الملمات تجمع...، ويتقاطر النَّاس حول الحزن...
ليس لأنَّ الحزن يُطهِّر...
بل لأنَّ الحزن يُذكِّر...
وكما يذكِّر الحزن... فإنَّ الفجائع ترخي عنان الغرور في الإنسان!
لم يكن من اليسير على أولئك النَّافخين في كير عنفوانهم، أو همم كبريائهم أن يرخوا لها العنان. ويدعوها تستريح، تتغذَّى من خشاش أرض الواقع، وتنهل من روافد مسارب الطَّبيعة... لولا أنْ يأتيهم التَّذكير...، يدعوهم للتَّطهير....
والأفراح قد تجمع... وقد يتقاطر النَّاس حول الفرح...
ليس لأنَّ الفرح بارقٌ باقٍ...
بل لأنَّه طائفٌ مارق...
لكنَّ لحظاته القليلة... إن أحسن التَّعامل معها الإنسان نجا بميزانه، وإن أطلق فيها الخيال لطموحاته وأطماعه، سقط في هوَّة فراغه...
وفراغ الفرح خسران...
أقلُّه النَّدم، وأكثره حرق النِّيران...
والإنسان...
بين مُلمَّة
وبين فرحة
فأيُّهما يُذكِّر؟ وأيُّهما يُطِّهر؟!
وأيُّهما ينجِّي؟ وأيُّهما يصيب؟
تلك اللَّحظة التي يحتاج إليها الإنسان، كي يوقف توالي خطوته، في لحظة تذكُّر
واستعادة، وتفكُّر واستزادة...
ثمَّ لعلَّه وهو يعاود الرَّكض، فرَّاً وكرَّاً أنْ يكون قد عرف كيف يمسك باللِّجام؟
ومتى يرخي العنان؟...
فالحياة له هبَّةٌ...
فهو إمَّا كاسب وإما خاسر...
وهو بين حزن وفرح؟! فإلى أيِّ الكفَّتين سيصل به مِقوده؟!
|