* تغطية - أحمد القرني:
رعى صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن فهد بن عبدالعزيز وزير الدولة عضو مجلس الوزراء رئيس ديوان رئاسة مجلس الوزراء مساء أمس افتتاح المرحلة الأولى لمشروع خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز الخيري لتوفير مياه الشرب بمحافظة حريملاء بمنطقة الرياض.
وقد كان في استقبال سموه لدى وصوله مقر الحفل معالي وزير الزراعة المشرف العام على المشروع الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز بن معمر ومحافظ محافظة حريملاء أ. زيد بن محمد آل حسين ونائب المشرف العام على المشروع الجيولوجي عبدالرحمن القريشي وأعضاء فريق العمل الفني وعدد من الوزراء والمسؤولين. هذا وقد بدأ الحفل الخطابي بآيات من الذكر الحكيم، بعدها ألقى معالي الدكتور عبدالله بن معمر كلمة رحب فيها بسمو الأمير عبدالعزيز بن فهد.
وقال: «إن خادم الحرمين الشريفين اصدر توجيهاته في العشر الأواخر من رمضان عام 1421هـ بتنفيذ مشروع الملك فهد الخيري لتوفير مياه الشرب لأهالي حريملاء على نفقته الخاصة» موضحاً ان العمل في المشروع بدأ بعد شهرين من صدور توجيهات خادم الحرمين بمتابعة شخصية من صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن فهد باختيار ودراسة المواقع ذات الحاجة الملحة وإعداد الشروط والمواصفات الفنية المطلوبة لحفر الآبار الأنبوبية واليدوية في مختلف مناطق المملكة.
وبين معاليه أنه تم الانتهاء من حفر 120 بئراً بتكلفة اجمالية مقدارها 67 مليونا و384 ألفا و960 ريالاً موزعة على مناطق المملكة روعي في حفرها الوصول لأفضل نوعية مياه متوفرة بالمنطقة بغض النظر عن العمق والتكاليف المترتبة على ذلك وعلى المواصفات الخاصة بالتنفيذ.
وأضاف معاليه ان معظم هذه الابار تقع في موارد بادية هي بأمس الحاجة للمياه مما يتطلب اقامة خزانات مياه على بعضها حيث بلغ عدد الخزانات 54 بين آلي وأرضي وتم تركيب 78 وحدة ضخ تتناسب كل وحدة مع انتاجية البئر.
وأوضح معالي وزير الزراعة ان هذه المرحلة من المشروع اشتملت على بناء أحواض شرب الماشية وأشياب لتعبئة الناقلات موضحاً أن أعماق تلك الآبار تتفاوت حسب مواقعها فآبار الدرع العربي آبار يدوية تتراوح أعماقها بين 20 إلى 40م والابار الأنبوبية على الطبقات المائية الرئيسية ذات أعماق كبيرة حيث يبلغ عمقها 1518م بطاقة انتاجية تصل إلى 900 جالون في
والمنة أن يسر هذا الأمر».
وأضاف سموه قائلاً:«والحمد لله المشروع عالج أمر من أهم الأمور التي يحتاجها الانسان في حياته وأسأل الله سبحانه وتعالى أن ييسر باقي المراحل بأن تكون بهذه السلاسة وهذا التوفيق.
وأكد سموه في تصريحه أنه تفاهم مع معالي وزير الزراعة وأبلغه بالبدء فوراً بمشروع تنقية المياه في حريملاء وان ما يحتاجه المواطنون في هذه المحافظة العزيزة على قلوب الجميع سيتم بإذن الله.
بعدها غادر سموه مقر الحفل مودعاً بمثل ما أستقبل به من حفاوة وتكريم.
وحضر الحفل عدد من أصحاب السمو الأمراء والمعالي الوزراء ورؤساء الدوائر الحكومية وأهالي محافظة حريملاء.
بعدها ودع سموه بمثل ما استقبل من حفاوة وتكريم.
