، وما يتفرع عن هذين الأصلين من أحكام شرعية تحقق السعادة، والطمأنينة، وتنشر الرحمة والعدل والإحسان في الكون كله، وتشيع الراحة والأمان في النفوس.
وقال سبحانه:{كٍنتٍمً خّيًرّ أٍمَّةُ أٍخًرٌجّتً لٌلنَّاسٌ تّأًمٍرٍونّ بٌالًمّعًرٍوفٌ وّتّنًهّوًنّ عّنٌ پًمٍنكّرٌ وّتٍؤًمٌنٍونّ بٌاللَّهٌ} آل عمران:( 110)
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «من دعا الى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا» رواه مسلم. وقال لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه «أنفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم ، ثم أدعهم الى الإسلام وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فيه. فوالله لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم» رواه البخاري.
وذلك كله يقتضي من الداعي الى الله أن يتحلى بالرفق والأناة والرحمة، وأن يستخدم الوسائل المفيدة التي تعينه على بلوغ غايته المحمودة، وتحقق النتائج الإيجابية المقصودة.
وإن هذه البلاد المباركة بما وفق الله إليه قادتها تولي الدعوة الى الله عناية كبيرة من خلال دعم هذه الوزارة المباركة، التي أنيطت بها مسؤولية الدعوة والإرشاد، وإذا كانت حاجة الناس الى الدعوة الى الله قائمة في كل وقت وحين، فإنها في هذا العصر أشد حاجة، لما تعيشه المجتمعات البشرية من شقاء وضياع، وما يحيط بحياتها من الفتن، وطغيان المادة، وإهمال الروح، مما جعلها تسير وراء سراب من الأماني الكاذبة، وشعارات خادعة، تؤكد أهمية تكثيف البرامج الدعوية، وتظافر الجهود البشرية، لتوسيع دائرة الدعوة والاستفادة من المعطيات الحضارية، وما وصلت اليه في مجال وسائل الإعلام، وتقنية الاتصالات، مما يعين استبانة المحجة، وإقامة الحجة، وهداية من يرد الله به خيراً.
وإدراكاً من الوزارة لأهمية الوسائل في تحقيق المقاصد الشرعية، فقد سعت الى تنظيم المعرض الثالث لوسائل الدعوة الى الله، تحت شعار «كن داعياً» في مدينة الرياض، بعد أن لاقى المعرض الأول في مدينة الدمام، والمعرض الثاني في مدينة جدة قبولاً وإقبالاً من المشاركين من القطاعات الحكومية والأهلية، ومن الزائرين من المهتمين بالدعوة، ومن عموم الناس، مما دعا الى أن يكون المعرض هذا العام أكثر تميزاً، وأشمل تصوراً من ناحية التنظيم والمشاركات والندوات المصاحبة له.
وإني إذ أحمد الله سبحانه وتعالى على ما وفق ويسر، لأتوجه بالشكر الجزيل لمقام خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين، وسمو النائب الثاني حفظهم الله على ما تلقاه الدعوة والدعاة منهم، من الدعم والمؤازرة، والتسديد والتأييد، والتأكيد المستمر على أن خدمة الدين، وتحكيم شريعة رب العالمين خيار هذه البلاد الذي لا محيد عنه، ولا مساومة عليه، وأثني بالشكر والتقدير لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود أمير منطقة الرياض على رعايته هذا المعرض، ولصاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبدالعزيز آل سعود نائب أمير منطقة الرياض افتتاحه المعرض، وهذا بلا شك تأكيد لنهج ولاة الأمر الثابت تجاه كل ما له صلة بالدين.
أسأل الله أن يحفظ لهذه البلاد دينها وأمنها وقادتها، وأن يجنبها الفتن والشرور ما ظهر منها وما بطن، وأن يؤلف بين قلوب المسلمين، ويجمع كلمتهم على الحق إنه خير مسؤول وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد رئيس مجلس الدعوة والإرشاد |