* الدمام - ظافر الدوسري:
في مثل هذه الايام من كل عام يفد الى مملكتنا العزيزة مسملون من انحاء العالم لأداء فريضة الحج يربطهم الدين القويم رغم اختلاف اللغة والعادات وكذلك العادات الغذائية. ولموسم الحج طابع مميز حيث ينشط الحجيج ويؤدون مناسكهم التي تتطلب جهداً جسمانياً كالطواف ورمي الجمرات والانتقال بين بقاع المشاعر المقدسة. هذا ويغلب حاليا على هذه الشهور من السنة المناخ الحار حيث تزداد درجة حرارة الجو.
ونظراً لعلاقة الغذاء في كميته ونوعيته بصحة الانسان وايضا فيما يتعلق بسلامة وصحة الغذاء من التلوث الميكروبي الذي يساعد على نشاط درجة حرارة الجو العالية مما يستلزم اختيار نوعية من الأغذية الملائمة والمريحة في الاستخدام والاستهلاك والتي تتناسب مع فترة الحج المميزة، استضفنا الدكتور خالد بن علي المدني استشاري التغذية والمشرف العام على التغذية بمنطقة مكة المكرمة بوزارة الصحة الذي بادرنا بالحديث في توجيه نصيحة في هذا الجانب قائلا:
يجب على الحاج تناول وجبات غذائية تساعده في الحفاظ على توازن الطاقة في الجسم والاحتفاظ بكمية من السوائل تعوض ما يفقده نتيجة حرارة الجو وبالتالي ينصح الحاج بعدم الافراط في تناول الوجبات الغذائية بل يجب ان تكون الوجبات الغذائية معتدلة وتحتوي على الخضروات حتى تمد الانسان بالكثير من الفيتامينات والاملاح المعدنية والألياف على ان يراعى غسلها جيدا قبل الاكل، كذلك يجب ان تحتوي الوجبات على المواد النشوية «كالخبز، حيث يعتبر افضل النشويات في فترة الحج لسهولة الحصول عليه» مع تناول قدر كاف من السوائل ممثلة في المياه، «المياه والعصيرات الطازجة او المعلبة» كذلك يجب تناول الفواكه بعد غسلها جيدا حيث انها تعتبر مصدرا جيدا للفيتامينات والاملاح المعدنية والألياف، كما ان تناول الحليب يمد الحاج بقدر من البروتينات والاملاح المعدنية والفيتامينات، ولكن يجب عدم الاحتفاظ بالعبوة بعد فتحها ويفضل شراء العبوات الصغيرة، ويلاحظ ان بعض الأطعمة تكون سريعة الفساد نظراً لارتفاع درجة حرارة الجو، ولذلك يجب تجنب هذه الاطعمة في فترة اداء مناسك الحج. ومن هذه الاطعمة الاسماك والدجاج والكبسة. كذلك يجب الحرص على عدم تعرض المعلبات للحرارة او اعادة تناولها بعد فتحها بفترة.
اما بالنسبة الى بعض المرضى مثل مرضى داء السكري او ارتفاع ضغط الدم او المرضى الذين يشتكون من ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم.. الخ.. من الامراض ذات العلاقة بالتغذية فيجب على المريض في هذه الحالة الحفاظ على الحمية الغذائية الموصوفة من قبل اخصائي التغذية مع تناول الأدوية الموصوفة من قبل الطبيب في مواعيدها.
* في رأيكم ماهي مواصفات الغذاء المتوازن بصورة عامة؟
- في الحقيقة للغذاء المتوازن مواصفات ثلاث هي:
أولاً: ان يشتمل على البروتينات والكربوهيدرات والدهنيات والفيتامينات والعناصر المعدنية والماء وهذا يتحقق بتنويع مصادر الغذاء مع زيادة استهلاك الخضروات والفاكهة.
ثانيا: ان يكون كافيا دون افراط اي ان يكون بالكمية اللازمة لاحتياج الفرد وما يبذله من طاقة حيث تنتج مشاكل طبية عديدة من سوء التغذية بسبب نقص في كمية الغذاء او احد عناصره الهامة، والتي تظهر بصورة واضحة في فئات خاصة خلال مراحل العمر المختلفة كالرضع والاطفال والحوامل والمرضعات والمسنين، ومن ناحية اخرى فان الافراط في استهلاك الطعام قد يسبب السمنة اي البدانة وما يصاحبها من مشاكل طبية ونفسية واجتماعية.
ثالثا: ان يكون نظيفا، فالنظافة واجبة في كل شيء في حياة الانسان، وهي اوجب ما تكون في الغذاء حيث ان كثيرا من الامراض تنتقل عن طريق الطعام او الشراب الملوث.
* ماهو أفضل غذاء للحاج؟
- طبعا تتميز فترة الحج بطابع خاص حيث ينشط الحجيج ويؤدوا مناسكهم في ايام معدودات اضافة الى ما يتطلبه اداء المناسك من جهد جسماني من الحاج كالطواف والسعي ورمي الجمرات والانتقال بين بقاع المشاعر المقدسة، لذا يلزم الحاج تناول وجبات غذائية تساعده على الحفاظ على توازن الطاقة في الجسم والاحتفاظ بكمية سوائل تعوض الفاقد من الجسم مع الحرص على عدم حدوث امساك خلال فترة الحج وذلك من خلال اتباع التالي:
تناول الفواكه والخضروات الطازجة بعد غسلها جيدا يوفر المصدر الجيد للفيتامينات والاملاح المعدنية والطاقة والالياف الطبيعية التي تجنب الفرد الامساك، وكذلك تناول التمور مع منتجات الألبان «زبادي، اجبان، لبن» تمد الانسان بوجبة غذائية عالية القيمة الغذائية سهلة الهضم كما توفر الوقت وجهد الطهي، وايضا تناول الخبز الكامل «الحب» الذي يمد الفرد ببعض الفيتامينات والالياف والطاقة، وتناول المياه والعصيرات والمشروبات لتعويض ما يفقده من السوائل. وفي حالة العرق الشديد نتيجة لارتفاع حرارة الجو يضاف عبوة ملح الجفاف مع كميات من مياه الشرب.
| 
