|
|
حقاً الإنسان عدو ما يجهل، وسبب هذا العداء الخوف مما نعرف، والجهل يعني انعدام أو عدم شيء، والعدم هو أساس كل جهل، ولكن ليس كل ما نجهله هو عدم، بل الحقيقة أنه مجرد مفقود منا، لذا علينا أن نفكر بعمق فيما حولنا، نحاول قراءة الفكر المضمر لما أمامنا، نحاول سبر غوره وفهمه وتفحصه. ونظراً لغزارة الموضوعات التي تحيط بنا علينا أن نتفحصها بشكل سريع خذ مثلاً كل مختص بفرع من فروع المعرفة حيث يقضي عمره في تأمل عمله فقط دون غيره فإنه حتماً ومن دون إرادته سيعادي كل الأمور الأخرى التي يجهلها، لذا نحن مدعون للتأمل وهو المعرفة لأننا إذا عرفنا أمراً من الأمور زالت صفته السحرية في التأثير فينا وكذلك زال خوفنا منه لأنه أصبح معلوماً بالنسبة إلينا لا ننكر بأن عقل الإنسان قاصر عن تشكيل الأشياء ولكنه قادر على الغوص بها وهذا ما يبقيه دائماً على سطح الظواهر مهما أدرك من بواطنها. |
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |