من حزم الضوء تنوبين..
حارقة المدى بكف حمراء..
وعينين هائمتين دون راع
يا سمينة الحناء ضوؤك شجر الينابيع..
سوسنة الحذاء..
ضلوع التناغم الحرُ خارج الوهن
يتلبس الصوت في منعطفات الهواء..
دون اشتهاء الكون لغرسك نجمة في عيون الليل
كان غصنك فارعاً
وظلّك حمامة الهديل
وشجنك بارقاً كراية المحارب.. كسفر الرياحين
أيتها البارقة في العينين المغسولتين بكحل الغسق
أفيضي جنة للنور..
هدية العصافير للريح.. أجنحة الدفء لثلج لا يذوب..
ساكنة ثوب الصحراء..
على أهداب عينيك تستريح غمامة حائرة..
لفّي رمل البراري حول ذائقة خزامى عشبك الندي
أريحي ما تبقى من ركض غزالة ضالة في صحراء جنونك العذب..
قصائدك سويعات أناشيد تترى فتمهلي أيتها المغتبطة بحنانك
تمهلي ثمة قمر غريب يدلّي سلالم ضوئه إليك
احترسي أيتها النجمة البعيدة.. النجمة المتلألئة الوحيدة..
احترسي ليس ثمة أجمل من انشدادك إلى دائرته
وصعودك سلالمه
والبقاء قريبة من توحده..
إلى جانبه في يتمه..
مشدودة إلى مؤانسته..
ذلك القمر الكهل الغريب يتبوأ في السماء عزلته..
ووحدك تعرفين كيف تنسجين خيوط تحولاته..
احلمي بالحدائق التي ترحل إلى قلبك..
لا أحد سواك يمكن أن يهبك غصن فرح..
لا أحد يمنحك مسرّاته.. دقي الأبواب وحدك..
اعتقي أصابعك من بيتها العتيق
اعتقي نومك من اتكاءاته على أحلام تشتبك وتتبخر قبل الصحو..
اعتقي جدرانك من صوت أنفاسك الرتيب..
أعيدي شيئاً منك إليك..
أيتها المرأة التي تخرج كل صباح من الجدار الملاصق لرأسها..
أيتها المرأة لم تجوبي بعد ثكنات المعارك..
لا تتوهمي أصوات النداء انفتاحاً على الرحيق
لا تتوهمي المطر الذي يهطل من الغيوم حقلاً مشرعاً للتحليق
ليس سواك يعرف
أنك طائر حرّ يمدّ جناحيه حتى آخر الطريق!!
|