* دمشق الجزيرة عبدالكريم العفنان
فيما تتجه الأنظار نحو اجتماع أنقرة المقرر عقده مبدئيا اليوم، فاجأ وليم بارينز مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط، كافة الأوساط السياسية بزيارته إلى دمشق والتي من المقرر أن يتوجه بعدها إلى عدد من العواصم الشرق أوسطية. واكد مصدر دبلوماسي غربي في دمشق أن هذه الزيارة هي محاولة للحد من القلق الذي تفرضه الأزمة العراقية. وقال المصدر في حديث مع الجزيرة ان واشنطن تسعى إلى استباق زمان انعقاد اجتماع وزراء الخارجية الست، وذلك عبر طرح بعض الأمور الخاصة والآليات الخاصة بالعراق. وهي تريد تخفيف أي تشنج ربما يظهر أثناء المؤتمر، ويؤدي إلى مواقف تعقدالأمور أمام السياسة الامريكية الحالية.
وركز المصدر على أن واشنطن ترصد مخاوف من الحرب المحتملة خصوصا مع الانتشار العسكري المكثف في المنطقة، كما تدرس قلق الدول الست من نتائج أي حل لهذه الأزمة سواء كان عسكريا أم سياسيا. وبين المصدر ان الولايات المتحدة ستحاول خلال المرحلة المتبقية من المهلة الخاصة بتقرير المفتشين، تكثيف الحركة السياسية الى المنطقة خصوصا في ظل محاولات اقليمية لاستيعاب الوضع الحالي، معتبرا ان واشنطن تعتبر ان كافة الحلول يمكن ان تتم عبر تنسيق مع الدول الشرق اؤسطية. وركز المصدر على ان بارينز سيطرح مع كافة حكومات المنطقة، بما فيها سورية، بعض الآليات التي تراها الولايات المتحدة قابلة للتطبيق في هذه المرحلة، كما سيسعى إلى ربط نهاية أزمة العراق بانطلاقة جديد لعملية التسوية.
واعتبر المصدر ان مهمة بارينز بدأت من سورية نتيجة مبادرة دمشق بشأن اجتماع وزراء الخارجية، وهي مؤشر أيضا على ان التحرك السوري سيأخذ فاعلية اكثر خلال المرحلة المقبلة. فنجاح الدبلوماسية السورية في عقد هذا المؤتمر بأنقرة ثم في دمشق، يوضح إلى حد بعيد، حسب نفس المصدر، أن الشكل الإقليمي يمكن أن يأخذ دورا أوسع في حل الأزمة العراقية. وقال المصدر ان النقاط العالقة بين دمشق وواشنطن ترتبط برفض دمشق لأي عمل عسكري، ورغم ان العمل العسكري بذاته لم يحسم كاملا داخل الإدارة الأمريكية، لكن سورية عبرت أكثر من مرة عن قلقها من هذا الموضوع، وبأن الولايات المتحدة تستعد للحرب بعيدا عن كافة الجهود الدبلوماسية.
تأكيد سورية على وحدة العراق، ويعبر عن قلق من التوجه الأمريكي لإحداث تغييرات عميقة في الجغرافية السياسية للمنطقة. ويبدو أن مهمة بارينز تتعلق بهذه النقطة تحديدا، لأنه يريد إنهاء مخاوف سورية وباقي دول المنطقة بهذا الخصوص، لكن مثل هذه المهمة حسب قول المصدر تبدو صعبة، في ظل بعض التصريحات الأمريكية المتعلقة بإسرائيل على وجه الخصوص.
وبشأن نجاح الاجتماع المقرر في انقرة قال المصدر انه من غير المستبعد أن يتفق وزراء الخارجية على تصور محدد، أو آليات يتم التوجه بها نحو الأمم المتحدة والعواصم العالمية. لأن هناك نقاطا متفقا عليها من قبل هذه الدول بشأن الموضوع العراقي. واعتبر المصدر ان عقد هذا الاجتماع بشكل دعما للحكومة التركية أيضا، التي ما تزال متخوفة من طبيعة وحجم المشاركة التركية في أي عمل عسكري.
|