كنت ومازلت أحد أكثر المتعاطفين قلباً وقالباً مع الفريق القدساوي.. ذلك التعاطف الخاص ترسخ عندي على خلفية «إعادته» إلى مصاف أندية الدرجة الأولى مع نهاية الموسم قبل الماضي في وقت كان لايستحق ذلك أبداً.. فقد كان في تقديري أكثر أهلية وجدارة من كثير من فرق الممتاز نظير مستوياته وكفاحه، وجديته وتفاعله الأدائي والتنظيمي داخل الملعب وخارجه بعيداً عن إثارة الاتربة في الأجواء.. والتفرغ فحسب لما يخدم الفريق، ويعزز موقفه وموقعه.
ولأنه لم يتزحزح عن العمل انطلاقاً من جملة المبادئ تلك فلم يمكث في الدرجة الأولى أكثر من موسم واحد.. عاد في أعقابه إلى مكانه الطبيعي بين الأندية الممتازة.
تلك العودة لم تكن لمجرد العودة فحسب، وإنما ليقول للجميع هأنذا أتيت لأقدم نفسي كمنافس على المقدمة لا كباحث عن مكان دافئ في موقع وسطي يضمن لي البقاء لموسم قادم على اعتبار ان ذلك ديدن وطموح معظم الفرق الصاعدة إلى مصاف فرق الأضواء.. وهاهو يحتل أحد المواقع المرموقة جداً في سلم الترتيب.
ما يؤخذ على هذا الفريق المتميز وإدارته حقيقة هو الانكفاء والعودة فجأة إلى اللعب ببعض الأوراق الخاسرة والتي أثبتت فشلها منذ زمن بعيد رغم انها استخدمت من قبل (99%) من الفرق على مدى أكثر من ثلاثين عاما وتزيد ومازال البعض يستخدمها لأكثر من سبب ولأكثر من غاية.. ورغم انها نجحت إلى حد ما خلال بعض المواسم، وفي بعض المنعطفات.. إلا انها لم تنجح كلية على طول الخط.. ولم تحقق الهدف الأساسي وهو رأس الزعيم وإيقافه عند مرحلة معينة (؟!).
إحدى تلك الأوراق تتمثل بالحرص على الاصطياد في «المياه الزرقاء» بأي شكل.. وهي واحدة من جملة أوراق قلنا ان (99%) من الفرق، يضاف إليها بعض الفرق الطارئة مثل بعض المنتخبات المناطقية المحلية.. والفرق الخليجية بحكم تأثرها بما يلوكه بعض اعلامنا كلها تتهافت على استخدامها وتداولها دون حرج أو تردد (؟!).
حقيقة: لقد أسقط في يدي، وأصبت بما يشبه خيبة الأمل، فضلاً عن اهتزاز تلك الصورة الجميلة التي تكونت في ذهني عن الفارس القدساوي بمجرد أن تناقلت وأبرزت بعض وسائل الإعلام المحلية حالة التأزم التي خيمت على الأجواء القدساوية كون لقائهم بالاتحاد قد تأجل لارتباط الأخير ببعض المشاركات خارج اطار الدوري المحلي.. وهو ما ترتب عليه تلقائياً استمرارية سريان مفعول بطاقات إيقاف (الحرندا) وزميله الآخر.. وعدم تمكنهما من تمثيل الفريق أمام الهلال.. بينما كان يمكن ان تحل تلك (الأزمة) فيما لو لم يؤجل لقاء الاتحاد (؟!!) وعندها أدركت مثل غيري بان القادم يحمل الكثير وان تلك الأزمة ماهي إلا إحدى إرهاصات المستقبل (؟!).
ما يدعو ويبعث على الحيرة هو عدم اتضاح مبرر تلك الأزمة.. ولا أحد يعلم هل هي الثقة في تجاوز الاتحاد حتى في ظل غياب الحرندا وزميله.. أم ان الهزيمة من الاتحاد إذا حدثت (بلسم) ومن الهلال علقم (؟!!).
ثم جاء موعد اللقاء بالهلال.. والذي حزم بنو قادس أمرهم على أثره لتقديم شكوى تظلمية كما سمعنا وقرأنا.. اللافت ان هذا الموقف المتشدد لم يتم اتخاذه -على حد علمي- عندما أعيد الفريق إلى غياهب الدرجة الأولى.. وأكاد أجزم أنهم ما كانوا ليتخذوه لو ان طرف اللقاء مثار الشكوى فريق آخر غير الهلال (!!).
