أفضل ما يفكر به أرييل شارون، بل حتى ما يحلم به هو تشكيل حكومة ائتلافية مع الحزب المنافس الآخر «تجمع العمل»، ففي اعتقاده بأن حكومة مع العمل لا وجود للمشاكل تقريباً كما هو الحال في الحكومة الحالية فحكومة مع العمل لا يؤثر عليها أي انسحاب.. وهي بالإضافة إلى ذلك لا تواجه أي معارضة.
ولكن أحلام شارون هذه يقابلها زعماء العمل بتجاهل واستخفاف، وينقل كاتب إسرائيلي هو نداف أيال الواقعة التالية التي تظهر كم هو التباعد بين الحزبين..
يقول: جلس بنيامين بن إليعيزر هذا الأسبوع في مكتبه في تل أبيب وضحك ضحكة عريضة، على النبأ القائل بأن رسلاً جاءوه من قبل شارون، فأعلمهم بأنه لن ينضم إلى حكومة الوحدة «استمع إليَّ جيداً» قال وزير الأمن السابق ومرشح المستقبل: «لم التق بأحد. آخر مرة تحدثت فيها مع آرييل كانت محادثة مجاملة هاتفية. حاول بن إليعيزر قدر المستطاع أن يقنع بأنه لم يلتق أحداً، وأنه طلب أوري شالي مدير عام «دائرة الإسكان» على الخط الهاتفي.
تحدثت الشائعات عن أن شآني هو قناة الاتصال الداخلية لفؤاد «أوري، متى رأيتك آخر مرة؟» سأل فؤاد وبشعور بنشوة الانتصار أصغى إلى شاني وهو يقول بتلعثم إن ذلك كان على مدخل فندق هيلتون في تل أبيب وكان اللقاء صدفة ولم يستغرق سوى دقيقة واحدة.
أمور كثيرة منوطة ببن إليعيزر، ويخيل لي أنه يعرف ذلك جيداً: إذا رغب في حكومة ائتلاف مع الليكود رغم ترديده بأنه يعارض ذلك، فمن شأن حزب العمل أن يخطو نحو حكومة شارون مع عمرام متسناع وبدونه. لبن اليعيزر في مركز الحزب قوة لاتخاذ قرار كهذا لكنه غير معني حالياً.
هذا الأسبوع نقل على لسانه قوله إنه لا يريد الانضمام إلى الحكومة لأن الأمر يضر بالحزب وبمنافسته المرتقبة على تزعمه.
كذلك فإن قادة آخرين في العمل يقولون بأن الانضمام إلى حكومة وحدة بصيغتها السابقة، مع شاس ومع اليمين، أمر مستحيل، يتبين أن هذه الاقوال تلاقي آذانا صماء في الحزب الحاكم، غطرسة زعماء الليكود لا تعرف الحدود، هم على يقين وقناعة بأن حزب العمل سيتنازل ثانية عن كرامته المنكمشة ويدخل في حكومة ائتلافية «سيدخلون الحكومة قبل أن ننهي قولنا» «يثقون بك يا متسناع» قال أحد وزراء الحزب الحاكم ساخراً، المقربون الشخصيون من شارون يزودونه بمعلومات خاطئة أحياناً ,حول نية حزب العمل بعد الانتخابات.
هناك حول شارون متأكدون من أن هزيمة الحزب المنافس سوف تؤدي إلى استقالة/ عزل متسناع:
«إذا لم يستقل يعقدون اجتماعا لمركز الحزب ويقررون دخول الحكومة. جمهورهم يمقتهم» أوضح أحد المقربين بثقة مطلقة.
غرور رجال شارون سوف يصطدم قريباً بالواقع. لن يعزل متسناع بهذه السرعة بل سوف يكافح وربما ينتصر ومعارضة المشاركة في حكومة الائتلاف تتصاعد بعد الانتخابات.
«هذا هو التناقض»، أوضح أحد أعضاء الكنيست من الحزب «كلما ضعفت قوتنا وزادت قوة الليكود قلت رغبتنا في الانضمام إلى الحكومة» بكلمات أخرى تعاظم قوة الليكود بالذات هو الذي يمس باحتمالات آرييل شارون في إقامة حكومة موسعة ومستقرة.
ثمة إجماع في المحافل السياسية: حكومة مثل التي كانت لن تكون، أنصار شارون يرفضون الاعتراف بذلك لكن ربما يفاجئوننا كما يفعلون ذلك بين الحين والآخر.
التشكيلة: حوالي «80» مقعداً.
الوزراء الكبار: يشاي، ليبرمان أو إيتام، موفاز، بن إليعيزر، وفلنائي؟
الرابحون: شارون الذي يحصل على حكومة مستقرة، شاس التي تبقي على شينوي خارج الحكومة مرة أخرى، ومؤيدوها داخل حزب العمل.
الخاسرون: عمرام متسناع الذي عارض الخطوة طيلة الطريق كبار الليكود الذين لن يحصلوا على حقائب وزارية مثل نتنياهو الذي تتراجع احتمالات توليه منصب وزير الخارجية بصورة ملموسة.
|