* مكة المكرمة عبيد الله الحازمي:
واصلت ندوة مشكلة الزحام في الحج وحلولها الشرعية التي نظمها المجمع الفقهي الإسلامي في رابطة العالم الإسلامي، برعاية صاحب السمو الملكي الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز، أمير منطقة مكة المكرمة، ورئيس لجنة الحج المركزية أعمالها في مقر الرابطة بمكة المكرمة وذلك صباح أمس الأربعاء 26/11/1423هـ.
وقد عقدت الندوة جلستين ناقش خلالهما المشاركون الحلول الشرعية لمشكلة الزحام في الحج، حيث ترأس الجلسة الأولى معالي الدكتور الشيخ صالح بن عبدالله بن حميد رئيس مجلس الشورى، وخلال الجلسة استعرض المشاركون أسباب الزحام ومواطنه وأضراره، واستمعوا إلى البحوث المعروضة وناقشوها، حيث قدمت بحوث في الفقه وأخرى في الهندسة خاصة بموضوع الزحام في المسجد الحرام، وهو موضوع الجلسة الصباحية التي شارك فيها بالبحوث كل من فضيلة الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس والأستاذ الدكتور عبدالله بن حمد الغطيمل والدكتور عمر أبو رزيزة والدكتور عبدالله فودة، والعميد متقاعد جاسر بن محمد العساف، كما ناقش المشاركون في الندوة ورقة عمل حول الزحام في المسجد الحرام أعدها كل من المقدم علي بن عبدالله الشهري والمقدم يونس بن عبدالله الأنصاري.
وخلال الجلسة بيّن الباحثون أن الأخطاء التي يرتكبها بعض الحجاج تزيد من مشكلة الزحام في البيت الحرام مثل الإصرار على أداء ركعتي الطواف عند مقام ابراهيم عليه السلام والتمسح بالكعبة والتوقف عند الركنين ومدافعة بعض العامة من الحجاج والبعد عن الأناة لدى بعضهم الآخر،
وبيّن الباحثون أن الدين يسر وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما خيّر بين أمرين إلا اختيار أيسرهما، وخلصوا إلى تقديم بعض الاقتراحات المدعمة بالنصوص الشرعية لحل مشكلة الزحام في المسجد الحرام مؤكدين على ضرورة التوعية الشاملة فيما يتعلق بالأخطاء التي يقع فيها بعض الحجاج، وكان مقرر الجلسة فضيلة الدكتور عثمان بن ابراهيم المرشد.
أما الجلسة الثانية فقد عقدت برئاسة معالي الأستاذ الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي، الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، وموضوعها «الزحام في منى والجمرات»،
وقد نوقشت في الجلسة البحوث المقدمة من كل من الأستاذ الدكتور محمد مصطفى الزحيلي، والأستاذ الدكتور علي محيي الدين القره داغي، والدكتور عمر أبو رزيزة، والدكتور محمد عبدالله إدريس، وقدمت في الجلسة ورقة عمل حول موضوع الزحام في منى والجمرات، أعدها العقيد علوش بن فارس القحطاني،
وخلال الجلسة ناقش المشاركون المقترحات التي عرضها الباحثون، مستعرضين مواطن الزحام في منى، مقارنة بنسك الحج فيها، ولاحظوا أن أرض منى محدودة ومحصورة، والحجاج يتضاعفون يتجاوز عددهم المليونين،
وأشاروا أن مشكلة الزحام في منى جسيمة، أدت في السنوات الأخيرة إلى الخنق والموت تحت الأقدام وهذا من أكبر الكبائر لأنه أزهاق للنفس البريئة الطاهرة، وتوقفوا عند القاعدة منح الحرج في الدين، وما يستمد منها من فقه: {وّمّا جّعّلّ عّلّيًكٍمً فٌي الدٌَينٌ مٌنً حّرّجُ} وعرض الباحثون والمشاركون عددا من الحلول الشرعية لحل مشكلة الزحام في منى.
وفي نهاية الجلسة أعرب المشاركون عن تقديرهم لرابطة العالم الإسلامي ولمجمع الفقه الإسلامي فيها على الاهتمام بمعالجة مشكلات المسلمين من خلال منظور شرعي، ودعوا إلى مواصلة إقامة مثل هذه المناشط النافعة.
| 
