أتعبتُ مضطجعي فهمي مغرقُ
إذا القريضُ مسيطرٌ ومؤرق
ما شأنُ أحلام الصبابة والهوى
ما بالُ دمعُ العينِ لا يترقرقُ
وهواجس بين السقام مقيمةٌ
مرتاحة وأنا عليها مشفقُ
بين الجوانح خافقٌ.. من يأسه
متوجعٌ وبرغم ذلك يخفقُ
حاولتُ ان أمضي به نحو المنى
منأى الاباة لأنه يتمزق
وعلى الزعاف تسابقت خطواته
خوفي عليه بها يموتُ ويغرقُ
غنى لأيام الصفاء وانهُ
متفائلٌ متهللٌ متخلقٌ
جافى عبوسات الزمان فما اشتكى
ابدا وفي آلامه يتألقُ
يفضي لأرباب الوفاء ببوحه
وكأنه من عطرهم يستنشقُ
وعلى هدير الموج يسبحُ راضيا
وبسطوة الآلام فهو مطوقُ
وعلى عناقات الوداع تزفهُ
غيداء تبكي بالدموع وتشهقُ
يا قلبي الباكي على أحزانه
إني أرى روح الملالة تزهقُ
فأجيب ذاتي والجراح شواهدٌ
وغلالة الأحزان فيها تحرقُ
حزني جليدي الشقاء وانه
متجهم مستوحش.. مستغرق
فكأنه والسقم الفا عاشق
عبثت به الأسباب لا تترفق
جفت زهور الروض حتى شارفت
باب الردى والظن حينا يصدق
أنا في سماء الحب طير صادح
أنا في صفوف العطر مسك يعبقُ
داعبت رغم لظى الجراح سنابلي
وحملتُ في كفي روحا تغدق
ونزعت من قلبي مواجد شامت
لأهيم في روض المنى وأحلقُ
فإلى نهايته ليصبح قانعا
فتعود ذكراه الجميلة تشرق
اني عن الدنيا ومنها راحلٌ
فالعمر يجري والمنية تسبقُ
ويزيدني رزء الحياة تبسما
أني من الذكرى أعيش وأرزق
ما العمر في دنياي إلا هجعةٌ
وأسيرها بعد النوائب يطلقُ
واذا رحلت وكل حي راحلٍ
فلمن بحبي والرضا أتصدق؟