ثم توجه سموه الكريم ومرافقوه بزيارة لمستشفى حريملاء العام وكان في استقبال سموه لدى وصوله المستشفى معالي وزير الصحة الدكتور أسامة بن عبدالمجيد شبكشي ومدير عام الشؤون الصحية بمنطقة الرياض الدكتور حمد المانع ومدير مستشفى حريملاء العام الدكتور مشعل بن عبدالعزيز الملحم وعدد كبير من المسؤولين وبدئ الحفل الخطابي بهذه المناسبة بتلاوة آيات من القرآن الكريم.
ثم ألقيت كلمة أهالي محافظة حريملاء القاها نيابة عنهم محافظ حريملاء ورئيس لجنة أصدقاء المرضى زيد بن محمد آل حسين التميمي رحب فيها بصاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن فهد بن عبدالعزيز والحضور وعبر عن سروره بمقدم سموه للمحافظة وتشريفه لهذا الحفل.
بعد ذلك ألقى معالي وزير الصحة الدكتور أسامة بن عبدالمجيد شبكشي كلمة قال فيها «إن من عظيم نعم الله سبحانه وتعالى على هذه البلاد الغالية ان وفق خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي العهد الأمين وسمو النائب الثاني حفظهم الله للقيام بخدمة دينهم ووطنهم ومواطنيهم الأوفياء على ثرى هذا الوطن الطاهر المعطاء الذي يشهد ولله الحمد والمنة نهضة شاملة في كافة الميادين ومن بينها القطاع الصحي وتوفير كافة الخدمات للمواطن من أجل الحفاظ على صحتهم وأمنهم وسلامتهم وتحقيق رفاهيتهم وراحتهم».
ونوه معاليه بما حظيت به وزارة الصحة ولاتزال من دعم كريم وتبرعات سخية ومكرمات جليلة من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن فهد بن عبدالعزيز لافتا معاليه النظر إلى إعلان سمو الأمير عبدالعزيز بن فهد بن عبدالعزيز عن مكرمة خادم الحرمين الشريفين والمتمثلة في تبرعه حفظه الله بتكاليف انشاء وتجهيز مركز تخصصي بسعة مائة سرير وكذلك انشاء وتجهيز مركز لجراحة وأمراض القلب بسعة خمسين سريراً في مجمع الرياض الطبي.
وأبرز معالي وزير الصحة التبرع السخي الذي قدمه سمو الأمير عبدالعزيز بن فهد لمستشفى حريملاء العام والمتمثل في العديد من الأجهزة الطبية الحديثة لتطوير خدمات المستشفى التي يقدمها للمواطنين.
وعبر معاليه في ختام كلمته عن شكره وتقديره لخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز لما يوليه حفظه الله من دعم واهتمام لوزارة الصحة مشيدا بالدور الكبير الذي يوليه صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض وصاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة الرياض لتطوير الخدمات الصحية في منطقة الرياض ومتابعتهما (حفظهما الله) الدؤوبة لكل مشاريع الخير والنماء مما يعود بالنفع للوطن والمواطنين سائلاً المولى العلي القدير ان يمتع خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز بموفور الصحة والعافية وان يحفظ لهذه البلاد الغالية أمنها واستقرارها ورخاءها في ظل حكومتنا الرشيدة.
عقب ذلك القى صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن فهد بن عبدالعزيز الكلمة التالية..
الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه يليق بجلال وجهه وعظيم سلطانه.
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم المبعوث رحمة للعالمين الذي قال المولى جل شأنه عنه {وّمّا أّرًسّلًنّاكّ إلاَّ رّحًمّةْ لٌَلًعّالّمٌينّ} فعلمنا الرحمة والقوة والتكافل وان نكون كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.
أما بعد.. فيسعدني ويثلج صدري ان أكون بينكم في هذا المرفق الطبي الكبير مستشفى حريملاء العام الذي ينتظم في منظومة الخدمات الجليلة والعظيمة التي أقامتها الدولة أيدها الله بتوجيهات من مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز (حفظه الله ورعاه) لتغطي ربوع بلادنا الحبيبة خدمة لابناء هذا الوطن العزيز وتلبية لاحتياجاتهم ومتطلباتهم ليس في المجال الطبي فحسب بل في جميع المجالات والخدمات والمرافق التي تعود على المواطنين بالخير الكثير وعلى بلادنا العزيزة بالرفعة والرقي.
