معالي وزير الصحة الأستاذ الدكتور أسامة عبدالمجيد شبكشي حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
نحن أبناؤكم العاملون في مجال الإحصاء الصحي بجميع وحدات وزارة الصحة لا نعرف كيف نشرح لمعاليكم مدى الصدمة التي سببها لنا قرار استبعاد خريجي المعاهد الصحية تخصص الإحصاء الصحي من الكادر الصحي رغم مطالبتنا المستمرة.
يا معالي الوزير إذا كان الاحتكاك بالمرض هو المبرر لذلك الكادر فإن جميع الاحصاءات الصحية الخاصة بحركة المرضى المنومين والمراجعين واحصاءات الفحوصات المخبرية والاشعاعية وجميع الأقسام لا يمكن الحصول عليها إلا من واقع السجلات الخاصة بالمرضى داخل العيادات ووسط زحام الحجاج أي ان الاحتكاك بالمريض لابد منه وإلا لما استطعنا جمع هذه الاحصاءات المهمة والتي تبنى على نتائجها وتحليلاتها كل الخطط والقرارات المتعلقة بخدمة المريض نفسه. ولا يخفى على معاليكم مدى أهمية الاحصاء بالنسبة للدول المتقدمة من حيث بناء الخطط المستقبلية للأجيال في كافة المجالات وحتى في دولنا الأقل تقدماً وأيضاً يعلم معاليكم مدى أهمية الأمانة الملقاة على عاتق الاحصاء ولا تقل بل تزيد على بقية التخصصات الأخرى.
ولا يخفى على معاليكم ان عدد فنيي الاحصاء الآن والتابعين لوزارة الصحة عدد محدود جداً لا يصل إلى الخمسمائة موظف في كافة قطاعات الوزارة في المملكة ولا يتم الآن تخريج فنيي احصاء حيث كانت آخر دفعة تم تخريجها هي دفعة عام 1417ه ومن القرار السابق وحتى هذا القرار الأخير وهو الاستبعاد من الكادر انتقل ما لا يقل عن 200 موظف للعمل في جهات أخرى خارج الوزارة والسبب ان الكادر الصحي الذي طبق على جميع خريجي المعاهد الصحية إلا فنيي الاحصاء وضع الاحصائيين في حرج من حيث الترقيات قلم يعودوا فنيين ولا إداريين فيظل أحدهم من 14 إلى أكثر من 20 سنة على المرتبة نفسها مما يضطره إلى الانتقال إلى وزارات أخرى للهرب من هذا الوضع.
وإليكم بعض المهام التي يقوم بها فنيو الاحصاء في المراكز الصحية فالعمل شاق والمهمة كبيرة فبالإضافة إلى جميع الاحصائيات السالفة الذكر هناك المسح السكاني الخاص بخدمات المركز والذي يستغرق عمله في الميدان «أي على أبواب المنازل» من شهرين إلى ثلاثة أشهر يضطره للعمل صباحاً ومساء لمتابعة ظروف السكان وهذا المسح سنوي في كل مركز يقوم بعده فني الاحصاء بجمع هذه البيانات وعملها في سجلات تابعة للمركز ويستغرق في ذلك عدة أشهر يستخرج منها المعدلات العديدة والكثيرة والمعروفة لدى معاليكم ثم يظل طوال العام في متابعة هذه المعدلات في جميع أقسام المركز متابعة دقيقة تضطره أحياناً للنزول للميدان مرة أخرى خلال الأشهر وهناك نقطة هامة وهي ان فني الاحصاء في المركز هو المسؤول الأول عن السجلات الصحية في المركز كما انه شريك للصيدلي في مسؤولية الوصفات الطبية حيث يقوم بإدخالها على الحاسب يومياً والتي لا يقل عددها عن «200» وصفة بكامل محتوياتها كما يقوم فني الاحصاء بالتطعيم في الميدان مع الحملات الوطنية وهو ملزم بالحضور للعمل مساء لاستكمال ساعات العمل.
والشرح يا معالي الوزير في مهام فني الاحصاء الصحي يطول في جميع قطاعات الوزارة مما لا يخفى على معاليكم.
ويقف التخصص حائلاً من الدخول في الكليات الصحية حيث يمنع فني الاحصاء من دخولها لاستكمال الدراسة.
وكلمة أخيرة يا معالي الوزير إذا كان مسمى الاحصاء عائقاً في إدراجنا ضمن خريجي المعهد في الكادر الصحي رغم اختلافه عن طبيعة العمل في الوزارات الأخرى فلماذا لا يتم تغييره بمسمى آخر أسوة بالمراقب الصحي الذي عدّل إلى مراقب وبائيات، كجامع بيانات صحية أو فني بيانات صحية أو مسمى آخر يراه معاليكم.
نأمل من الله ثم من معاليكم النظر في وضع أبنائكم فنيي الاحصاء الصحي.. وجزاكم الله خير الجزاء.
محمد عبدالعزيز الدريويش
|