* واشنطن سول الوكالات:
جدد الرئيس الأمريكي جورج بوش الالتزام بنهج العمل الجماعي الدولي للضغط على كوريا الشمالية لحملها على التخلي عن برنامجها النووي، محذرا هذه الدولة من اللجوء إلى الابتزاز في وقت تواصلت المساعي التي تبذلها كوريا الجنوبية مع جارتها الشمالية لتسوية الأزمة النووية، لكن هذه المساعي أصيبت بإحباط بعد عدم تمكن مبعوث جنوبي من مقابلة الزعيم الكوري الشمالي.
وقال الرئيس الأمريكي إن كوريا الشمالية تستخدم برنامجها للأسلحة النووية «للتحريض على الخوف وسعياً للحصول على تنازلات» لكنه تعهد بإيجاد حل سلمي للأزمة.
وأضاف بوش قائلا في خطابه عن حالة الاتحاد أمام جلسة مشتركة لمجلسي الكونجرس «أمريكا والعالم لن يخضعا للابتزاز».
وبدأت المواجهة في اكتوبر/تشرين الأول الماضي عندما كشفت الولايات المتحدة النقاب عن أن بيونج يانج اعترفت بمواصلة برنامج سري لتخصيب اليورانيوم في تحد لاتفاقية وقِّعت عام 1994.
وقطعت الولايات المتحدة بعد ذلك امدادات الوقود مما دفع كوريا الشمالية إلى الانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي وطرد مراقبي الأمم المتحدة النوويين.
وقال بوش «طوال عقد التسعينات اعتمدت الولايات المتحدة على إطار عمل تفاوضي لمنع كوريا الشمالية من اكتساب أسلحة نووية... ونحن متأكدون الآن أن النظام هناك يخدع العالم ويطور تلك الأسلحة طوال الوقت واليوم فإن النظام الكوري الشمالي يستخدم برنامجه النووي للتحريض على الخوف وسعيا للحصول على تنازلات».
ومع تركيز إدارته على نزع سلاح العراق بالقوة إذا اقتضت الضرورة فإن بوش يسعى إلى تصوير المواجهة مع كوريا الشمالية على أنها مشكلة دولية وحشد تأييد حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة وحلفاء آخرين لحل الأزمة دبلوماسيا.
وقال «أمريكا تعمل مع... كوريا الجنوبية واليابان والصين وروسيا لإيجاد حل سلمي وإقناع الحكومة الكورية الشمالية أن الأسلحة النووية لن تجلب لها إلا العزلة والكساد الاقتصادي واستمرار المصاعب».
ومن جانبها قالت كوريا الشمالية إنها أكدت لمبعوث كوري جنوبي أنها مستمرة في المطالبة بمفاوضات مباشرة وإبرام معاهدة عدم اعتداء مع الولايات المتحدة لتسوية الأزمة المتعلقة ببرنامجها النووي.
وقد عاد لي دونغ يون مبعوث الرئيس كيم داي جونغ أمس الاربعاء إلى سيول بدون أن يتمكن من لقاء الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ ايل مما خيَّب الآمال التي كانت معقودة على مهمته.
وانتظر المبعوث الكوري الجنوبي حتى ساعة متأخرة من ليل الثلاثاء في بيونج يانج عاصمة كوريا الشمالية لاجتماع متوقع مع كيم، لكن الزعيم الكوري الشمالي لم يحضر.
ولم يعلن سبب لامتناع كيم عن استقبال لي الذي كان يحمل رسالة من الرئيس الكوري الجنوبي كيم داي جونج.
وقالت وكالة الأنباء نفسها إن محادثي المبعوث الجنوبي ومن بينهم الأمين العام للحزب الحاكم كيم يونغ سون طلبوا إجراء مفاوضات مباشرة مع واشنطن وابرام معاهدة عدم اعتداء معها.
وأضافت الوكالة «أنها الوسيلة الوحيدة لتسوية المسألة النووية في شبه الجزيرة الكورية بطريقة عادلة».
ونشرت الوكالة هذا النبأ بعد خطاب الرئيس الأمريكي جورج بوش عن حال الاتحاد، من دون الإشارة إليه.
|