وما هذا المستشفى الذي نحن فيه إلا نموذجا واحدا من تلك النماذج الخيرة والمنظومة الصحية العظيمة التي أنفقت عليها الدولة المبالغ الكبيرة والجهود المتواصلة خدمة لابناء هذه البلاد وتلبية لاحتياجاتهم واستجابة لحاجات الاشقاء العرب والمسلمين الذين تستدعي حالات بعض المرضى منهم الرعاية الطبية الفائقة في مستشفيات المملكة.
ويسعدني افتتاح معمل الاسنان وبعض المرافق والتجهيزات الطبية التي حرصنا على ان تكون على أحدث التقنيات الطبية العالمية لكي ترتقي الخدمات الطبية التي تقدم للمواطنين والمقيمين في هذا المستشفى.
وفي الختام فإنني أدعو الله تعالى لمولاي خادم الحرمين الشريفين بموفور الصحة والعافية وان يجعل ما ينفقه وما يبذله من مال وجهد في موازين حسناته حيث يولي (حفظه الله) دائما حاجات المواطنين جل رعايته وعنايته في جميع المجالات وان يجزيه خير الجزاء وأشكركم وأشكر القائمين والعاملين في هذا المرفق الصحي على جهودهم والله اسأل ان يوفق الجميع للعمل بما يرضيه وآخر دعوانا ان الحمدلله رب العالمين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بعدها قدم معالي وزير الصحة هدية الوزارة لسموه ثم قام سموه بافتتاح معمل طب الأسنان بالمستشفى بعدها غادر سموه مقر المستشفى مودعا بمثل ما استقبل به من حفاوة وتكريم.
حضر الحفل عدد من أصحاب السمو الأمراء والمعالي الوزراء ورؤساء الدوائر الحكومية وأهالي محافظة حريملاء.
من تبرع سموه لمستشفى حريملاء
..ويتلقى هدية
يديم على هذه البلاد نعمة الأمن والرخاء ويسبغ على أهلها النعم ظاهرة وباطنة وان يغيث قلوبنا بالإيمان وبلادنا بالأمطار ويحفظ مولاي وسمو سيدي ولي العهد وسمو سيدي النائب الثاني ويوفق الجميع لما فيه الخير.
ولا يسعني في الختام إلا ان أتوجه بالشكر أولا لله عز وجل ان يسر القيام بهذه الأعمال وادعوه ان يعين على إتمامها ثم الشكر لسيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض على جهوده للارتقاء بهذه المنطقة في جميع المجالات وخاصة في مجال المياه ثم لكل القائمين على هذا المشروع الخير لما بذلوه من جهد وخاصة معالي أخي وزير الزراعة الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز بن معمر وكذلك للأخ معالي وزير المياه الدكتورغازي القصيبي لاهتمامه بهذا المشروع وللجميع مني الشكر والتقدير والله اسأل ان يجعل عملنا خالصا لوجهه وان يوفقنا لما يحبه ويرضاه انه على كل شيء قدير.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
اثر ذلك تفضل سموه بضغط مفتاح التشغيل ايذاناً بافتتاح المرحلة الأولى من المشروع قائلاً:«بسم الله وعلى بركة الله اللهم انفع به المسلمين».
بعد ذلك شاهد سموه الماء وهو يتدفق من البئر ثم قام سموه بجولة داخل المعرض الذي أقيم بهذه المناسبة حيث اطلع على عدد من لوحات تنفيذ المشروع واستمع إلى شرح عن المشروع من المشرف على التنفيذ الجيولوجي للمشروع عبدالرحمن بن فوزان القريشي.
ثم قدم معالي وزير الزراعة المشرف على المشروع الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز بن معمر هدية المشروع باسم الأهالي عبارة عن مجسم حفار لسموه الكريم.
