أرسل لكم هذه الخاطرة بعد أن رأيت جموع الطالبات من فلذات أكبادنا يقفن في هذا البرد القارس أمام بوابة الثانوية السابعة والسبعين بحي الريان بعد أن تأخر حارس المدرسة ووقفت مديرة المدرسة ومعلماتها مكتوفات الأيدي حيث لم يكن مع إحداهن مفتاح آخر للبوابة؟!..
لقد هالني ما رأيت في صباح ذلك اليوم، يوم السبت 8/11/1423هـ أثناء إيصالي لفلذة كبدي ابنتي إلى الثانوية المذكورة، حيث رأيت تلك الجموع الغفيرة من الطالبات يقفن في الشارع أمام البوابة في منظر مأساوي رهيب.. فوقفت مذعوراً أنتظر ما الخبر؟!.. وما سبب هذا التجمع؟.
هل المبنى يحترق؟!..
ثم لماذا يقف الجميع وعلى رأس ذلك المديرة ومعلماتها، والكل يرتقب وينتظر. فقررت ألا أنزل ابنتي اليوم للمدرسة وعزمت على الوقوف حتى أعلم ما الخبر؟!..
بعد نصف ساعة كاملة انتقلت الطالبات إلى المدرسة المتوسطة بعد توجيه إحدى المعلمات.
الحمد لله.. لقد عدّت هذه المأساة على خير.. ولكن؟!.. يجب أن نستفيد منها دروساً حتى لا تتكرر نظراً لفداحة الأخطار المترتبة على هذا التجمهر لتلك الطالبات التي قام معظم أولياء الأمور بإيصالهن إلى المدرسة والذهاب إلى أعمالهم، والأخطار التي قد تترتب على ذلك لا تخفى على عين عاقل.
فمن الدروس المستفادة أن يكون مع مديرة المدرسة أو الوكيلة أو المرشدة نسخة ثانية لمفتاح البوابة، وذلك أن الحارس بشر يعتريه ما يعتري غيره من البشر من الامراض أو النوم أو غير ذلك.
ويعلم الله ما كتبت هذا المقال إلا للاتعاظ والاعتبار.
وأن تحتاط كل مدرسة من مثل هذه الأمور لخطورة ما يترتب على ذلك، فلن ينفع الندم والاعتذار إذا وقعت المصيبة. نسأل الله العلي القدير أن يحفظ بناتنا وأبناءنا وأهالينا من كل مكروه إنه ولي ذلك والقادر عليه.
|