|
|
مهرجان الجنادرية موسم ثقافي يتم اعداده بناء على خطة عمل مدروسة يضع المعنيون به كل ما يدفع الى النجاح والتميز وتحقيق الاهداف وقد سعت اللجنة العليا للمهرجان لوضع الاطر الكفيلة بهذا النجاح فاصبح لكل عام ملامحه الخاصة فكراً وابداعاً وثقافة في كل ما يتعلق بالانسان ومنتجه ومن مختلف مناطق بلادنا فتحولت الجنادرية الى ملتقى سنوي يجدد فيه ابناء الوطن علاقتهم بثقافة وفكر ارضهم الطيبة. ولهذا فمهرجان الجنادرية فرصة جماهيرية لايمكن ان يتكرر في مثلها كثافة المرتادين الذين يعودون الى منازلهم وفي ذاكرة كل منهم مختزل ابداعي جميل لا يمكن لهم نسيانه الا ويعود ثانية في عامهم القادم ومن هنا فعلى كل مبدع ان يستفيد من هذا الانجاز السنوي وان يعد له العدة بالمشاركة او الحضور، ويأتي الفن التشكيلي وفنانها في سياق المبدعين باعتبارهم من العلامات المميزة في المهرجان من بين مختلف الانشطة فهو الموثق للماضي والحاضر والمعبر عنهم باساليب معاصرة تتجدد كل يوم ما يجعلنا نفخر بما قدم لهذا الفن عبر السنوات الماضية من فرص منذ ان كان المعرض في خيمة وحتى اصبح له قاعة متخصصة اعدت بكل سبل العرض وبتصميم يكمل جمال ما يعرض فيها وقد حظي المعرض بمشاركات عديدة لفنانين كبار ورواد ثم تنوعت فيه مستويات العرض الى ان وصلت الى التوازن بين ابداع الشباب ومشاركة بعض ممن لهم سابق تجربة مع ان الغالب في معارض الفن التشكيلي الاخيرة بالجنادرية كان من نصيب الفنانين الواعدين والشباب ويمكن للمتابع لهذه المسيرة ان يكتشف اسباب تدني مشاركة الفنانين الكبار والمعروفين على الساحة التي لا يسمح المجال للحديث عنها اضافة الى ان الفن التشكيلي وفنانيه قد وجدوا متنفسا في كل فعالية تقيمها كل منطقة على حدة ومثال ذلك المعرض التشكيلي في موقع منطقة عسير او الاحساء او القصيم وهكذا، ومن المحطات التي لاتنسى في هذا التواجد محطة المعرض او المسابقة التي لن تتكرر والتي قامت على اعدادها وتنظيمها الاميرة اضواء قبل سنوات وكانت جوائزها ثلاث سيارات فورد فقد كانت المحرض للفنانين والدافع الكبير للمشاركة كما انها كانت سببا في عودة الكثير من البارزين للمشاركة وللعرض في الجنادرية. من الجوانب الجديدة في مهرجان هذا العام ان قامت اللجنة العليا للمهرجان بدعم الفن التشكيلي بنشاط منبري اقيم له ثلاث ندوات اثنتان للرجال وواحدة نسائية ومن ندوات الرجال ما حمل عنوان النقد التشكيلي بين التأصيل الاكاديمي والاجتهاد الشخصي، شارك فيها كل من الدكتور سعد البازعي والدكتور احمد عبدالكريم والفنان عبدالجبار اليحيى اكد فيها الدكتور سعد البازعي انه فارس من فرسان الادب والثقافة والابداعات الاخرى ومنها الفن التشكيلي بما يمتلكه من ثقافة واسعة وقدرة على جذب المستمع والاستشهاد بما لا يخطر على بال الكثير من دكاترة الفن في محيطنا المحلي كما كان الفنان عبدالجبار اليحيا اكثر تواضعا ودبلوماسية في الطرح قدرها له الحضور عودا على ريادته وخبراته كما استطاع الفنان الاستاذ الدكتور احمد عبدالكريم ان يلملم اطراف الندوة بذكاء كبير وبما يمتلكه من خبرات في مجال ادارة الندوات وسعة في علم تخصصه الا ان الندوة خرجت عن اطارها واصبحت مجالا للحديث عن تاريخ النقد ومدارسه القديمة وما طرأ عليها، شارك فيها الحضور من الدكاترة وغيرهم بمداخلات البعض منها اصاب والاخر زاد الفجوة ابتعادا، دلل البعض منهم على عدم تمكنه من الخروج من حدود تخصصه الاكاديمي وهنا اتذكر جملة رائعة للدكتور البازعي اشار فيها الى ان الابداع نجده عند غير الاكاديميين بشكل اكثر حرية وتطويرا، وكنت ومن معي ممن لهم تجربة في الكتابة الصحفية وعلى مدى سنوات طويلة نطمح في ان نسمع شيئا حول النقد في محيطنا المحلي وماحجم الايجابيات التي قدمها من ساهم بالكتابة النقدية باجتهاد شخصي ومن ثم التطرق الى دور النقاد الاكادميين رغم معرفة الجميع بعدم وجودهم او وجود من يمتلك ناصية النقد والبحث في الندوة عن حلول وبدائل لهذا الواقع مع الاستشهاد بما تمتعت به بعض الدول العربية ومنها مصر والعراق وسوريا من تجارب نقدية ومن ثم الخروج بخلاصة تمكننا من وضع اول أسس النقد المحلي. |
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |