«لقد اتخذ اليهود قرارهم واختاروا شارون.. انهم يريدون اراقة الدماء»..
الكلام لسيدة من عرب 48 قبل بدء التصويت في الانتخابات الاسرائيلية التي كانت معروفة النتائج سلفاً حيث تقدم رئيس الوزراء أرييل شارون في كل استطلاعات الرأي، بينما بدا منافسه زعيم حزب العمل معرام متسناع «باهتاً» أمام ارهاب شارون وطروحاته الدموية.
انتخاب شارون مجدداً.. يجعله أكثر تشدداً، فهو يفهم ان سياساته القمعية هي التي أتت به إلى الرئاسة مرة اخرى، ويرى بالتالي ضرورة التجاوب مع تطلعات ناخبيه الذين أيدوا على الدوام خطه المتشدد.
وعشية الانتخابات حرص شارون على الالتزام بورقته الرابحة. فقدم لناخبيه المتشددين المزيد من الدماء الفلسطينية عندما ارتكب مذبحة غزة الفظيعة.
ولابد من «وجبة» أخرى ارهابية احتفالا بهذه العودة الشارونية لتأكيد خطه الثابت ، والتوقعات الآن تقول برد فلسطيني على مذبحة غزة وماتلاها من مذبحة يوم الثلاثاء استشهد فيها تسعة فلسطينيين بينهم شاب وشقيقاه.
التوقعات تشمل ايضاً ان تسعى اسرائيل إلى عملية كبرى في قطاع غزة التي طالما استعصت على قوات شارون والتي درج جيش الاحتلال على تنفيذ عمليات خاطفة فيها دون البقاء كثيراً في ارضها لقناعته بالمقاومة الشرسة فيها.
وتبدو غزة هدفاً كامناً في ذهنية شارون وقادته العسكريين، لكن تكلفة أي عملية في القطاع مكلفة فضلا عن أي تحرك باتجاهها ستكون له عواقب سياسية، لكن في الاجواء الاحتفالية الشارونية قد تكون غزة هي مركز الاهتمام ونقطة الاستهلال لفترة شارون الجديدة.
|