* واشنطن الوكالات:
اتهم الرئيس الامريكي جورج بوش النظام العراقي بازدراء الامم المتحدة واستغل خطابه عن حالة الاتحاد لتهيئة الشعب الامريكي لحرب محتملة مع العراق وطلب من مجلس الامن الدولي الاجتماع في الخامس من فبراير شباط للاستماع الى أدلة جديدة بشأن اسلحة الدمار الشامل العراقية.
وبينما يجتمع مجلس الامن اليوم لبحث مدى إذعان بغداد لعمليات التفتيش عن الاسلحة يتوجه بوش الى جراند رابيدز في ولاية ميشيجان الامريكية للترويج لسياساته الداخلية التي تطرق اليها أيضا في خطاب حالة الاتحاد الذي ألقاه الليلة قبل الماضية.
واتهم بوش بغداد بازدراء مطالب الامم المتحدة الخاصة بنزع اسلحة الدمار الشامل وقال ان (ساعات حاسمة ربما تنتظر) القوات الامريكية الموجودة في منطقة الخليج.
وقال بوش في خطابه بقاعة مجلس النواب امام جلسة مشتركة لمجلسي الكونجرس والذي بثته محطات التلفزيون على الهواء مباشرة (اذا فرضت الحرب علينا فاننا سنقاتل بكل قوة وقدرة القوات المسلحة للولايات المتحدة .. وستكون الغلبة لنا).وبدأ بوش كلمته الساعة التاسعة من مساء الثلاثاء بتوقيت شرق الولايات المتحدة (0200 من صباح امس الاربعاء بتوقيت جرينتش) وذلك بعد يوم واحد فقط من ابلاغ مفتشي الاسلحة الامم المتحدة ان العراق لا يتعاون معهم بشكل كامل.ويرى البعض ان الخطاب حاسم لمحاولة بوش حشد تأييد لحرب محتملة وطمأنة الامريكيين القلقين من ضعف الاقتصاد الامريكي. وهناك قلق متزايد بين الامريكيين حيال مهاجمة العراق وحث اعضاء في مجلس الامن واشنطن على اعطاء المفتشين مزيدا من الوقت.
ووجه بوش حديثه الى القوات الامريكية في منطقة الخليج قائلا (كثيرون منكم يتجمعون الآن في الشرق الاوسط وبالقرب منه وربما تنتظركم ساعات حاسمة. وفي تلك الساعات فان نجاح قضيتنا سيعتمد عليكم).
وعزز هانز بليكس رئيس مفتشي الاسلحة التابعين للامم المتحدة موقف الولايات المتحدة تجاه العمل العسكري قائلا (يبدو ان العراق لم يقبل بحق حتى الآن بنزع الاسلحة الذي طلب منه).
وقال بليكس لمجلس الامن الدولي يوم الاثنين ان العراق فشل في الرد على اسئلة حاسمة بشأن صواريخه طويلة المدى وبرامج اسلحته البيولوجية والكيماوية.
لكن دولا اعضاء في مجلس الامن هي روسيا وفرنسا والمانيا والصين وايضا الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان قالوا ان عمليات التفتيش تجري وانه يتعين اعطاؤها مزيدا من الوقت.
وفي محاولة لاقناع الحلفاء المتشككين دعا بوش مجلس الامن الى الاجتماع في الخامس من فبراير شباط (لبحث حقائق التحدي العراقي الحالي للعالم).
وأضاف (وزير الخارجية الامريكي كولن باول سيقدم معلومات ومعلومات مخابرات) الى مجلس الامن عن برامج العراق للاسلحة المحظورة ومحاولاته لاخفاء هذه الاسلحة عن المفتشين وعلاقاته بجماعات ارهابية).
واتهم بوش الرئيس العراقي صدام حسين باظهار (ازدراء تام) للامم المتحدة بممارسة الخداع بدلا من ان ينصاع لمطالبها لنزع سلاحه.
وقال الرئيس الامريكي انه على مدى الاثني عشر عاما الماضية دأب صدام بشكل منظم على خرق اتفاقات الامم المتحدة التي تلزمه بالتخلص من اسلحته للدمار الشامل.
