في دارته الجميلة يستقبلك الأستاذ «فهد العريفي» بما يحمل من شمائل الكبار.. يحيّيك بابتسامته، وإشراقة محياه، وتأخذُهُ عندما يراكَ أريحيةُ الكريم، وقبل أن يسألك عن الحال والأخبار يفاجئك باعتذار يخيّل إليك معه أنك لأول مرة تعيش الخجل والحياء أمام رُقيِّ الإنسان، وأنموذجيته.. نعم.. يعتذر إليك الأستاذ الكبير «فهد العريفي» لأنه لايستطيع أن يهُبّ واقفاً لاستقبالك والسلام عليك، يعتذر مع أنه شفاه الله وعافاه هو صاحب الحقّ وهو مَنْ ينبغي الاعتذار منه.. غير أَنه يبقى وهو الانسان الشريف والوطني النظيف على صلة وثيقة لا تنقطع بصفاته وما عوَّدَهُ عليه أبوه وأصله، وما تربَّى عليه منذ أيامه الأولى.
الأستاذ.. الكاتب.. المشفق في تناوله على إنسان وطنه «فهد العُريفي» يزهو الآن برغم معاناته عافاه الله بمحبة الناس والأصدقاء والأحباب من حوله.. ويخضلُّ بهذه المشاعر والعواطف التي تَغْدُو إليه وتروح في كلّ حين... وهو بدون شكّ أهل لها وكفؤٌ للمزيد من المحبة والمودة.
هل تريد أيها الحبيب في كلِّ جهات الوطن.. هل تريد أن تخضلَّ أنت وتسعد وتحتفل وتبتهج بالأنموذج الوطني الصادق النبيل العريق الذي يملأُك بالاغتباط وخلاصة المسرّة إذاً فاذهبْ، وتأملْ الأستاذ الكبير: «فهد العُريفي»؟! إنّك لحظةَ أن تراه كما عرفته وعهدته سوف تشدُّ على يده وتشعر بفيض من المودّة.. وسوف لا تملك إلاّ أَنْ تقبّل جبينَه الزاهي بالعزّة والرفعة والتواضع والنقاء والطيبة عندما تزور أستاذ الجميع في دارته، وتسعدُ بشخصه وأخلاقه، وتشعر بالفخر وأنت ترى أبناءَه الرائعين مِنْ حوله وهم يهشّون ويبشون ويحيُّون ويرحبّون.. ساعتَها ستتأكد تماماً من أنّ «وصلةً» وطنيةً صادقةً ستهطل بغزارة بين جوانحك، وأن لحناً كريماً من الانتماء غاب عنك أَنّه يتفجّر الآن بين منابت وَجْدِك ووُجْدانك.. وفي الوقت الذي ندعو فيه لأستاذنا ووالدنا وكاتبنا الكبير بالشفاء والعافية نعبّر بصدق عن الفقدان الموجع لكتابته وكلماته وتناولاته الوطنية غير أن الأمل الكبير المتواصل يخضل يوماً بيوم.. الأمل في شفائه التام بإذن الله، الأمل في عودته سالماً إلى حروفه وكلماته وزاويته، وإلى شواطىء قرائه وأحبابه.. لنرفع معاً أكفَّ الدعاء إلى المولى بأنْ يَمُنّ على الحبيب الأستاذ «فهد العُريفي» بالشّفاء التام والعافية الدائمة، وبطول العمر على خير وبركة...
ياوطني الكبير.. كم أنت مبهجٌ بنماذجك الحضارية الحقيقية التي لا تسعى خلف الوجاهة الكاذبة، ولا تحرص على الاستعراض المزيف، ولا تُفنى أعمارها خلف المكاسب الشخصية... وكم أنت منتصب القامة مرفوع الرأس بأبنائك الأوفياء الأصفياء الذين يزدادون بمرور العمر والزمن وبتحولات المكان يزدادون تواضُعاً وجمالاً ورقياً وحضارة ومحبةً ومودةً لدى الآخرين من المريدين وغير المريدين.. وكفى بذلك تألقاً في قراءة أجمل قصائد الأرض والوطن.
|