* الرياض ـ ياسر الكنعان ـ واس:
اكد صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية ان من سياسة المملكة العربية السعودية الثابتة عدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلاد الاخرى مشيرا في الوقت نفسه الى حرص المملكة بان تسفر التحركات السياسية عن حل سلمي للمسألة العراقية يجنب العراق أي عمل عسكري وتحفظ شعبه ووحدة اراضيه وسيادته وسلامته الاقليمية والاستقرار في المنطقة.
واوضح ان الجميع يبذل جهوداً لتسوية المسألة العراقية وايجاد الظروف الملائمة لحلها وتجنيب العراق لمخاطر الحرب.
واشار سموه الى انه لمس من تصريحات فخامة الرئيس الامريكي جورج بوش الاخيره الشيء الكثير من الحكمة والصبر التي تصف الخيار العسكري ليس الوحيد بل الاخير ونأمل ان تستمر هذه الروحية لان الاستعجال في العمل العسكري لانرى هنالك ضرورة ملحة ان يتم العمل العسكري بل الامكانية في ايجاد حل سلمي يوفر الكثير والكثير من الدماء والاموال.
جاء ذلك في اللقاء الصحفي الاسبوعي المخصص لالقاء الضوء على المستجدات والتطورات ومواقف المملكة منها وذلك بمقر الوزارة بالرياض.
واوضح ان المملكة وقيادتها التقت خلال الاسبوع الماضى بالعديد من رؤساء الدول مثل فخامة الرئيس الاوكراني ليونيد كوتشما وفخامة الرئيس المصري محمد حسني مبارك ودولة رئيس وزراء تركيا عبدالله جول ودولة رئيس الوزراء الاردني المهندس علي ابو الراغب ومعالي نائب رئيس الوزراء ووزير خارجية سوريا فاروق الشرع وقد تمحورت المباحثات حول مسائل التعاون الثنائي وسبل دعمها وتعزيزها وبحث التطورات الدولية والاقليمية الراهنة وتطورات الاوضاع في المسألة العراقية. وقال سموه «بدون شك استحوذت الازمة العراقية على جل المباحثات الدائرة بكل افرازاتها وتطوراتها».
وبين سموه انه في اطار التعاون بين المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية قام سموه يوم امس بزيارة لمصر كان محورها التوجه للعلاقات الثنائية والسعي لازالة أي عقبات تعوق التعاون الاقتصادي بين البلدين بحضور وزير المالية المصري ووزير التجارة المصري وتم اتخاذ اجراءات وقرارات ونأمل عندما تنفذ تزال كل القضايا التي كانت تعوق انسياب السلع بين البلدين والسير قدما لموقف التجارة الحرة اضافة الى آخر الخطوات التي تجعل من التعاون الاقتصادي بين البلدين يتناسق مع الرغبة الشعبية بين البلدين وطموحات القادة في البلدين. واضاف سموه ان الشق الثاني من المباحثات كان حول القضايا في المنطقة سواءالشرق الاوسط او القضية العراقية.
وعن الوسائل التى سوف تجنب المنطقة الحرب اجاب سمو وزير الخارجية قائلا «يجب ان ننتظر نتيجة مؤتمر اسطنبول.. وعقلنا مفتوح لأي مقترحات تقدم لتجنيب العراق عمل عسكري وتجنيب المنطقة افرازات هذا العمل العسكري اما ما سيصدر من قرارات هذا يرجع للمداولات التي ستتم فنحن ذكرنا في السابق حتى ولو صدر قرار من مجلس الامن يقضي باستخدام القوة العسكريه فسيكون هناك فرصة لاتاحة الفرصة للعمل الدبلوماسي للوصول الى الغايات التي يتطلبها قرار مجلس الامن.
وحول سؤال من ان المملكة العربية السعودية ستقدم مقترحات لحل الازمة سلميا في الاجتماع اجاب سموه «انه حصل مشاورات بين بعض الدول وسوف ننطلق من منطلق متقدم من تحليل الاوضاع وتحديد الاهداف اما تحديد المقترحات المحددة فلا اعتقد انه من المطلوب ان يأتي كل وقت بخريطة عمل فنحن نريد ان نتشاور ونتبادل الرأي ونصل ان شاء الله الى ان نتعرف على اسلوب معالجة الوضع دون اللجوء الى العمل العسكري.
