* لندن - برلين - الوكالات:
ربما يخوض رئيس الوزراء البريطاني توني بلير حربا في العراق الى جانب الولايات المتحدة لكن بعض المسؤولين ببريطانيا يقولون انه يركز كذلك على الصورة الجغرافية السياسية الاكبر ويسعى لان تنظر واشنطن الى هذه الصورة أيضا.
وأوضح بلير أمام برلمانيين بارزين مساء الثلاثاء انه يتطلع بالفعل الى ما وراء الحرب المحتملة وترددت في كلماته اصداء عبارات استخدمها قبيل الهجمات في افغانستان اذ تعهد بعدم السماح للغرب بالانصراف بمجرد انتهاء الحملة العسكرية.
وقال بلير:لا يمكننا الاشتباك في صراع عسكري ثم نتجاهل ما يعقبه.
ويقول دبلوماسيون ان اهتمام الولايات المتحدة باعادة بناء أفغانستان كان أقل من اهتمامها بشن حرب هناك لاجتثاث متشددي القاعدة الذين تحملهم مسؤولية هجمات 11 سبتمبر/ ايلول عام 2001 على نيويورك وواشنطن.
كما يقول المعلقون ان بلير ساعد على اقناع الولايات المتحدة بان تسعى للحصول على موافقة الامم المتحدة للتعامل مع العراق وأسلحة الدمار الشامل التي يشتبه بها بدلا من شن هجوم منفرد عليها.
ويصر بلير علنا على ان الرئيس الامريكي جورج بوش ملتزم دائما بسلك منهج دولي فيما يتعلق بالعراق، وقال: لا يساورني أدنى شك في ان الرئيس بوش سيختار ان يسلك طريق الامم المتحدة.وقال مسؤول بريطاني ان بلير وبوش يتحادثان كثيرا ونحن متأكدون ان الرئيس يستمع.
ومن المقرر ان يطير بوش الى منتجع كامب ديفيد في 31 من الشهر الجاري لاجراء محادثات بشأن الحرب بعد مرور ايام على تقديم هانز بليكس كبير مفتشي الاسلحة التابعين للامم المتحدة تقريره بشأن أسلحة الدمار الشامل التي تقول لندن وواشنطن ان الرئيس العراقي صدام حسين يحتفظ بها.
وأضاف المسؤول البريطاني ان بلير سيبحث ما سيحدث إذا ما اطيح بالرئيس العراقي وكذلك عملية السلام في الشرق الاوسط التي يرى انها مرتبطة ارتباطا وثيقا «بالحرب على الارهاب».
وفيما يتعلق بكوسوفو وأفغانستان وربما الان في العراق تمسك بلير بقالب متماسك يقضي بالاقدام على عمل عسكري إذا كانت هناك ضرورة لذلك ثم ضمان بقاء المجتمع الدولي للمساعدة في اعادة البناء والتأهيل وتمويلهما.
ومضى يؤكد ضرورة الاحتفاظ بتوافق دولي حول العراق مع احتفاظه بحق الاقدام على العمل العسكري بدون موافقة جديدة من الامم المتحدة.وقال بلير ان الرئيس العراقي صدام حسين سيسعى لاضعاف ذلك التوافق الدولي... علينا ان نحاول ان نقف معا.
وقال بلير: هناك كثير من الانتقادات للعلاقات مع الولايات المتحدة لكني سأدافع عنها دفاعا مطلقا.
من جهته استبعد المستشار الالماني غيرهارد شرودر مساء الثلاثاء ان تقول المانيا "نعم" في مجلس الامن خلال تصويت محتمل على تدخل عسكري في العراق.
وقال شرودر في اجتماع انتخابي نظمه في شمال المانيا الحزب الاشتراكي الديموقراطي لانتخابات اقليمية لا تتوقعوا ان توافق ألمانيا على قرار يعطي الحرب شرعية، لكن شرودر اكد ضرورة نزع سلاح العراق اذا كان في حوزته أسلحة دمار شامل.
وذكر شرودر بأن المانيا تفي بالتزاماتها الدولية وتضع في الوقت الراهن ملياري يورو في تصرف عمليات التدخل الدولية لحفظ السلام.
وكان شرودر اكد في منتصف كانون الثاني/ يناير ان برلين تريد تطبيق قرار الامم المتحدة 1441 من دون حرب وان رفضها المشاركة في ضربات محتملة سيظهر في شكل واضح جدا في مجلس الامن.
من جهته كرر وزير الدفاع الالماني بيتر شتروك يوم الاثنين ان تصويت المانيا في مجلس الامن لمصلحة تدخل عسكري في العراق أمر من الصعب تصوره.وتعارض برلين أي مشاركة عسكرية لجنودها في حرب محتملة في العراق حتى بتفويض من الامم المتحدة.
|