Thursday 6th february,2003 11088العدد الخميس 5 ,ذو الحجة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

أقامته إدارة التعليم أقامته إدارة التعليم
المعرض الثالث يكشف تجارب جديدة لمعلمي محافظة المجمعة وسدير
العمر: أرجو أن يجد كل فرد زار المعرض ما يدفعه للارتقاء بالذوق العام للمجتمع

  * كتب المحرر التشكيلي:
بدعم ورعاية متواصلة من إدارة تعليم المجمعة أقامت شعبة التربية الفنية بالإدارة معرضها الثالث بمشاركة عدد كبير من معلمي مادة التربية الفنية ومن مختلف مدن وقرى المحافظة، وافتتح على شرف المحافظ الأستاذ عبدالله بن سعد المسعود قدم فيها المشاركون خلاصة تجاربهم وخبراتهم في مجال تخصصهم وجاءت الأعمال متنوعة في الأساليب فمنهم من وجد في التجريد ضالته وآخرون في الرمزية والانطباعية والسريالية كما كان للواقعية ايضا مساحة من الابداع استلهمت في مجملها جمال المنطقة والبيئة وقد برز عدد من المعلمين في القدرة على توظيف العناصر والتقنيات أكد المشاركون في المعرض إلمامهم بكل ما يتعلق بتخصصهم كاشفين للمشاهد العام ولتلامذتهم رقي مادتهم ومدى احترام الآخرين لها نتيجة الإقبال المتميز على المعرض من قبل أولياء الأمور ومحبي هذا الفن، ويأتي المعرض حرصاً من إدارة التعليم وبتوجيه مستمر من مديرها الأستاذ إبراهيم العمر الذي يضع للنشاطات الإبداعية كل الاهتمام ويسعى جاهداً للأخذ بأيدي المخلصين فيه مما أضفى على مادة التربية الفنية على وجه الخصوص الكثير من التفاعل والتميز برز من خلاله الكثير من المواهب وحقق فيه العديد من المدارس المراكز المتقدمة ومنحوا فيها الجوائز كما كان لدعم الإدارة أيضاً ما يدفع المعلمين للمنافسة الشريفة واثبات الذات وإبراز القدرات ومنها إقامة هذا المعرض الذي توج به المعلمون نشاطهم ساهموا من خلاله في رثراء الثقافة والوعي الجمالي بالمنطقة بتقريب مفهوم الفن ودوره في تنمية الذوق الجمالي عند الجمهور ويأتي هذا المعرض كنموذج من نماذج شحذ همم المعلمين والخروج بهم من حدود تدريس المادة إلى ممارسة عشقهم الجمالي عبر اللوحة والعمل التطبيقي والأخذ بهم إلى مساحة أكبر نحو الرفع من القدرات الفكرية والتقنية في العمل الفني والمقارنة بالغير وتبادل الرأي وقبول النقد أو الاستفادة من الإشادة وإذا كانت إدارة التعليم بمحافظة المجمعة ممثلة في قسم النشاط الفني وبتنفيذ متميز من المشرفين عليه قد حقق هدفه الأول وهو تحريك النشاط بين المعلمين وتحريضهم على العطاء والإنتاجية وإيجاد جو من الألفة والتعاون فإن هناك أيضاً من الأهداف الأخرى ما يمكن أن نعتبر الكثير منها في طريقه للتحقيق ومنها مناقشة الجديد في الأعمال وكيفية الوصول إلى نتائج أفضل ووضع آلية مستقبلية لتفعيل هذا المعرض وتطوير مستواه بين المشاركين. والواقع أن إقامة المعارض للمعلمين و الذي نسمع ونرى الكثير منها في مختلف مناطق المملكة ساهم كثيرا بالتعريف بأسماء لم يكن لها فرصة في التواجد على الساحة التشكيلية وأصبح عند أولئك المعلمين الثقة با لدخول في تلك المعارض والمشاركة في مسابقتها المتعددة مع العلم أن غالبية الفنانين السعوديين هم من المعلمين مما يعني أن المدارس تضم آخرين لا يقلون بأي حال ممن سبقوهم بالتواجد.
الثقافة التشكيلية أولاً
أما الأهم في هذا كله أو ما يمكن أن نسميه الجسر الموصل بين المبدع أو الموهوب إلى الساحة وإلى العمل التشكيلي الحقيقي هو الثقافة البصرية ولكل إبداع مرجعية وقواعد ومصطلحات وكلما كان المبدع متمكنا منها كجزء من أدواته الإبداعية كان أقرب للابتكار والتطوير دون تقليد أو محاكاة للآخرين أو بتكرار ممجوج للواقع ولهذا على أي متخصص في أي مجال من مجالات الإبداع ومنها الفنون التشكيلية أن يكون ملما بما وصل إليه هذا الفن إذ لم يعد لأي منا عذر في وقت أصبحت المعلومة فيه في متناول الصغير والكبير فالأمية الآن هي أمية الثقافة لا أمية كتابة الحرف وقراءة الكلمة فقط في ظل الوسائل المتعددة للوصول إلى إبداعات العالم بمجرد لمسة سريعة على شاشة الكمبيوتر ولموقع للفنون عبر الإنترنت أو ربط العلاقات بين الفنان وزملائه في الإبداع محلياً وعربياً وحينما يتواصل البحث والمعرفة يصبح الإبداع علما أكثر منه ممارسة لهواية عبثية تنتهي بنهاية تحقيق رغبة في يوم من أيام السنة يغيب بعدها الفنان أشهرا طويلة مفتقداً فيها خبرة أو تجربة قد تحقق له النجاح والتفرد في حال تطويرها والأخذ بها، ومن المؤسف أن نجد أعمالا في الكثير من هذه المعارض للمعلمين تظهر فيها الأعمال كفقاعات صابون أو أن الغالبية منها برز بالمصادفة والحظ في الوقت الذي طلب منه تنفيذه وهذه من أسوء أساليب الإبداع وأكثرها كشفاً لخلو وفاض الفنان وتأكيداً على أنه مجبر لا بطل مع ما يلحق هذا التصور من تبعات وتشكيك في أسباب دخوله هذا المعترك الذي يفتقد أقل ما يمكن له من أسلحته وعتاده.
حرية المعلم في الإبداع وتنوع التقنيات
أما الأمر الذي غاب عن الكثير من منظمي معارض المعلمين فهو في الخلط بين معرض لفنانين تشكيليين وبين معرض لمعلمي التربية الفنية فلكل منهما خصوصيته وللمعلمين أكثر حرية وتفاعل مع إبداعهم عودا إلى ما تعلموه من تقنيات وخبرات أغلبها فنون تطبيقية تتعامل مع خامات البيئة الصناعية والمستهلكة والقدرة من خلالها على الابتكار كما أن هناك معلمين متميزين في أعمال التراكيب وآخرين في توظيف الخامات والبعض متميز في الخط وهناك من لديه قدرة على النحت إلى آخر منظومة الأشغال والرسم والتصوير إذ لا يتوقف على اللوحة فقط بقدر ما تتاح الفرصة فيه للتحليق في فضاء متعدد الاتجاهات.
تجارب جيدة وأخرى توحي بالجديد
أعود لمعرض معلمي المجمعة والذي يسجل في خطوته الثالثة بعد خطوتين سابقتين مما يعني أن هناك موعداً مسبقاً للمشاركة ولدى المعلمين علم به وأن المشاركين من المتخصصين ومن حملة البكالوريوس أو من أصحاب الخبرات السابقة من خريجي معهد التربية الفنية ويشهد لهم بالتميز في المنطقة مع علمنا بوجود أسماء لها تجربتها وخبراتها تقنياً وموضوعياً فقد ظهرت الأعمال بمستويات مختلفة منها الجيد ومنها ما يوحي بالجديد الذي لا يمكن تحديد تفوق أصحابه فيه إلا بعد رؤية أعمال قادمة وهو مؤشر حسن يحسب لهذا المعرض وللقائمين عليه.
إصدار جميل وكلمة ضافية
رافق المعرض كتيب جميل تضمن أسماء المشاركين وصورهم وصورا لبعض أعمالهم كما شمل كلمة لمدير تعليم المجمعة الأستاذ إبراهيم العمر تحدث فيها عن المعرض بقوله وما هذا المعرض الذي تجسده لوحات المشاركين فيه إلا انطباع إيماني ترجم للمتذوق والمشاهد عن طريق اللون في انسجام وتوازن وهذا بلا شك إبداع فني ممن وهبه الله القدرة على استخدام الظلال في تجسيد المنظور بشكله الطبيعي أو القدرة التحليلية للأشياء بالرمز عن الكل في تواصل طبيعي ويضيف أمله في أن يجد كل فرد زار المعرض مطلبه وبغيته وأن يكون مساعدا على الارتقاء بالذوق العام للمجتمع.
المشاركون
شارك بالمعرض المعلمون: أحمد السبيت وإبراهيم الفارس وأحمد الحمدان وعبدالعزيز العياف ومحمد السليمان ومحمد التمامي وعبدالعزيز العريفج وسعد الحماد وعبدالهادي العبدالهادي وفيصل المشاري ومحمد العجيمان وماجد العمري وعلي السعداني ومساعد المويس وعبدالله الغضفان وسعد الفهد وحمد المانع ومحمد المحارب ومحمد العبدالكريم وعبدالمهيمن التويجري.. كما أشرف على تنظيمه الأستاذان مشرفا التربية الفنية أحمد السبيت ومحمد التمامي.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved