لماذا نحكم على الأشياء بالزوال «مقدما!» فنمنحها «الطللية» التي هي أخوف ما تخيف بني الإنسان..؟ أما باعث هذا التساؤل فهي استراحة رأيتها ومسمى «الأطلال» يعلو محياها.. إننا بتسميتها هكذا نستبق أحداثا ونسابق ذكريات.. نسرق منها مقدمات «مسرات» الزمان التي أبكى زوالها الشاعر حين قال:
قفا نبكِ من ذكرى حبيب ومنزل
بسقط اللوى بين الدخول فحومل
|
***
المهارة «محارة» الظفر بها يستلزم الغوص في أعمق أعماق محيطات الذات.. فاللمهارة «مهر» يجب ألا يعيي.. وعبء يجب ألا يثقل «.... ومن خطب الحسناء لم يغلها المهر».
***
إياك أن ترهن نفسك بقيود رهانك الخاسر على الآخرين.. إنها بالأحرى قيود واهية.. واهنة.. فلا ترتهن ذاتك يا مرتهن ذاته.. لا تراهن على الآخرين فترمي بنفسك في أحضان المحبسين: محبس جهلك «بك» ومحبس جهلك بهم..، إنك إن تفعل تخسر على كل الجبهات.. تسقط في كافة الأصعدة.. تنسحب من جميع الجهات.. فإياك إياك من أن تراهن بسلاح الظن.. فتقتل بالظن نفسك الامارة بالرهان الخاطىء.. فرهان الاعتباط رهن للذات «العبيطة!» ولاسيما حين يكون وقوده المعطيات الجاهلة.. انه قمين بأن يدفعك الى قطف أشواك كل ما هو شائك..فأنى للجاهل بذاته أن يفقه كنه ذوات الآخرين فضلا عن أن يراهن عليها.. إن معرفة «الأنا» هي السبيل القويم الى تغيير الأنا.. فلا ترهن نفسك طوعاً فتراهن على الآخرين.. جهلا.. حسدا.. وهما..وكل ما مصدره خلاصة الكراهية.. ورحيق «حريق» الوهم المحرق..!
|