في عدد يوم الخميس الصادر بتاريخ الثالث عشر من شهر ذي القعدة نقلت لنا «الجزيرة» ما قدمه المشاركون في ندوة الفضائيات العربية بين النقد والتقويم والتي عقدت في الجنادرية يوم الثلاثاء الحادي عشر من شهر ذي القعدة.
وذكر الدكتور عبدالقادر طاش ان عدد الفضائيات العربية حسب آخر احصائية نحو 140 قناة وان ما نسبته 56 في المائة من المواد التي تبثها تنتمي إلى فئة برامج التسلية السطحية والترفيه الرخيص في حين تصل نسبة البرامج الثقافية 13 بالمائة فقط ولا تزيد البرامج والتقارير الاخبارية عن 5 بالمائة. والمؤسف حقاً ان هذا هو حال الفضائيات العربية لم يتغير حتى بعد الحادي عشر من سبتمبر حيث تصاعدت الحملة الغربية ضد العرب والمسلمين وأصبحت لا تواري مشاعر العداء والكره لنا وقد كانت فيما مضى تلميحاً لا تصريحاً.
بل ان الفضائيات العربية سوى عدد قليل جداً منها أصبحت مكررة للقنوات الغربية ولكن بقالب عربي. وكنت قد اطلعت على دراسة أجراها قسم الخدمة الاجتماعية بمستشفى الملك فهد بجدة من المناسب ذكر نتائجها هنا حيث بينت ان أكثر من ثلاث وثمانين بالمائة مما نشاهده في الفضائيات العربية مخالف لقيمنا وأعرافنا وتقاليدنا وديننا قبل كل شيء. إن الإعلام هو السلام الذي بإمكاننا استخدامه دون تخوف حيث بإمكاننا عرض قضيتنا العادلة واننا أصحاب حق مغتصب وان نعرف العالم أكثر بالإسلام.
وان مشاعر الكره والعداء لأمريكا من الشعوب العربية إنما هو بسبب سياستها غير العادلة والتي تكيل بميكالين فالدفاع عن النفس هو حق مشروع لطائفة بينما هو عنف وتطرف وارهاب لطائفة أخرى وذلك عندما لا يتوافق والمصالح الأمريكية. والمؤسف ان بعض الفضائيات العربية قد وجهت سهامها لدول عربية أخرى في وقت ما كان على العرب والمسلمين ان يتحدوا مثله.
فهل يستدرك القائمون على الإعلام في بلاد العرب ما فات أم يحق لنا ان نقول للغرب: ابشر بطول سلامة يا مربع؟!
محمد نزال العنزي
أخصائي علوم أشعة مستشفى الملك فيصل بالقريات
|