وقال صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن فهد بن عبدالعزيز في تصريح صحفي عقب افتتاح المشروع «احمد الله سبحانه وتعالى على ما تفضل به على خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز ومكنه من التفكير في هذا المشروع الخيري وتمام انشائه ولله الحمد» المرحلة الأولى «كما شهدنا كان هذا المشروع له فوائد كبيرة للمواطنين وبلا شك كلنا نعلم ان مياه الشرب هي عنصر أساسي في حياة كل انسان.. ولله الحمد والشكر والفضل الدقيقة مما يساهم بمشيئة الله بعد استكمال انشاء محطة التنقية عليها لسد العجز الحاصل من مياه الشرب لمحافظة حريملاء والمراكز التابعة لها.
وتحدث معاليه في كلمته عن المرحلة الثانية من المشروع الخيري وبين بأن المشروع يضم 38 بئرا بتكلفة اجمالية تبلغ 87 مليونا و925 ألفا و300 ريال تنفذ بمشيئة الله فور الانتهاء من المرحلة الأولى وتقع نصف تلك الآبار في منطقة الربع الخالي المعروفة بصعوبة تضاريسها مما أدى إلى ارتفاع تكاليفها.
بعد ذلك ألقى الدكتور ناصر بن عبدالعزيز المبارك كلمة الأهالي المستفيدين من المشروع رحب فيها بسمو الأمير عبدالعزيز بن فهد والحضور وقال لقد منّ الله على هذه البلاد بأن سخر لها ولاة الأمر الحريصين على توفير العيش الرغد لأبناء هذا الوطن بدءاً من موحد هذه البلاد المغفور له الملك عبدالعزيز وأبنائه البررة الملوك سعود وفيصل وخالد - رحمهم الله - حتى هذا العهد الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله ـ الذي من ثمراته هذا المشروع الذي أصدر توجيهاته - حفظه الله - بتنفيذه على نفقته الخاصة.
وأشار إلى أن هذا المشروع الخيري لمحافظة حريملاء مكمل لعدد من المشاريع التنموية التي حظيت بها المحافظة فكان لها عظيم الأثر في استقطاب العديد من المواطنين وانتقالهم إليها.
ثم ألقيت قصيدة شعرية بهذه المناسبة بعدها
ثم تم عرض فيلم يحكي مراحل مشروع خادم الحرمين الشريفين لتوفير مياه الشرب لمحافظة حريملاء بعدها ألقى صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن فهد بن عبدالعزيز وزير الدولة عضو مجلس الوزراء رئيس ديوان رئاسة مجلس الوزراء كلمة بهذه المناسبة قال فيها:
الحمدلله رب العالمين القائل في محكم التنزيل {وّجّعّلًنّا مٌنّ المّاءٌ كٍلَّ شّيًءُ حّيَُ} والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أيها الاخوة الكرام..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد..
فان الماء أهم مقومات الحياة بل هو أصل وجود الكائنات الحية وعنصر البقاء بحياة الإنسان والحيوان والنبات على حد سواء والأرض بدون الماء موات قال عز وجل {وّاللَّهٍ أّنزّلّ مٌنّ السَّمّاءٌ مّاءْ فّأّحًيّا بٌهٌ الأّرًضّ بّعًدّ مّوًتٌهّا} وقال تعالى {وّتّرّى الأّرًضّ هّامٌدّةْ فّإذّا أّنزّلًنّا عّلّيًهّا المّاءّ اهًتّزَّتً اّرّبّتً اّأّنًبّتّتً مٌن كٍلٌَ زّوًجُ بّهٌيجُ } ولقد ورد ذكر الماء في كثير من الآيات مقترنا بالحياة أما المناطق التي تندر فيها المياه وتشح الأمطار فلم تكن مراكز حضارة أو أماكن تواجد مدني خلال التاريخ البشري ومعلوم للجميع ان المملكة العربية السعودية على وجه العموم وهذه المنطقة على وجه الخصوص تعاني من شح الأمطار وتخلو من المصادر الرئيسية للمياه من أنهار وبحيرات وكان اعتمادها بعد الله سبحانه على الأمطار التي تأتي سنة وتنقطع سنوات وما معاناة الأجيال السابقة من شح المياه وانعدامها منا ببعيد فربما مرت السنين متتالية دون مطر يذكر فيجف الضرع ويموت الزرع ويرحل الناس هربا من شظف العيش.
