وطبع صفعة على وجه الصغير
بكى ثلاثاً ثم قبّل الوجه ومضى،
كان يعرف أنه سيصل إلى هنا حيث تضيع الحجج
لكنه جاء...
مثقلاً بحكايا الناس عن غربته وما رافق ذلك من أكاذيب.. عن قرار فصله من العمل قال له .. الصغير: «أنت ما تحبني.. وين الهدية» لم يجبه أولاً وثانياً. وثالثاً جادت صرخة الصغير الآمرة كطلقة.. هزت كل ثباتِ الاب وأطاحت بكل حكمة تسربل بها طوال عمره.. لتسبق كفّه نبض حبّه..
لتطبع الصفعة الأولى، لم يتمالك نفسه- فخرج مسرعاً نحو الشوارع التي تقاذفته وانين دواخله- يصاحب انفاسه التي تكاد تبوح بالسر.
ليدخل في حلمه الأبدي.. «البحث عن عمل»
ليستعيد الكثير من هدأة روحه عندها فقط - اصبح «لنومه» صوتاً وللصوت مخارج حروف- وللحروف دلالات
ليسرف في حلمه..
قال باكياً سآتي لزوجتي بستائر جديدة وسوار من «ذهب».. سأجلب لابنتي «شراشف غير بالية - يطرزها «الورد من أطرافها.. لا.. ستكون ملّوناً بقوس قزح.. او حتى «مرسوماً عليها- عصافير صغيرة»..
وسأعطي جارنا «الدفاية» القديمة واستبدلها بواحدة حمراء «على الكهربة».
وسأشتري سيارة لطالما تمنيتها بلون أخضر وسأذهب فوراً لصاحب «البيت» وارمي في وجهه- إيجار سنة مقدماً- أو سنتين وسأشتري لي «ثوباً» للعيد.. وآخر للعمل أما الصغير المشاكس ساشتري له مسجلاً صغيراً بسماعتين صغيرتين..
وقبل ان يكمل «أحلامه» كان قد صعقه منظر زوجته حاملة «الصغير- وتركض به في الشارع.. في المشفى.. عرف ان صغيره المشاكس لن يستمتع.. بالمسجل»...
لانه فقد.. السمع!
وطبع قبلة على وجه الصغير.. وبكى..
***
أي تشابه بين هذه الحالة وبين أي «مفصول»
فهو تشابه مقصود
وان لم يكن هناك تشابه
فهو أيضاً «مقصود»!
بس غير نوع تشابه!.
|