|
|
لايخفى على احد ان التراث في حياة الأمم والشعوب يمثل تاريخها وقيمها وموروثها ويحكي الكيفية التي عاشها اسلاف تلك الأمم والحضارات والظروف التي عاصروها وتعايشوا معها، وهو يمثل الحصيلة الثقافية والعلمية التي توصلوا اليها، ولم يكن عبثا او من قبيل الصدفة ذاك التفكير والنهج والعمل النير الذي قامت به رئاسة الحرس الوطني منذ نحو ثمانية عشر عاما عندما رأت ابراز الوجه الحقيقي لتاريخ شعبنا الاصيل واظهار حضارته وثقافته وتراثه المجيد ليس ليطلع عليها الشباب والاجيال فحسب بل لترسم للعالم قاطبة الوجه الناصع والموروث الشعبي والتراث المجيد الذي أفرزته أيادي الآباء والأجداد والسلف من قبلنا . وما مهرجان الثقافة والتراث بالجنادرية الا صورة جميلة تعكس حياة بسيطة عاشها سكان الجزيرة العربية ورغم الظروف العصيبة وشظف العيش وسوء الاحوال وقلة الموارد والمصادر إلا ان اسلافنا قد استطاعوا ان يبنوا حضارة عظيمة وثقافة غزيرة وتراثا مجيدا وتليدا وقيما وسلوكا نفاخر بها عبر الازمان، وتعددت الصور والملامح حسب الطبيعة التي قطنها عدد من الاسلاف فتكونت حضارة ضمت شتات قبائل وعشائر وهجر وبواد في بوتقة واحدة ارسى دعائمها موحد البلاد والكيان والعباد الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه، ونرى اليوم العديد من اوجه الثقافة والتراث والموروث الشعبي يميزها عن الاخرى وبالتالي كونت مجموعة موحدة ومتسقة ومكملة لبعضها والمهرجان فرصة لضم جميع الصور والملامح من شرق الجزيرة وغربها ومن شمالها الى جنوبها ومن وسطها، تلك بادرة جميلة وموفقة خطتها رئاسة الحرس الوطني منذ الازل عندما نفذت وتعهدت هذه الفكرة واصبحنا اليوم نشاهدها ونلمسها بل وتعددت وتخطت الحدود حتى اضحت ملتقى عربياً وتظاهرة حضارية ثقافية عربية كبرى، فكم هو رائع وجميل ان نتعرف على ثقافة اجدادنا وآبائنا وعلى تراثهم وعلى الادوات والمصنوعات اليدوية والأواني الفخارية والملبوسات والجلديات والمعادن وعن طرق الزراعة والدياسة والشتاية وعن الموروث الشعبي وملامح الشعر والنثر والقصة، فجدير بنا ان نفخر بتراثنا وارثنا وثقافتنا وجدير بنا ان نمتدح اسلافنا ونقدرهم ونقدر مقاومتهم للظروف الصعبة وتحملهم قسوة العيش المرير، وفخر لنا واعتزاز مانراه بالجنادرية من صورة مشرقة لتراث شعب اصيل كريم فشكرا رجال الحرس الوطني على هذا المجهود الجبار ومزيدا من المهرجانات والفعاليات التي توضح للعالم قاطبة تراثنا المجيد والتليد واناشد المنظمين والقائمين على المهرجان واقترح اعطاء مساحة اكبر للطفل والمرأة والاسرة، وحبذا لو يكون موعد المهرجان باجازة عيد الفطر المبارك ويصاحب بمهرجان سياحي لمدينة الرياض يكون على هيئة «مهرجان للتسوق والسياحة والثقافة» ينطلق منذ 20 رمضان وحتى 20 شوال من كل عام على ان تنطلق فعاليات الجنادرية ثاني ايام عيد الفطر المبارك وتستمر اسبوعين او ان يتم عمل المهرجان في بداية عطلة الصيف ولمدة شهر كامل وتكون الجنادرية من ضمن فعاليات المهرجان كما نناشد بتخصيص برنامج وجائزة كبرى للفروسية نظرا لقرب الميدان من الجنادرية وتلحق مع سباق الهجن الكبير وبالتالي تصبح الفروسية من ضمن نشاط الجنادرية كسباق خاص وجائزة كبرى خاصة باسم المهرجان. |
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |