حوار/ هلال الثبيتي
الفن التشكيلي لغة بصرية قوامها الشكل والمضمون المنعكس من المحيط بكل عناصره الثابتة والمتحركة برز من خلالها العديد من الفنانين التشكيليين الذين
استطاعوا إثبات وجودهم من خلال هذه المضامين الفنية الرائعة ورسموا لهم مساراً خاصاً بهم. ومن بين هؤلاء الفنانين الفنان التشكيلي فواز الشهري الذي ساهم في الكثير من المعارض الفنية التي أقيمت في محافظة الطائف، رسم العديد من اللوحات الفنية الجميلة التي حظيت بإعجاب الكثير من النقاد ورواد المعارض من بينها لوحة «المعاناة» ولوحة «الرحيل» ولوحة «الباخرة» ولوحة «حبل الغسيل». فتعالوا معنا إلى هذا الحوار مع الفنان التشكيلي فواز حامد الشهري.
المؤثرات
* ما هي المؤثرات التي أثرت في مسيرتك الفنية؟
منذ صغري وأنا أتأثر بكل ما حولي من مناظر جذابة خاصة وأنني أعيش في مدينة لها جوها الساحر والطبيعة الخلابة التي تدفع أي شخص للتأمل والتعبير بطريقته عن كل ما حوله.
فوجدت أنني أعبر بريشتي الصغيرة عن كل ما أراه حولي وهذه من أهم العوامل التي أثرت في مسيرتي الفنية.
البداية
* متى كانت البداية؟
كانت البداية في المرحلة الابتدائية وكنت أجد التشجيع من كل من يطلع على الأعمال البسيطة التي كنت أقوم بها في ذلك الوقت وخاصة معلمي التربية الفنية الذين شجعوني على الاستمرار متنبئين لي بمستقبل مشرق.
البروز
* لمن يعود الفضل في بروزك؟
يعود الفضل في وصول أعمالي إلى المتلقى بعد الله إلى الفنان الكبير عبدالله نواوي الذي شجعني على الاستمرار وأنا أعتبره أستاذي في هذه المرحلة.
تنوع المدارس.. تنوع الأعمال
* تنوع المدارس الفنية أعطى مساحة كبيرة جداً للفنانين في تنوع الأعمال، هل ترى أن فناني الطائف استطاعوا اتقان هذه المدارس؟
من وجهة نظري الشخصية أن فناني الطائف لا ينقصون بأي حال من الأحوال عن بقية فناني المملكة والأمثلة على ذلك كثيرة فمثلاً المعرض الثنائي للفنانين فيصل الخديدي وزايد الزهراني في اتليه جدة للفنون التشكيلية والذي لاقى نجاحاً كبيراً في الساحة الفنية.
أنتمي للتجريدية
* إلى أي المدارس الفنية تنتمي؟
كانت بدايتي هي المدرسة الواقعية ولكنني حالياً أرى أن معظم أعمالي في المدرسة التجريدية حالياً و هذا يعني أنني أنتمي إلى هذه المدرسة دون غيرها من المدارس الأخرى وأنا لا أتجه إلى مدرسة بعينها ولكن مع الاستمرارية في العمل أجد نفسي انتقلت من مدرسة إلى أخرى دون أن أشعر وبدون أي تدخل مباشر مني.
رسالة يؤديها
* ما الذي يجنيه الفنان من المعارض سواء الشخصية أو الجماعية؟
مجرد المشاركة في أي معرض سواء شخصي أو جماعي هي عبارة عن رسالة يؤديها الفنان وتحقق له فوائد كثيرة أهمها الانتشار والتعرف على آراء النقاد و الجمهور علماً بأنني لم أقم أي معرض شخصي حتى الآن.
عبور الاقليمية
* كيف يستطيع الفنان عبور الاقليمية؟
من وجهة نظري أن العبور إلى العالمية يكون بصدق الفنان مع نفسه وتعبيره التعبير الصادق عن أحاسيسه وخلجاته وأن يعمل في مجال الفن التشكيلي من أجل الفن دون النظر إلى الاقليمية.
شمولية الفنان
* هل تؤمن بشمولية الفنان التشكيلي لجميع المدارس الفنية؟ وهل تحترمه؟
الفنان بطبيعته يتنقل من مدرسة إلى أخرى وذلك في فترات معينة من حياته الفنية حتى يصل إلى مرحلة النضج ومن ثم يتجه إلى أسلوب يميز أعماله ويشعر بالرضا عن هذه الأعمال من خلال هذا الأسلوب.
لا تنافس
* التصوير الفوتوغرافي أصبح منافساً كبيراً للفن التشكيلي، هل هذا يؤثر على الفن التشكيلي؟
- لا أرى أي تنافس بين الفن التشكيلي والتصوير الفوتوغرافي لأنهما مختلفان على الأقل في الأدوات المستخدمة ولكنهما يسيران في خطين متوازيين نحو تحقيق هدف واحد علماً بأن الفن التشكيلي أكثر شمولية فهو يملك الأحاسيس والمشاعر والمهارات اليدوية والبصرية والفكرية حتى أنه يصوغها الفنان بريشته ليكون بها لوحة من إبداعاته وخياله بخلاف التصوير الفوتوغرافي.
العمل الحديث
* الفن التشكيلي لغة بصرية قوامها الشكل والمضمون المنعكس من المحيط بكل عناصره الثابتة والمتحركة كيف تجد هذا في العمل الحديث؟
- الفن المعاصر لم يبتعد عن ماهية الفن بل لا زال متمسكاً بها ونرى ذلك من خلال أعمال كبار الفنانين في المملكة ونبراسنا في ذلك البروفوسور عبدالحليم رضوي.
الدعم والرعاية
* تشكل العديد من المجموعات في بعض المدن، ماذا عن الطائف ولماذا لا يقوم فنانوه بتكوين مجموعة باسم محافظتهم تلم الشمل وتبرز النشاط؟
هذا صحيح وفنانو الطائف يحتاجون الدعم والرعاية من المسؤولين في محافظة الطائف كي يؤسسوا جماعة تنطلق بالتوازي مع باقي الجماعات في مختلف مناطق المملكة ليحققوا الأهداف المنشودة من الفن التشكيلي ويؤدوا رسالتهم على أكمل وجه وتكون لهم الفرصة لخدمة هذا البلد المعطاء علماً بأنه لا تنقصهم المواهب وإنما يحتاجون فقط إلى توفير الامكانات.
الأسلوب التجريدي
* برز في الفترة الأخيرة اتجاه الغالبية من الفنانين إلى الأسلوب التجريدي في الرسم مما ضاعف صعوبة الفهم لدى زوار المعارض. فهل هي ظاهرة مؤقتة أم توجه وظاهرة صحية وكيف للجمهور فهمها؟
الأسلوب التجريدي ليس مجرد ظاهرة مؤقتة وإنما مدرسة قائمة بذاتها ولها روادها وأرى أن هذه المدرسة سوف تستمر في عملها وتتخطى غيرها من المدارس. أما بالنسبة للمتلقي فإنه بطبيعته يحاول أن ينسب كل ما يراه إلى طبيعته وهذا خطأ يقع فيه المتلقي عندما يتذوق اللوحات الفنية بينما كان من المفروض أن لا ينسب كل ما يراه في اللوحة إلى الواقع وإنما يتذوق مكامن الجمال فيها.
|