* أنقرة - رويترز:
دعت تركيا الولايات المتحدة وبريطانيا للاستجابة للاحتجاجات الشعبية على الحرب المحتملة ضد العراق وقالت ان وزراء خارجية الشرق الاوسط وافقوا على الاجتماع هذا الاسبوع للسعي من أجل ايجاد حل سلمي.
وتخشى تركيا ان يؤدي نشوب الحرب لزعزعة اقتصادها الضعيف واثارة اضطرابات في جنوب شرق البلاد الذي يحد العراق، ولكن انقرة ابقت الباب مواربا بحيث يمكنها تقديم دعم محدود على الاقل للولايات المتحدة إذا صارت الحرب أمرا لا مفر منه.
وترتبط واشنطن بعلاقات عسكرية واقتصادية وثيقة مع أنقرة وتريد ان تفتح تركيا جبهة شمالية ثانوية ضد بغداد، ويبحث الجانبان كيف يمكن الابقاء على أي وجود أمريكي في تركيا على أقل مستوى له.
وقال طيب اردوغان رئيس حزب العدالة والتنمية الحاكم في اجتماع ضم أعضاء الحزب في البرلمان ان تركيا تبذل قصارى جهدها للحيلولة دون وقوع الحرب.وأضاف: من المؤسف ان أناسا في الولايات المتحدة وبريطانيا يملأون الميادين العامة مطالبين بالسلام فيما يؤيد آخرون الحرب، في اشارة الى المظاهرات المناهضة للحرب التي شهدتها العواصم الغربية في الأيام الاخيرة.
وأضاف: يتعين ان ينزل صناع القرار العالميون عند رغبة من يدعون للسلام.. تركيا تمضي قدما في سياستها الخارجية النشطة.
ويبدو ان كلمات اردوغان كانت موجهة الى المواطنين الاتراك الذين يشعرون بتشكك ازاء السياسة الامريكية تجاه العراق.
وتنظر المؤسسة العسكرية التركية القوية بشيء من الشك لحزب العدالة والتنمية بسبب جذوره الاسلامية، ويحتاج الحزب للابقاء على تأييده الشعبي الذي ساعده على اكتساح الانتخابات في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.
ويتعين ان تظهر الحكومة انها فعلت كل ما بوسعها لتجنب الحرب التي لا تلقى تأييدا والتي قد تحدث أضرارا وإلا فستواجه تحديا مبكرا لسلطتها.
وأبلغ وزير الخارجية التركي ياشار ياقش محطة تلفزيون سي.ان.ان تيرك ان وزراء خارجية السعودية والاردن ومصر وإيران وسوريا قبلوا دعوة تركيا للاجتماع في اسطنبول يوم الخميس.وقال دبلوماسيون ان الوزراء سيوقعون إعلانا يدعو لحل سلمي ويطلب من العراق تنفيذ مطالب الامم المتحدة.
وقال رئيس الوزراء التركي عبد الله جول في مقابلة مع القناة التلفزيونية الاخبارية فوكس نيوز نحن نريد تجنب الحرب... ولهذا كان اجتماعنا. اننا نريد تحذير العراق فهذه ليست مزحة.
ووصف جول اجتماع جيران العراق بأنه محاولة اخيرة للحيلولة دون نشوب صراع مسلح قائلا انهم يعتزمون ابلاغ الزعيم العراقي صدام حسين ان الوقت يوشك ان ينفد وان هذا ليس وقت المناورات أو الشعارات الطنانة.وطلبت الولايات المتحدة من عدد من جيران العراق المساعدة في شن ضربة محتملة ضد العراق الذي تتهمه بامتلاك أسلحة للدمار الشامل.
وقال ان تركيا مازالت تدرس عدد القوات الذي ستسمح للولايات المتحدة بنشره في تركيا وشدد على ان الكلمة النهائية في هذا الامر ستكون للبرلمان التركي.
وقال الوزير التركي: الحكومة ستدرس ما إذا كان عدد الامريكيين «العسكريين» مناسبا وإذا قررت الحكومة انه مناسب فسوف تحيل ذلك الامر الى البرلمان.ويعارض معظم جيران العراق بشدة هجوما تقوده الولايات المتحدة ويخشون ان تتفكك هذه الدولة العربية الى كانتونات عرقية ودينية مما يثير الفوضى في المنطقة.
ويقول محللون ان شن هجوم من جبال الشمال الوعرة للعراق عبر تركيا سيخفف الضغط من على القوات الغازية في الجنوب حيث الارض مستوية، وإذا كانت الجبهة الشمالية ضعيفة فإن ذلك قد يطيل أمد الحرب ويلحق مزيدا من الخسائر بالقوات الامريكية.
|