ولقد كانت مشكلة توفر المياه عموما والمياه الصالحة للاستعمال الآدمي خصوصا من أولويات واهتمامات هذه الدولة منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن طيب الله ثراه فقد سعت الدولة جهدها وبذلت في سبيل ذلك الغالي والنفيس ووضعت الخطط الطموحة الكفيلة بتأمين المياه وايصالها وفقا للأساليب العصرية إلى كافة المناطق الحضرية وفي أماكن تجمع البادية ومواردها فحفرت الآبار العميقة وأقيمت السدود الضخمة وأخيرا أنشئت مشاريع تحلية المياه العملاقة على الخليج العربي والبحر الأحمر ثم تم ايصالها إلى قلب الصحراء وقمم الجبال ولازالت الجهود متوالية والدراسات الجادة قائمة لتأمين عنصر الحياة للجميع وبكميات كافية.
وكما تعلمون فإن التطور الذي حصل في المملكة خلال العقود الأخيرة وما صاحبه من تحسن في مستوى المعيشة وتقدم في أساليب الحياة نتج عنه تنوع في استعمال المياه وزيادة في استهلاكها مع الحرص على مواصفات معينة في النوعية وحتى يمكن تحقيق مستوى حياة للفرد يجاري مستوى المعيشة في البلاد المتقدمة زاد العبء وتضاعف الجهد ورغم كل الجهود مع كل المشاريع فإن تحقيق الأهداف يحتاج إلى المبادرات الذاتية والجهود الشخصية وتعاضدها وتعاونها مع الجهود العامة لسد الفجوة وتحقيق اشباع الاحتياجات الشخصية من الماء وهذا باب من الخير عظيم وأجره جزيل وهو من قبيل البر غير المنقطع والصدقة الجارية ذات الأجر المستمر ان شاء الله والاتفاق في هذا الصدد من أقرب القربات فهو يحيي النفوس والبلاد.
أيها الأخوة..
من هذا المنطلق وكداب مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه في المبادرة لفعل الخيرات والسعي لسن السنن الحسنة اقتداء بقول المصطفى صلى الله عليه وسلم: من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة وإدراكاً منه لحاجة المواطنين في مناطق شتى من هذه البلاد الكريمة فقد أصدر توجيهاته السامية أيده الله في إقامة هذا المشروع الذي نفتتح اليوم باكورته ويغطي سائر المناطق المحتاجة في المملكة وكان توجيهه الكريم بالاتفاق على هذا المشروع الحيوي من ماله الخاص وليس هذا مجال تعداد عناصر المشروع أو ذكر مفرداته ولن يقف ان شاء الله على ما تم إنشاؤه بل هو مشروع مستمر يعمل على مسايرة النمو البشري ومواكبة الامتداد العمراني وتلكم أهم أولويات مولاي خادم الحرمين الشريفين وتوجيهاته الكريمة دائماً تؤكد على توفير ذلك في الوقت المناسب والأسلوب المناسب دون تراخ وتسويف أو إهمال وتأخير وليس قصدنا ذكر المناقب أو السجايا وإنما نذكر ما نذكره لانه من قبيل التعاون على البر والتقوى ونشر الخير وإشاعة الفضل وإظهار السنة حتى تحتذى ويعمل على منوالها وامتثالا لقول المولى جل وعلا {إن تٍبًدٍوا الصَّدّقّاتٌ فّنٌعٌمَّا هٌيّ} وقوله صلى الله عليه وسلم: وفي كل كبد رطبة أجر، ولان النعم متى ذكرت وأبرزت وشكر الخالق سبحانه عليها كان ذلك سببا للزيادة فالله عز وجل يقول {لّئٌن شّكّرًتٍمً لأّزٌيدّنَّكٍمً}.
وبمشيئة الباري جل وعلا فإن أعمال البر مستمرة وجهود الخير متتالية والبذل والعطاء في مجال أوجه الخير لن ينقطع ان شاء الله والله أسأل ان يجزل لمولاي المثوبة ويعظم له الأجر ويجزيه خير الجزاء ويكتب ذلك في ميزان حسناته وان
|