دائماً نتوقع أن الحظ هو العدو المتقلب في حياتنا الذي «يلعب على الحبلين» كما يقال عند البعض فهو على الخط المعاكس دائماً، فمثلاً السيارة لا تتعطل إلا عندما نكون قاصدين مشواراً مهماً، وألم الأسنان لا يبدأ إلا عندما نكون في حفلة مع الأصدقاء، وخصوصا مع الأكل، والحذاء الذي أعجبك وأردت شراءه لا يوجد بالمحل مقاسك، وعندما تجده في المحل الآخر لن يكون بنفس اللون الذي تريد، حتى لو أتتك ثلاث دعوات من أصدقائك لحضور زواجهم، فحتماً ستكون كلها في نفس اليوم، وإذا كنت تشاهد مباراة نهائية ومهمة لفريقك فهدف الفوز لن يسجل إلا عندما تذهب إلى المطبخ لتشرب، أو عندما ترد على هاتف مزعج طلبك. هذه هي الحياة، فالطموح والواقع يكون الرابط بينهما قليل من الحظ أو بالأصح التوفيق:
تريد أن تكون الأول في صفك وتقبل أن تكون في الوسط وتنتهي في المؤخرة.
تصر على وظيفة بمرتب عالٍ وتقبل بأي وظيفة وتنتهي بطلب فلوس من أمك.
تطمح أن تكون وزيراً وتقبل أن تكون مديراً عاما وتنتهي وكل أملك موظف على بند الساعات.
تريد أن تكون ثرياً وتقبل ألا تكون مديناً للناس وتنتهي والشرطة والبنك يطاردانك للسداد.
تحلم بالزواج من فتاة جميلة وتنتهي بالزواج من دميمة.
تريد أن تزوج ابنتك تاجراً مشهوراً.. وتقبل أن يتزوجها ابن الجيران الفقير.
تحلم ببيت الأحلام وتقبل بشقة وتنتهي با لبقاء في بيت العائلة، وأنت متزوج ولك خمسة أطفال.
تريد سيارة بورش حمراء وتقبل أي سيارة حمراء وتنتهي بدراجة هوائية وليست حمراء أيضاً.
تريد أفضل طاولة في مطعم فرنسي كلاسيكي وتقبل بطاولة في إحدى الزوايا بأحد المطاعم وتنتهي بساندوتش.
تطمح في كلية الهندسة او الطب وتقبل في أي كلية أخرى وتنتهي بمعهد متوسط
تريد أن تستمع لعبد الحليم وتقبل أن تستمع لعبد المطلب وتنتهي بعبدالرحيم.
كنت تحلم بتحرير فلسطين كلها وتقبل بتحرير ربعها من أجل السلام، والآن لا تستطيع أن تحرر قرية فيها.
تريد أن ترضي والديك وتقبل أن ترضي نفسك واليوم لا ترضي أحداً.
تريد أن تشاهد برنامجاً حيادياً وتقبل ببرنامج الرأي والرأي الآخر وتنتهي بمشاهدة مجرد رأي.
ماذا أزيد؟ هل هي الحياة التي تبدو دورتها هكذا، أم هو الحظ الذي يعاند في كل مرة، ولكن باعتقادي أنها الحياة فهي تراكم سنوات تضم كل سنة منها 365 يوماً خيبة أمل، وكل خيبة منها تتجزأ.. ولن أكمل حتى لا أصبح متشائماً أو تقولوا أني بالغت في التشاؤم، وأنا معكم فخيبة الأمل ممكن أن تنقلب إلى فرصة أفضل مع القادم.
| 
