لعل أبرز ظاهرة أصبحت لافتة للنظر في مجتمعنا الآن.. هي «التسوّل» فقد أخذت تزداد بطريقة مزعجة هذه الأنماط من الناس الذين يتوافدون في كل مرة بحجة حاجتهم الى الطعام والشراب عند فتح باب الحج والعمرة، فقد يتوافد مع كل قادم معتمراً أو حاجاً نسبة تقدر بـ60% من مجموع الوافدين الذين يقدمون على البلاد لأداء فريضتي الحج والعمرة، ويتخذ هؤلاء البلاد موطناً وملاذاً لهم، ويحيا أكثرهم في الاحتيال على الناس ويتظاهرون في صور حال البؤس والشقاء، وأنا على ثقة أن هذه الأرتال من البشر الذين يتوافدون كل عام مثل موج البحر، فقد يمثلون خطراً على المواطن وأمن البلاد.!
ونحن بالدرجة الأولى نلقي باللوم على المواطن والذي يحمل في قلبه كماً هائلاً من الرأفة والرحمة تجاه هؤلاء المتسولين، فتفتح لهم البيوت وتغدق عليهم العطاءات أكثر من حاجاتهم، خاصة ربات البيوت السيدات الرحيمات اللاتي يسارعن في استضافتهم وإعطائهم ما يلزمهم وأكثر من حاجتهم.. حتى اعتادوا التسول والاحتيال على الناس الطيبين الذين تخدعهم المظاهر الكاذبة المتصنعة.!
ويبقى المواطن أسير هذه الفئة التي تعيش على هامش الحياة، يقرعون الأبواب ليلاً ونهاراً غير مكترثين بأي شيء ولا يخشون من ينهرهم، لأنهم ألفوا من يعطيهم ويسد حاجاتهم.!
أما البعض الآخر فيأخذ بأسلوب مختلف ويبحث عن رزقه بطريقته الخاصة مثل نبش الحاويات وبيع علب المرطبات، وغير ذلك من الأساليب ليجنوا منها ربحهم أو ما يسد رمقهم من جوع أو عطش..!
وأخذت هذه الظاهرة تتكاثر وتفعل ما تشاء دون خوف من أحد، لأنها لم تجد الرادع لها، وقد سمعت من القصص ما يزعج من جراء المشكلات والشغب التي يثيرونها دائماً..!
وإني أنبه إلى خطر هؤلاء الفئة من الناس الذين يجوبون المدينة، بل المدن ويخربون مظهرها بنبش حاويات القمامة وما يلقى فيها من مخلفات مما يساعد على نشر الروائح الكريهة وانتشار الذباب والبعوض، لأنه وجد مصلحة في ذلك.!
وناهيك عما يقترفونه من سرقات وسطو وغيرها من المشكلات التي تحدث.
وعلينا كمواطنين أن نتخذ الحيطة والحذر من هذه الفئة المتسولة الذين يتوافدون بأعداد هائلة، والتبليغ عنهم وعدم مساعدتهم والتستر عليهم. بل إنني أهيب بالمسؤولين في هذه الأرض الطيبة ألا تأخذهم مع هؤلاء هوادة، خاصة بعد انتهاء الفرائض، وعدم السماح لهم بالبقاء أكثر من المدة المحددة.! لأن بقاءهم فيه ضرر علينا، لننعم بالأمن والأمان ولنتفادى أضرارهم.!
وقانا الله وكفانا إنه سميع مجيب.
|