* الأمم المتحدة رويترز:
توصل أعضاء مجلس الامن الدولي لاتفاق واسع مساء الخميس للافراج عن مليارات الدولارات من عائدات النفط العراقية في محاولة لتجنب حدوث ازمة انسانية بسبب الحرب الدائرة في العراق منذ اسبوع.
ولابد من احالة النسخة النهائية من مشروع القرار الى العواصم للموافقة قبل اجراء تصويت عليه، وصرح دبلوماسيون انه مازال لدى الولايات المتحدة وروسيا بعض التساؤلات.
ولكن مسؤولاً امريكياً قال عن مسودة القرار ان «تقييمنا المبدئي ايجابي، ونعمل بجد بشأنها، ومازلنا في انتظار الموافقة النهائية من واشنطن».
وقال جونتر بليجر سفير المانيا بالامم المتحدة الذي سيقدم مشروع القرار مع فرنسا «اجرينا مناقشة طيبة بعد ظهر الخميس ويبدو اننا وجدنا اتفاقا بشأن قرار يتعلق بالمساعدات الانسانية للعراق»، ويسمح برنامج النفط مقابل الغذاء الذي بدأ في ديسمبر كانون الاول عام 1996 للعراق ببيع نفط لشراء مواد غذائية وادوية وسلسلة من الامدادات المدنية تحت اشراف الامم المتحدة.وعلق عنان البرنامج قبل فترة وجيزة من الغزو وقام باجلاء اكثر من 300 موظف اغاثة كانوا يراقبون توزيع الامدادات.
وطلب عنان والولايات المتحدة وبريطانيا من مجلس الامن ضمان امكان دخول سلع بقيمة نحو عشرة مليارات دولار تمت الموافقة عليها بالفعل الى العراق عندما تسمح الظروف بذلك مع ادخال عنان بعض التعديلات.
وسيمدد القرار الجديد الذي حصلت رويترز على نسخة منه برنامج النفط مقابل الغذاء لمدة خمسة واربعين يوما قابلة للتجديد، ويسمح لعنان باعادة ترتيب الشحنات وتحديد بعض الاولويات للعقود الموقعة بالفعل للتعجيل بالطعام والادوية.
وقال بليجر «هذا اكبر برنامج للمساعدات الانسانية في تاريخ الامم المتحدة»، وقال سيرجي لافروف سفير روسيا لدى الامم المتحدة في وقت سابق انه لا يريد استخدام البرنامج لاضفاء الشرعية على الحرب في اشارة الى السلع التي ستذهب في نهاية الامر الى مناطق تحت السيطرة الامريكية والبريطانية. وجادلت سوريا بان العراق بحاجة لادارة البرنامج مادامت حكومته مازالت تباشر مهامها.
وتتجاوز المسودة الخلافات بحذف اي اشارة الى التنسيق مع الولايات المتحدة او بريطانيا في العراق ولا تتحدث الا عن «التنسيق الضروري»، ولكن دبلوماسيين قالوا ان المسودة اضافت ايضا بندا من اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949 بشأن مسؤوليات «القوة المحتلة» لضمان مصلحة الشعب وهي صياغة قد تسبب مشكلات لواشنطن.
وقال الرئيس الامريكي جورج بوش ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير يوم الخميس بعد الاجتماع في كامب ديفيد ان الموافقة على هذا القرار امر حاسم.واضاف بوش «هذه القضية الانسانية الملحة يجب ابعادها عن السياسة، ينبغي لمجلس الامن ان يعطي الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان التفويض لبدء ارسال امدادات الغذاء الى من هم في اشد الحاجة الى المساعدة»، وقبل العودة الى لندن زار بلير الامم المتحدة للقاء عنان وذلك لبحث الازمة الانسانية بشكل اساسي.وجاء الاتفاق على الخطة بعد اجتماع ساده التوتر لمجلس الامن الدولي انسحب خلاله السفير الامريكي من القاعة خلال كلمة القاها نظيره العراقي.
وغادر جون نيجروبونتي قاعة المجلس في الوقت الذي اتهم فيه السفير العراقي في الامم المتحدة محمد الدوري الولايات المتحدة بشن حرب لابادة الشعب العراقي.
|