وأضاف قائلا: (قبل ثلاثة اشهر تقريبا اعطى مجلس الامن الدولي صدام حسين فرصته الاخيرة لنزع السلاح. لكنه بدلا من ان يفعل ذلك فانه أظهر ازدراء تاماً للامم المتحدة ولرأي العالم... دكتاتور العراق لا ينزع سلاحه بل على العكس انه يخادع).وقال بوش ان (اعظم خطر يواجه امريكا والعالم.. هو النظم الخارجة على القانون التي تسعى لامتلاك اسلحة نووية وكيماوية وبيولوجية).
ومضى قائلا (هذه النظم يمكن ان تستخدم مثل هذه الاسلحة في الابتزاز والارهاب والقتل الجماعي. ويمكنها ايضا ان تقدم او تبيع هذه الاسلحة الى حلفائها من الارهابيين الذين سيستخدمونها دون ادنى تردد).
ويطلب الديمقراطيون من البيت الابيض وعلى رأسهم السناتور ادوارد كنيدي تعزيز مزاعمه بشأن العراق وتقديم مزيد من الادلة. ولم يعثر مفتشو الاسلحة حتى الآن على اي دليل هام على وجود اسلحة دمار شامل في العراق. وتنفي بغداد بشدة امتلاك مثل هذه الاسلحة.
ولم يتطرق بوش تقريبا للمشكلة الفلسطينية الاسرائيلية خلال كلمته. وحصر حديثه عن هذه الازمة في جملة واحدة هي (في الشرق الاوسط سنواصل البحث عن سلام بين اسرائيل آمنة وفلسطين ديمقراطية).
كما تحدث عن (المنظمات الإرهابية) وقال ان الولايات المتحدة تقود العالم في (مواجهة لهزيمة شر الإرهاب الدولي الذي يصنعه البشر).
وقال (لا يمر يوم دون ان اعرف شيئاً عن تهديد جديد او اتلقى تقارير عن عمليات او أصدر أمراً في هذه الحرب العالمية ضد شبكات القتلة، الحرب مستمرة وسننتصر).
ومضى بوش يقول (اعتقل اكثر من ثلاثة آلاف مشتبه به في عدة دول ولقي كثيرون آخرون مصيراً مماثلاً.. لم يصبحوا مشكلة للولايات المتحدة ولاصدقائنا وحلفائنا).
وتابع (نعمل عن كثب مع دول اخرى لمنع وقوع مزيد من الهجمات).
وتوعد بوش الإرهابيين قائلا (يعرف الإرهابيون واحداً واحداً معنى العدالة الامريكية سنتذكر ونحن نخوض هذه الحرب اين بدأت.. هنا في بلادنا حكومتنا تتخذ إجراءات لم يسبق لها مثيل لحماية شعبنا والدفاع عن وطننا).
وأعلن بوش إنشاء مركز للاستخبارات لتقديم تحليل دقيق ومتكامل للتهديدات الارهابية الخارجية والداخلية التي تواجه الولايات المتحدة.
وقال بوش في خطابه عن حالة الاتحاد (منذ الحادي عشر من سبتمبر عملت اجهزتنا للاستخبارات وتنفيذ القانون بشكل وثيق اكثر من اي وقت مضى لتعقب وتحطيم الارهابيين).
واضاف قائلا (والليلة اصدر تعليماتي الى قادة مكتب التحقيقات الاتحادي والمخابرات المركزية ووزارة الامن الداخلي ووزارة الدفاع لانشاء مركز لمواجهة التهديدات الارهابية لتجميع وتحليل كافة المعلومات الخاصة بالتهديدات (الارهابية) في موقع واحد).
ولا يحتاج بوش الى موافقة الكونجرس لانشاء المركز الجديد.
وقال مسؤول كبير بإدارة بوش ان الجهاز الجديد الذي سيرأسه جورج تينيت مدير وكالة المخابرات المركزية الامريكية (سي.اي .ايه) ويضم المخابرات المركزية ومكتب التحقيقات الاتحادي (اف. بي.اي) ووزارة الامن الداخلي ووزارة الدفاع (البنتاجون) ستكون مهمته تحسين حماية الامريكيين والحيلولة دون تكرار الهجمات التي شنت على الولايات المتحدة في الحادي عشر من سبتمبر ايلول 2001.
|