نيابة عن معالي وزير المعارف الدكتور محمد بن أحمد الرشيد افتتح مساء الاثنين الماضي الدكتور عبدالله المسعود الوكيل المساعد لشؤون المعلمين المعرض الفوتوغرافي الثالث للفنان احمد الدهلاوي وذلك في صالة الامير فيصل بن فهد للفنون التشكيلية بمعهد العاصمة النموذجي. حضر الافتتاح عدد كبير من مسؤولي التعليم ومن الفنانين ومن محبي الفنون عامة والفنون الفوتوغرافية بشكل خاص واشتمل المعرض على ما يزيد على ستين لوحة التقطها الفنان الدهلاوي للواقع بتفاصيله الاجتماعية والبيئية مع التركيز على اقتناص جزئيات قد لاتخطر على بال المشاهد العادي محاولا ان يضفي عليها احساساً خيالياً ذا ابعاد فلسفية عبر حوار بصري بينه وبين الشكل المراد تصويره وبرز في اعماله القدرة والتمكن من ادواته والسيطرة الكافية على الآلة لتحقيق افضل النتائج فكان لعدد كبير من الصور تميز وتفرد بما اضافه عليها من بعد عاطفي تجاه الحياة والواقع يؤكد تواصل الفنان مع بيئته وعشقه لها، ومع أن هناك تشابها في التوجه بين الفنان وبين الكثير من الفنانين الفوتوغرافيين المحليين والعالميين في كيفية تحديد الشكل واختصاره الى رمز محققين بذلك النقلة الرائعة لفنون الفوتوغرافيا والتعبير بها عن الجمال وكشف الكثير من امكاناتها بعيدا عما عرف عن هذا الفن من انه فن اعلامي لايتعدى دوره نقل الحدث وتغطية المناسبات فأوجد اولئك الفنانون سبلا كثيرة لتوظيف الكاميرا لإبراز الجمال بكل تفاصيله فمع ذلك التشابه الا ان لكل فنان شخصيته وبصمته التي يتميز بها وقد لا يراها الا من كان ملماً بصريا وبشكل مباشر بابداعات فناني الفوتوغرافيا.
والفنان احمد الدهلاوي له علاقة طويلة مع الكاميرا بدأها هاويا ثم اكتسب الخبرات التي اهلته لان يكون قاب قوسين من الاحتراف الذي يسعى للوصول اليه ولهذا فهو عضو في عدد من جمعيات التصوير الفوتوغرافي وله تواصل مع عدد من كبار المصورين العرب والاجانب وله حضوره الفاعل في نشاطات هذا المجال في الشارقة لتواجده للعمل كموفد للتعليم هناك وله عضوية في بيت الفوتوغرافيين بجده، اقام معرضين لاعماله قبل هذا المعرض احدهما بالمملكة والاخر بالشارقة بدولة الامارات العربية المتحدة وكان معرضه الثاني بالشارقة واجهة وطنية عبر فيها عما تحقق للمملكة عبر مسيرة بنائها حتى عصرها الذهبي بقيادة خادم الحرمين الشريفين وحكومته الرشيدة..
الصفحة التقت الفنان الدهلاوي بعد افتتاح معرضه الثالث واجرت معه هذا الحوار الموجز حيث تحدث عن اختياره للتصوير الفوتوغرافي قائلاً انه لم يختر هذه الهواية بقدر انه وجد نفسه امامها يسجل بها لحظات تمر به حتى تطور الامر الى علاقة قوية بينه وبين الكاميرا جعلته يعبر بها عن رؤيته للجمال وحول امكانية التعرف على الصورة الناجحة في نظره قال ان المصور الناجح هو الذي يبحث عن الابتكار في اختيار الزاوية والبحث عن مكامن الجمال وانتقاء الشكل الذي يوحي بمعنى الفكرة الانسانية ويضيف الدهلاوي ان من الامور التي تجذبه للصورة هي الحياة بكل تناقضاتها من الرتابة الى الحركة الا انه يجد في البيئة بكل تفاصيلها للمرجعية البصرية والموضوعية لاعماله وعن تطور الآلة واكتفاء المصور بالضغط على زر حبس الضوء قال ان هذا ممكن لكن الامر يتعلق بخبرات المصور قبل الصورة ومعرفته لما ستكون عليه تلك الصورة بعد التقاطها اذ لا يمكن ان يصلح المصور اي خطأ بعد تغير ملامح ووقت الصورة السابقة فهي اقتناص للحظة ويقول عن التقنيات الحديثة انها تخدم التصوير الاعلانية اكثر منه التصوير الابداعي الذي يقف خلفه فنان قبل ان يكون خادما للكاميرا ومنفذا لاوامرها وعن تجربته مع التصوير قال لقد اكتسبت خبرات منها الجيد ومنها الممتاز وسوف تظهر في قادم اعمالي مع انني دائما لم اكن راضيا عما أقدمه حتى الآن.
| 
