أتَقَوُلُ أَرْثِيْهَا ِفدَى مَنْ قَالاَ..
مَا كَادَ يَحْمِلُ مُثْقَلٌ مِثْقَالاَ
تَبْكيْ عُيُونُ الشِّعْرِ مِلءََ صَحَائِفيْ
مَنْ خَلَّفَتْ أَبْيَاتَهَا أطْلاَلاَ
نُبَّئْتُ يَا «ابْنَ عَبُودَ» عَنْ أَنْواَرِكُمْ
إذْ أُطْفِئَتْ فَتَلا فَمِيْ: لاَ لاَ لاَ
مَادَتْ جُمُوْعٌ وَالدُّمُوعُ شُمُوْعُهَا
فَأَنَا أُسَمِّيْ مَوْتَهَا زٍلْزَالاْ
«نُوْرُ» الٌتيْ غَابَتْ وَنُورُ «مُحَمَّدٍ»
مَازَالَ مِنْ أَنْوَارهَا يَتلاَلاَ
َلوْ كَانَ للآجَالِ مِنْ مُسْتَأخِرٍ
كَانَ الْجَلاَلَ فَأجَّلَ الآجَالاَ..
مَا أَعْجَلَ النَّاعِيْ وَمَا أَدْنَى الرَّدَى
وَأَقَلَّ حِيْلَةَ خَاطِريْ إِنْ جَالاَ
أَلَمِيْ بَرَى قَلَمِيْ فَسَالَ مِدَادُهُ
وَكَأَنَّهُ لَوْلاَ الأَسَى مَا سَالاَ..
حَاوَلْتُ يَا «ابْن عَبُودَ» مَدَّ قَصِيْدَتيْ
فِيْ شِدَّةٍ فَتَقَطَّعَتُ أَوْصَالاَ..
صَبْراً «مُحَمَّدُ» لَوْ قَدَرْتَ أَلَمْ يَكُنْ
مَنْ رَقَّ سَاعَةَ خَلْقِهِ صَلْصَالاَ
لاَ بٌدَّ إنْ عَجِلَ النَّهَارُ بِنُورِهِ
أَنْ نَقْتَفيْ مَنْ بَعْدِهِ الآصَالاَ
فَلِمَنْ تَبُثُّ الْحُزْنَ يَا مَنْ يَشْتَكيْ
كُلٌّ إِلَيْهِ وَيَرْتَقيْ مَنْ طَالاَ
لَوْ كَانَ يُحْصَى النَّاسُ لاَ سْتَقْبَلْتَهُمْ
حَتَّى الْخُطُوبَ تخُصُّهَا اسْتِقْبَالاَ
مَنْ ذَا يُوَاسِيْ اللَّيْثَ عِنْدَ مُصَابِهِ
أَمْ مَنْ يُوَاسِيْ حَوْلَهُ أَشْبَالاَ..
إِنْ جَازَ إسْبَالُ الْمَدَامِعِ لَمْ تَجِدْ
إلاَّ يَمِيْنَكَ تَعْرِفُ الإسْبَالاَ..
وَلَقَدْ يَذِلُّ النَّفْسَ فَقْدُ عَزِيْزَةٍ
لَوْ أَنَّ نَفْسَكَ تَقْبَلُ الإذْلاَلاَ..
قَنَعَتْ مِنَ الدُّنْيَا بِأَنَّكَ إِبِنُهَا
فَالنَّاسُ تَضْرِبُ بَابِنْهَا الأْمَثَالاَ
كَانَتْ مَلاذَ الْغاَرِميْنَ وَأَنْتَ مَنْ
عَقَدواْ بِهِ وَبِأهْلِكَ الآمَالاَ
فَتَغَمَّدَ اللَّه الْفَقِيْدَةَ رَحْمَةً
وَلَكَ الَعَزَاءُ فَقَدَّمَتُ أَعْمَالاَ..
مَا جِئْتٌ أُجُمِلٌ يَا «مُحَمَّدُ» ذِكْرَكُمْ
فَالذِّكْرُ يَنْقُصُ إِنّ أَتَى إِجْمَالاَ..