عندما يتعلق الأمر باختيار أفضل من لعب في مركز رأس الحربة وأفضل مسجلٍ للأهداف في العصر الحديث فإن الأنظار تتوجه للهولندي فان باستن الذي وبلا شك يعد أفضل رأس حربة على مر العصور. يملك فان باستن تكويناً جسمانياً مثالياً فيبلغ وزنه 81 كجم وطوله 188 سم فمع هذا التكوين الجسماني الرهيب أصبح باستن كابوسا لكل المدافعين ومع هذا الطول الفارع إلا انه يتجاوز المدافعين بكل سهولة ورشاقة ويسدد بقوة ودقة يجيد تنفيذ الكرات الثابتة ويعتبر أستاذاً في الألعاب الهوائية فنجده طائراً فوق المدافعين وكأنه لا يعرف معنى للجاذبية الأرضية . بدأ باستن حياة الشهرة والنجومية في صفوف نادي أجاكس الهولندي وظهر للمرة الأولى في دوري الدرجة الأولى الهولندي في موسم 82 وهو في سن ال 17 وليبدأ بعد ذلك مسيرة النجومية فحقق مع فريقه ثلاث بطولات دوري في أعوام 85 ،83 ،82 وكأس هولندا ثلاث مرات في أعوام 87 ،86 ،83 وكل هذا خلال 6 مواسم لعبها في صفوف نادي أجاكس وفي هذه الاثناء وتحديداً في مدينة ميلانو الأيطالية كان السيد سلفيو بيرلسكوني يسعى لبناء فريق قوي لنادي الميلان وبعد أن شاهد 3 دقائق من شريط لفان باستن قرر انتدابه لصفوف الفريق وليكمل بذلك عقد الهولنديين في الفريق فدفع الميلان مبلغ 600 ألف جنيه استرليني وليبدأ فان باستن مرحلة جديدة في مسيرته الكروية . وفي أول موسم له مع الميلان في الكالتشيو تعرض باستن لإصابة قوية في كاحل قدمه اليمنى ولتبدأ الشائعات حول نية الميلان الاستغناء عن فان باستن ولكن إداراة الميلان كانت لديها ثقة كبيرة في هذا الهولندي الشاب وبعد شفائه من الإصابة كان باستن أهلا لهذه الثقة فتمكن بالاضافة إلى الهولنديين ريكارد وخوليت وبقية نجوم الميلان تمكنوا من فرض سيطرتهم على البطولات الأوربية والعالمية .
في عام 1988 نجح في قيادة بلده هولندا في إحراز بطولة أمم أوروبا والتي أقيمت في ألمانيا وأحرز فيها هدفاً أنسب ما يطلق عليه أنه خيالي وكان ذلك في مرمى ما كان يسمى بالاتحاد السوفيتي وكان لهذه البطولة أهمية كبرى لباستن لأنها تأتي بعد إصابة في كاحل قدمه اليمنى والتي حرمته من تقديم ما يصبو إليه جماهير الميلان.
بعد هذه البطولة عاد باستن للميلان يحدوه الأمل بتحقيق إنجاز يرد الجميل لإدارة الميلان والتي وقفت معه في أصعب الظروف وكان له ما أراد ففي عام 89 وعلى ملعب النيوكامب الشهير بمدينة برشلونة سجل فان باستن هدفين من 4 أهداف سحق بها الميلان فريق دينامو بوخارست في نهائي بطولة أبطال الدوري الأوروبية ليعود الكأس للميلان بعد غياب دام 20 سنة. وبعد هذه البطولة استمر باستن بحصد الألقاب والبطولات مع الميلان حتى عام 93 ففي نهائي أبطال أوروبا أمام مرسيليا تعرض فان باستن لإصابة قوية كانت بمثابة النهاية فبعد عملية جراحية فاشلة أجبر فان باستن على الاعتراف بالهزيمة وكانت مباراة مرسيليا آخر مباراة يلعبها للميلان ومن خلال مؤتمر صحافي عاطفي جدا أعلن ماركو اعتزاله للعب نهائياً وكانت آخر كلماته هي «قضيت مع الميلان 8 سنوات عظيمة حققت فيها كل ما أحلم به لكن يجب أن أتوقف ، هذه هي الحياة» ليتوقف فان باستن عن الركض عن عمر بلغ ال 30عاماً لتفقد الكرة الاوروبية والعالمية واحداً من ألمع نجومها على مر التاريخ.
ماركو فان باستن
تاريخ الميلاد: 31/10/64
مكان الميلاد: أوخترخت بهولندا
لعب للميلان في دوري الدرجة الأولى 147 مباراة سجل خلالها 90 هدفاً .
| 