فإذا اتفقنا على عدم خلو أي لقاء كروي من الأخطاء التحيكيمة إلا فيما ندر.. ووقوع كافة الأطراف تحت طائلة تلك الأخطاء سواء عندنا أو عند غيرنا.. واتفقنا كذلك على حق المتضرر في التعبير عن استيائه.. وسواء اتفقنا حول فحوى الشكوى القدساوية وحيثياتها، أو اختلفنا.. إلا انها تبقى هناك مجموعة من التساؤلات التي تحتاج إلى طرح.
منها: لم كل هذا الارتفاع في درجة التحسس تجاه الهلال .
ومنها أيضاً: لماذا الأخطاء التي قد يستفيد منها مثلا لابد ان تصنف ضمن (المحرمات) وعندما تصب في مصلحة غيره وعلى حسابه إلى حد إبعاده عنوة عن البطولات تتحول تلك الأخطاء إلى «برد وسلام».
عموماً: بقدر ما أرجو وأتمنى اختفاء الأخطاء الفادحة من ملاعبنا أياً كان المستفيد، وكائناً من كان المتضرر.. أرجو وأتمنى ان تساهم التدابير القدساوية الأخيرة في التخفيف مما قدر يتعرض له الفريق في قادم الأيام من أضرار لصالح أطراف أخرى معروفة اعتادت على جني ثمار الكثير من الأخطاء بشكل دائم ومستمر على حساب البقية.. ومع ذلك لم يشتك أو يتذمر منها أحد، بما في ذلك الفريق القدساوي.
هل فعلها الهلال؟!
لا أدري ما آل إليه لقاء الأمس بين الهلال والعروبة العماني ضمن منافسات خليجي (20) بعد ان تجاوز منافسه العنيد والمؤهل قطر القطري يوم الاثنين الماضي بنتيجة مرضية في أولى مباريات البطولة، لاسيما وانها أمام صاحب الأرض والجمهور ومن خلال مستوى مطمئن إلى حد كبير.. تلك النتيجة وضعت الفريق الأزرق بلاشك أمام مسؤولية هو أهل لها والتي تتمثل في الحفاظ على اللقب.. وذلك من خلال التعامل الأمثل مع بقية اللقاءات بروح الهلال المعروفة بدءاً من لقاء الأمس، لاسيما وان نظام البطولة «دور واحد» لايتيح الكثير من فرص التعويض.
فإن كان قد تجاوز الفريق العماني يوم أمس ايجابياً.. فإنه بذلك يكون قد قطع نصف الطريق تقريباً إلى اللقب، ومن ثم إلى اللقب شريطة عدم النوم على وسادة تجاوز قطر.. أما إذا كانت قد تضخمت الثقة غير المحسوبة نتيجة تجاوز المستضيف في أذهان بلاتشي وعناصر الفريق فإن ذلك يعني بالتأكيد التفريط طواعية باللقب كما حدث في الكويت.
آمل ان يكون الزعيم الآسيوي قد أضاف النقاط العمانية إلى القطرية وان يكون قد قدم العطاء المشرف الذي تخصص في تقديمه لاسيما إذا كان الإنجاز باسم الوطن وللوطن.
شوارد:
متى تتخلص البطولات العربية والخليجية تحديداً من داء مجاملة الحكام للمستضيف بشكل مستفز وسافر يدعو للخجل (؟!)
ومن يريد التأكد عليه إعادة مشاهدة لقاء الهلال وقطر القطري الافتتاحي في إطار منافسات خليجي (20).
إذا أراد أحدكم التأكد عملياً من صدق مقولة «مايخدم بخيل» فما عليه سوى اكتشاف السر بين تنقل الكاميرات المضني بين الردهات والمدرجات للبحث عن شخص بعينه وفرض (طلعته) البهية على المشاهدين وبين (رش) الإشادات والمديح (سكر زيادة) بمن يقف خلف تلك الكاميرات ضمن مقالاته اليومية (!!).
لمصلحة من تم نشر موضوع التمياط ونادي كوفنتري سيتي بالتزامن مع افتتاح خليجي (20) الذي يمثلنا فيه الهلال (؟!).
بث (الفتن) بين الناس، وتحريضهم على بعضهم البعض تحول إلى عملة وطنية، في الوقت الذي تم فيه رفض لقاء المنتخب ودياً (!!!) بئست العملة، وبئس الفكر.
علق أحد العارفين ببواطن الأمور على ما يردده البعض من دعاوى الدفاع عن حقوق الأندية بقوله «فارقوها تعمر».
من الشعر الحلمنتيشي
إذا لم تكن لي والزمان شرم برم
فلا خير فيك والزمان ترلّلي
|