* العواصم الوكالات:
اعتبرت الصحف البريطانية أمس الاربعاء أن الرئيس الفرنسي جاك شيراك تجاهل موقف رئيس الوزراء البريطاني توني بلير من العراق خلال القمة الفرنسية البريطانية الخامسة والعشرين التي عقدت الثلاثاء في توكيه (شمال فرنسا).
وكتبت صحيفة «دايلي تلغراف» (يمين) في افتتاحيتها «كما كان متوقعا، فشل توني بلير في توكيه في حمل فرنسا على تغيير موقفها من الحرب في العراق».
وأكدت «ذي اندبندنت» «أن الزعيمين كانا متفقان على كل شيء» باستثناء القضايا الشائكة الأساسية.
واستخلصت الصحف الأخرى النتيجة نفسها، فعنونت دايلي ميرور (يسارية) الصحيفة البريطانية الوحيدة التي تشن حملة ضد الحرب في العراق، صفحتها الأولى «لا، شيراك يصد بلير بشأن العراق».
وقالت «دايلي اكسبرس» (يمين) «إن شيراك غرس رأسه في الرمل» و«أنه في تجاهل واضح لتوني بلير، تمسك باقتناعه بامكانية نزع أسلحة صدام حسين سلميا».
ورأت صحيفة «صن» الشعبية من جهتها «أن في نهاية المطاف سيتراجع شيراك حول العراق وسيقرر أن من مصلحة فرنسا الانضمام إلى جانب الكاسبين».
وفي برلين أكد وزير الخارجية الألماني يوشكا فيشر أمس الاربعاء أنه ما زال يرى «فرصا» للتوصل إلى حل سلمي للأزمة العراقية وذلك قبل ساعات معدودة من اجتماع مجلس الأمن الدولي الذي سيرأسه.
وقال فيشر «هناك فرص لتطبيق أهداف قرار الأمم المتحدة 1441 بدون اللجوء إلى العنف» وحتى يتم ذلك يحتاج مفتشو الأمم المتحدة إلى المزيد من الوقت.
وأدلى فيشر بهذا التصريح من نيويورك لشبكة «زي.دي.اف» التلفزيونية الألمانية.
وأكد «يجب تقييم مخاطر تدخل عسكري بكل عناية، ليس فقط الانعكاسات الإنسانية على المدنيين الأبرياء ولكن إيضا قضية زعزعة الاستقرار الاقليمي واستمرار التحالف ضد الإرهاب على المدى الطويل» مضيفا «أعتقد أن الجميع سيفعل ذلك» في إطار مجلس الأمن الدولي.
يشار إلى أن ألمانيا تتولى منذ الأول من شباط/فبراير وطوال شهر رئاسة مجلس الأمن الدولي الذي انضمت إليه اعتبارا من الأول من كانون الأول كعضو غير دائم.
من جهة أخرى، حذر مهاتير محمد رئيس الوزراء الماليزي أمس الاربعاء من تبعات هجوم تقوده الولايات المتحدة على العراق قائلا إنه قد يفجر شعورا بالاضطهاد بين المسلمين ويخلق جيلا جديدا من أعضاء تنظيم القاعدة.
وأعلن مهاتير الذي تعتبره الولايات المتحدة من الأصوات المعتدلة في العالم الإسلامي أن بلاده ستؤيد على مضض مهاجمة العراق في حالة صدور قرار من الأمم المتحدة يخلص إلى أن بغداد فشلت في نزع أسلحة الدمار الشامل سلميا.
وقال مهاتير في تصريحات من مكتب رئيس الوزراء الجديد في بوتراجايا العاصمة الإدارية الجديدة لماليزيا التي بدأ في إنشائها قبل أربعة أعوام في منطقة غابات قريبة «إذا رأت الأمم المتحدة ذلك سنحذو حذوها».
لكن رئيس وزراء ماليزيا البالغ من العمر 77 عاما أعرب عن خوفه من عواقب الحرب التي قد تخيم على العالم لسنوات نتيجة للخسائر البشرية التي ستقع بين المدنيين العراقيين خلال حرب ثانية في الخليج.
وفي طهران أكد الرئيس الإيراني محمد خاتمي وسلفه علي أكبر هاشمي رفسنجاني للمفوض الأوروبي المكلف بالعلاقات الخارجية كريس باتن معارضتهما لأي عملية عسكرية محتملة ضد العراق، كما أوردت وكالة الأنباء الإيرانية أمس.
ودعا خاتمي الذي تحادث، على غرار رفسنجاني الثلاثاء مع باتن، إلى التعاون بين الدول المجاورة للعراق والدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي من أجل منع الحرب.
ونقلت الوكالة عن الرئيس الإيراني قوله إن أي «تدخل أجنبي في حق الأمم بتقرير مصيرها... سيخلق سابقة خطيرة»، ودعا مجددا الرئيس العراقي صدام حسين للامتثال لكافة قرارات الأمم المتحدة.
وتساءل «لماذا يتعرض صدام لأقسى التحركات من أجل انتهاكات حقوق الإنسان فيما لا يرتفع أي صوت ضد انتهاكات الاتفاقيات الدولية من قبل النظام الصهيوني».
وفي أوتاوا أعلن رئيس الوزراء الكندي جان كريتيان أن قرارا جديدا يصدر عن الأمم المتحدة حول العراق ويجيز استعمال القوة أمر «مرحب به ولكنه ليس ضروريا».
وقال في أعقاب اجتماع مجلس الوزراء «من المرحب به جدا صدور قرار جديد»، وأضاف «لكن شرعيا، صدور قرار جديد ليس ضروريا».
وأوضح أنه أجرى أمس محادثات هاتفية مع المستشار الألماني غيرهارد شرودر ومع الرئيس الأمريكي جورج بوش.
|