وحول سؤال ماهي الاسباب التي دعت الى تحويل المؤتمر السلمي المقام في انقرة الى اجتماع لوزراء الخارجية للدول العربية.. وهل هناك استعدادات سعودية لاستضافة اللاجئين العراقيين كما في تركيا اذا نشبت الحرب.. قال سموه «في الواقع الدعوة لعقد مؤتمر ولم يكن شيء اسمه مشاورات حقيقية للقرار في اقامة مؤتمر قمة والامر يتعلق بمجلس الامن وقرارات مجلس الامن ووجد ان وزراء الخارجية بالرغم من الاختلاف في المستوى الاجتماعي قادرين على الوصول الى توصية محددة خاصة وان وجهات النظر معروفة بين دول المنطقة ومصلحتهم واحدة واذا تطلب الامر عقد مؤتمر قمة فلن يتردد وزراء الخارجية في الدعوة لعقد مؤتمر قمة. وافاد سموه ان كل الدول المحيطة بالعراق تأخذ احتياطاتها والمملكة من ضمن هذه الدول ولانريد ان يأتي اشقاؤنا في العراق أي شيء . وحول سؤال يتعلق بدعوة تركيا الى تنحي صدام عن الرئاسة في العراق وهل المملكة مع دعوة تركيا اجاب سموه قائلا «لم اسمع بذلك من تركيا» مضيفا سموه «ان من سياسة المملكة عدم التدخل في سياسة الآخرين والقرار الاول والاخير لهذه الامور للشعوب نفسها وشعب العراق قادر على ان يحدد من يقوده ونحن لا نتدخل في هذه الامور». وردا على سؤال عن ان هناك معلومات تقول ان المملكة تقوم باتصالات من اجل انجاح موتمر الحوار المنعقد في القاهرة وهل تم بحث هذا الوضع مع المصريين يوم امس قال سموه «ان الاخوان المصريين يقومون بدور بناء لمساعدة الفلسطينيين وهذا لا يستغرب على القيادة المصرية وطريقها واضح في هذا الشأن وخير مكان يعقد فيه اللقاء الفلسطيني للنظر في الحرية الفلسطينية هي القاهرة ونحن متأكدين ان مصر تبذل ماتستطيع لمساعدة الاخوان الفلسطينيين لتقرير استراتيجيتهم المستقبلية مما يخدم حريتهم بأفضل الوسائل الممكنة والمفارقة انه في نفس الوقت الذي تسعى فيه الدول العربية ويسعى الفلسطينيون لاجراء الاصلاحات الداخلية للعمل على توجيه توجهاتهم النضالية لاتجاه الطرق السلمية.. نجد الحديث في اسرائيل عن وسائل القمع وماهي افضل وسيلة لقمع الفلسطينيين وماهي افضل وسيلة لعزلهم ونجد من الزاوية الاخرى المحاولة الدائمة لقفل الباب امام اي مباحثات لايجاد السلام. وعن سؤال حول تلقي المملكة ردوداً نهائية من شركات النفط على مشروع الغاز.. وماهي طبيعة هذا الرد.. اجاب سموه ان المملكة تلقت من مجموعة المشروع المحوري الثالث ردودا في هذا الشأن وانهيت المفاوضات الاخيرة على المستوى الوزاري مع الشركات وستبدأ مفاوضات الدورة النهائية معهم في اقرب فرصة ممكنة اما المشروع المحوري رقم 1 فجاءنا خطاب من الشركات مشابه للخطاب الذي جاء من شركة المحور الثالث وكان الرد ايجابي ويفتح الطريق لآخر مرحلة من المفاوضات للمشروعين. وحول سؤال عن مؤتمر اسطنبول وهل سيوجه رسالة الى مجلس الامن وللعراق ام سيكون هناك مشروع او خطة عمل معينة لتفادي الحرب.. اجاب سموه قائلا «ان الهدف من اجتماع اسطنبول هو في الحقيقة ناجم عن التأثيرات التي تتوقعها هذه الدول من قيام حرب في العراق وبالتالي فالمفاوضات الاكيدة لدى الدول في تجنيب المنطقة وتجنيب العراق النتائج السيئة التي يؤدى اليها الحرب فمن المأمول انها بعد النقاش والتداول تصل الى تصور مشترك فيما يمكن عمله لبلوغ هذا الهدف الذي نسعى اليه جميعا...
وفي سؤال عن وجود اقتراحات لحل الازمة العراقية سلميا والقضايا التي سيشملها الاجتماع في تركيا.. وهل سينظر في تنحية صدام حسين لتجنيب المنطقة ويلات الحرب اجاب سموه قائلا «المملكة هي واحدة من ست دول في الاجتماع.. واعتقد اننا جميعا نشارك في الهدف وهو تجنب الصراع.. لان الصراع في المنطقة لن يؤدي الى تنفيذ قرارات الامم المتحدة.. والحل الافضل يكمن في الجهود الجماعية.. وهذا ما نحاول فعله جميعا.. واننا كدول معنية لا يمكن ان نحدد الحل والاتفاق يتعين ان يأتي من مجلس الامن الدولي والحكومة العراقية». وعن سماح المملكة لاستخدام قواعدها العسكرية في عمل ضد العراق قال سموه «لقد تحدثت عن هذا السؤال يوم امس وقلت انه اذا توصلت الامم المتحدة الى قرار باستخدام القوة نأمل ان تمنح الدول العربية الفترة المناسبة للتدخل وحل الازمة سلميا».. وحول القسم الثاني من السؤال بشأن اذا كانت المملكة ستسمح باستخدام قواعدها العسكرية ضد العراق فان موقفنا هو ان المملكة لن تشارك في صراع مسلح ضد العراق.. واذا طلب مجلس الامن الدولي من المملكة بعد اتخاذ قرار بهذا الصدد فان المملكة ستتخذ قرارها بناء على مصلحة امنها القومي».
وفي اجابة لسموه عن سؤال حول علاقة قاعدة الامير سلطان الجوية بالنزاع الحالي قال «في المؤتمر الصحفي السابق اوضحت ان هناك خلطا بين مهمة قاعدة الامير سلطان الجوية والصراع مع العراق والحرب المحتملة.. ان قاعدة الامير سلطان تواصل عملها كالمعتاد وستواصل عملها طبقا لاهدافها لانها ناجمة عن اتفاقية صفوان بين الولايات المتحدة والعراق والمملكة وسلمت الاتفاقية الى الامم المتحدة بموجب المادة حول الحالة بين العراق والكويت».
وفي رد سموه على سؤال عن امكانية مشاركة المملكة في الحرب على العراق قال سمو وزير الخارجية «ان المملكة لن تنضم الى النزاع ولن تسمح باستخدام اراضيها بالهجوم على العراق».
وحول السؤال الذي تكرر كثيرا بشأن ما اذا كانت المملكة ستغير رأيها بشأن استخدام اراضيها في الهجوم على العراق اجاب سموه قائلا «قلت انه في حالة اتخاذ مجلس الامن الدولي قرارا وبموجب المادة السابعة فان على كافة الدول التعاون غير ان ذلك لايعني الانضمام الى النزاع واذا طلب مجلس الامن الدولي من دولة معينة وعلى سبيل المثال المملكة فان للمملكة الحق في تقييم الوضع وستنظر الى نوع الخرق المادي».
واضاف سموه «وبناء على ذلك الاعتبار سننظر ماذا سنفعل طبقا للمصالح القومية للمملكة العربية السعودية»، وعن المرحلة التي وصلت اليها المملكة مع شركات الغاز الاجنبية للاستثمار قال سموه «ان المفاوضات للوصول الى اتفاق نهائي تقترب جدا حول المشروع الثالث والردود حول المشروع الاول ايجابية وسيعقبها مفاوضات مع قطاعات مختلفة». وحول عواقب الازمة على تركيا والدول العربية قال سمو وزير الخارجية «انني لا ارى فرقا في ذلك لاننا جميعا دولا مجاورة وسنعاني جميعا واشك ان تفرق المأساة بين هذه الدول ونرحب بالمبادرة التركية لمعالجة الازمة».
|